وجعًا أطارِحُكُم سُدايْ
ذاكَ الصّهيلَ النّازِفَ المصلوبَ في صَدرِ المَدى
عيناهُ لونٌ من صَدى صحراءِ روحي يَنسِجُ..
صوتًا نَوَتْهُ يُحاوِرُ الأهواءَ عن عمرِ الزَّبَد.
**
البَحرُ يولَدُ من دَمي...
قالَت لُحيظاتٌ رأتني أستطيلُ معَ الضّباب:
القَوسُ رِمشي، والرّياحُ مَغانِمي
للبُعدِ نَمضي، والمدى يَقتاتُ من لحمِ الظِّلال
هيهاتَ يا ليلَ المُفارِقِ أن تَزول!
**
طالَ اعتِصامُ الرّوحِ في صَمتِ اللُّغة
ما في المَدى صَوتٌ يَغارُ على الغُبارِ منَ الغُبارْ!
هذا اغترابُ الرّوحِ مُذ ماتَ الشّتاءْ
واعتادَتِ الأيّامُ أن تَصحو على صَوتِ الذّهولْ!
**
الآهُ أغنيَةُ الشِّفاهِ العاشِقاتِ صدى المَرايا
تسعى إلى ظِلِّ الذين تَسابَقوا جَنيَ الغِمارْ
والنّارُ لم تَعشَق سوى هبّاتِها
لم تَنسَ يومًا فِعلَ ما يُغري الفَراشَةَ بالألَقْ
يا مَن شَنَقتَ رُؤاكَ في لَونِ الغُروبْ
النّارُ ما فَتِئتْ تُفَتِّشُ عن تَضاريسِ الجَفافْ...
تُغري بَوارِقُها جذورًا تستَقي فَرَقًا لِهاثَ الأضرِحَةْ
والطّقسُ لَونٌ خادِعٌ...
ويروقُ للأرياحِ أن تَغتالَ أحلامًا سَحيقةْ...
وتَعودَ كي تبني مَواسِمَ للأرَقْ
فانهَضْ رَجَوتُكَ أيُّها الصّمتُ النّقي؛
من قَبلِ أن يَنعاكَ ضوءٌ ظلّ يرجوكَ القرونا...
إنهَض، أو امنَحني نصيبَكَ من جنونِ المقصَلَة!
لا تَعجَبَنْ...
أحلامُنا من أثّثَت بالصَّمتِ فوضى الانهيارْ!
لكَ أن تُغيِّرَ ما استَطَعتَ من اجتراءات الشَّهيقْ
ما أجبَنَ الأشواقَ إذ تَرضى لَنا شَرَفَ الدّخانْ
**
هَبني من النّسيانِ ما قد نِلتَ يا زَمَنَ الذّبولْ
كانَ انسِحابُ الرّوحِ عن لُغَتي ضَياعًا ما أحسَّ بِهِ أحَدْ
مَفصولَةً عن عُمرِها تَقِفُ الفُصولُ على مَفارِقِ عُذرِنا
***
الرّعشَةُ الحَيرى على شَفَةِ الوَجَعْ
أهدَت مَواسِمَنا جنونَ مَدارِنا
ما كادَت الدّمعاتُ تَفجُرُ عُمقَنا
حتى استقاها للخواءِ خَواؤُنا
دَع عَنكَ ما تحكي الرّياحُ لنَفسِها
واسأل لمَ احتَضَنَ السُّدى أعذارُنا
***
اللّيلُ عاصِمَةُ الفَراغِ إذا المَدائِنُ حَطَّمَت أسوارَها
***
يا مَوطِني القَسرِيِّ يا فَزَعَ الرّؤى
هل تسقُطُ الأوطانُ إن عَشِقَت حِكايَة
يستَلُّني عُمري ويَشرَبُني الصّدى
عارَكتُ أزماني لتَقتُلَني الشّكايَة
وأنا الذي رسَمَ انبعاثاتِ النِّدا
صَلَبوا التِياعي عندَ أبوابِ الوِصايَة
***
يا سرَّ ليلِ السّاكِتينَ على اغتِصابِ الأمنِيَةْ..
لوّحتُ للغيماتِ... قومي واستمدّيني...
زمانُ الوَصلِ يَغرِسُني على شَرَفِ النّدى ألقًا تناهى في دَمي
*صالح أحمد (كناعنه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق