اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

وفاة الكاتبة والقاصّة العراقية، ديزي الأمير.. كاتبة الحزن وأسيرة الحب المبهم

اعتدنا أو ألفنا أن يموت الكتّاب العراقيون في المنافي (سركون بولص، بلند الحيدري، الجواهري، البياتي، آدم حاتم، زها حديد...)، في بيروت أو برلين أو لندن. لكن الكاتبة والقاصّة العراقية، ديزي الأمير(*)، لم تمت في المنفى الأميركي فحسب، بل أضيف إليه النسيان. فهي توفيت في هيوستن في 22 تشرين الثاني2018، ولم يعلم برحيلها احد إلا بعد أيام، من أحدى الصحف اللبنانية...

القاصة التي ولدت في العراق 1935 لأب عراقي هو الطبيب ميرزا الأمير، وأمّ لبنانية من ضهور الشوير هي وداد تبشراني، تخرجت في دار المعلمين العليا في جامعة بغداد ونالت اجازة في اللغة العربية وآدابها، ومارست بعدها التدريس حيث
ألهمت الكثيرات من طالباتها، وحفّزتهن لتطوير أدائهن الأدبي والشعري والثقافي. نالت شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها العام 1955، كما نالت الدبلوم في اللغة الإنكليزية من جامعة كامبردج في بريطانيا.‏ عملت بعد تخرجها، في التعليم، فدرّست عشر سنوات في إحدى المدارس الإعدادية للبنات، ثم في دار المعلمات؛ بالبصرة. في العام 1962، نشرت أول قصة في بيروت ولاقت حماس القراء والنقاد، ولما انتقلت إلى العاصمة اللبنانية بدأت العمل في السفارة العراقية من العام 1964 حتى العام 1969، ثم معاونة للمستشار الصحافي في السفارة العراقية، فمديرة للمركز الثقافي العراقي في بيروت. وكانت نشرت العام 1964 أول مجموعة لها "البلد البعيد الذي تحب". العنوان يحمل معنى الذكريات والحنين، الموزع المبعثر على الأماكن التي عرفتها داخل العراق وخارجه، وعدم الاستقرار ذاك أعطاها الزاد المعرفي. تعرفت خلال زيارتها لأسرة والدتها، في ضهور الشوير، على الشاعر خليل حاوي (1925 ـ 1982) وتطورت المعرفة إلى صداقة فإعلان خطوبة. لكن هذه الخطوبة لم تستمر طويلاً لأسباب صحية ألمّت بخليل، فتزوجت ديزي في ما بعد من حبيب صادق، رئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، في وقت كانت تريد التخلص من زوجة أبيها الظالمة التي ذاقت منها الأمرّين، ثم حصل الطلاق في العام 1975 بعد مرور سنتين على زواجها منه.‏

بعد انتحار خليل حاوي العام 1982، غداة الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، كثر الكلام حول سبب انتحاره. كتبت ديزي الأمير إن خليل كان يعاني مرض "الصرع". بعض الأهل والأقارب كانوا يقولون إن ورماً في الرأس كان يوقعه في حالات من التوتر والألم، وكان من الصعب إزالته بجراحة. وفي أواخر الثمانينات نشرت ديزي رسائله إليها في كتاب "خليل حاوي، رسائل الحب والحياة"، لكن بتصرف. فهي حذفت اسمها وكل ما دلّ عليها، والكلمات التي لم ترُق لها، "ضاربة الأمانة الأدبية عرض الحائط للاعتبارات المعروفة غير المبررة" حسبما كتبت مودي بيطار في مجلة (الناقد- يوليو 1988)... عبّر شقيق الشاعر، الناقد ايليا حاوي، عن استيائه من الطريقة التي نشرت بها الرسائل، وهدد حينها بنشر رسائل كتبتها هي للشاعر. ردت ديزي على منتقديها بأنها نشرت الرسائل من قبيل "خدمة الباحثين الذين هم بحاجة الى مراجع عند دراستهم لحياة الشاعر، لذلك لم يكن مهماً من هي التي كتب لها، بل المهم ما كتبه هو". أحد الكتّاب ألّف قصة من بنات خياله حول هذه العلاقة، يمكن وصفها بالقصة الصفراء والهدف منها مجرد الاثارة...والأرجح أن الرسائل شغلت الرأي العام أكثر من قصص ديزي وأكثر من شعر خليل حاوي. فهناك اندفاع وفضول من الباحثين لمعرفة أسرار العلاقة، وهي في الواقع علاقة حب فاشلة مثل أي علاقة بين أديبين، لم تنته إلى الزواج. ومع ذلك وضعت مجموعة كبيرة من المقالات، ديزي، في أسر هذا الحب وتفاصيله المملة...

في الجانب الأدبي، ورغم بريق اسم ديزي، كانت قصصها خافتة. صرّحت كثيراً أنها ضد الإباحيات، تكتب ذاتها، وانشغالاتها بالتفاصيل، واليوميات بلغة هادئة، إلى حدّ أن "تبدو وكأنها غير معنية بكل الصخب الذي يصنعه الآخرون حولها"، تقول في مجلة (الآداب، العدد 11 - 1992): "كنت ناجحة خارج البيت، أما داخله فلقد فقدت الإحساس بالطمانينة إليه بعد فقدان أمي وزواج أبي وأنا على مقاعد الدراسة، فتشرّدت العائلة وصار كل في مكان، وأنا أسكن فترات هنا وفترات هناك معهم، صارت الوحدة صديقتي، وبفعل إراديّ حاولتُ إبعاد الحسّ بالغربة عن نفسي. لذلك فإن طابع الحزن واضح في كل ما كتبت. نفسي لم يلتقط رادارها إلا الحزن، لكن هذا لم يكن تشاؤماً...". ويقول عفيف فراج في مجال آخر "إن الرائع في قصص ديزي الأمير يبرز برائحة فنية في رسم عالم الأحاسيس الداخلية للشخصية، وحساسية شديدة الرقة، تلتقط ابسط موجات الشعور المضطرب، وتلتقط الجرس الخافت لحزن لا يعلن عن نفسه إلاّ للأذن التي تألف الهمس، إننا نسمع في قصصها همس السواقي وليس هدير الشلالات، ومفارقاتها الدرامية تحدث الرعشة وليس الارتعاش العنيف".

ولم تنج الأديبة العراقية من تقريظات الشاعر سعيد عقل، فقال عنها: "كلمات ديزي الأمير كصوت فيروز، شيء من الغيب يُحَب. ساحرة الهنيهات السعيدات، وما همّ أنهن أحياناً مثقلات بالكآبة. من أين تجيء بهذا البث الناعم الفني في عصر القصة المواء والقراء الذين يحبون الصدم والقضم؟"... وديزي التي كانت تكتب مذكراتها في سنواتها الأخيرة، لم نعرف مصير هذه المذكرات، وهي الوحيدة التي أسمتها نازك الملائكة في مذكراتها "صديقتي"، مع التذكير بأن هناك تشابهاً بين نهاية القاصّة ونهاية الشاعرة التي تقول: "هل كنت صديقتها حقاً؟ كنت أسألها فتقول: لست صديقتها بهذا المعنى، بل صديقة أختها الأصغر، فهي أكبر مني سنّاً، وأكثر ثقافة ونضجاً. كنت في الصف الأول من دار المعلمين العالية، وكانت هي في الصف المنتهي، لكني لن أنسى جلساتها وأحاديثها ورسائلها. امرأة صريحة، ونظرتها إلى الحياة عميقة، تشعرك دائماً بأنها الرئيسة، لها سلطة خفية وساحرة علينا وعلى كل الصديقات. كنت أتطلع اليها كمثال، والتقيها كثيراً، فقد ربطتنا صداقة عائلية، نتزاور بحكم هذا التقارب، لكنها رحلت إلى القاهرة، ولم تعد".

وديزي التي كانت تقول عن بيروت"إنها المدينة التي تضيّعك في البحث عن سر قلقها واطمئنانها"، لم تقل لنا وداعاً في هيوستن. رحلت بلا ضجيج، كما قصصها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) آثارها الأدبية
أصدرت الأديبة ديزي الأمير سبع مجموعات قصصية هي:
1- البلد البعيد الذي تحب 1964.‏
2- ثم تعود الموجة 1969.
3- البيت العربي السعيد 1975.
4- في دوامة الحب والكراهية 1979.
5- وعود للبيع 1981.
6- على لائحة الانتظار 1988.
7- جراحة لتجميل الزمن 1996.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...