اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

ساعة حضور بورخيس ــ قصة قصيرة...**عبد العزيز دياب ـ مصر

وضعني بورخيس في واحدة من متاهاته....
هذا نتيجة نصائح راوي القصة التي كنت بصدد كتابتها... كعادتي هيأت طقوسي الغرائبية للدخول في عوالم الكتابة، وما وراء عوالمها، أعلاها وأسفلها، ظاهرها وباطنها.
لا أعرف...
هل كانت طقوسي هذه بكل ما تكتنفه من جنون وغرابة هي التي استدعت الرجل... هل كان دخان البخور برائحته المستفزة دليله للوصول إلى مكاني؟
ضحك راوي قصتي، بل قهقه وهمس في أذني: ربما كان الطرطور الذى تضعه على رأسك هو سبب حضور صاحب الألغاز والمتاهات.
هو طرطور أضعه على رأسي ساعة الكتابة، تكتنفه الألوان المبهجة فأبدو مثل مهرج في سِرْكْ صَبَغَ وجهه بالألوان... لبس الطرطور، تشقلب، نط نطتين في انتظار تصفيق العيال.

لحظة الكتابة أضع على الكنبة القطة "كاتى" لتكون أمامي، أتمسك بحضورها لحظة الكتابة، ربما تسللت في نعومة ودخلت القصة التي أكون بصدد كتابتها فأكسبتها المذاق الذى كنت أبحث عنه، لكنني أشترط عليها وأنا أضعها على الكنبة أن تتحول إلى كائن آخر خلاف المرة السابقة عندما تحولت داخل قصتي إلى عجوز تهش بعصاها المعوجة قطيعًا من السلاحف وبدا الأمر مزعجًا.

جمجمة بشرية منحنى إياها طالب كلية الطب بعد أن هجرها إلى الدراسات الفندقية، أضعها أمامي لحظة الكتابة، لدى يقين راسخ أنها تلهمني أفكارًا غير مسبوقة، في لحظة الذروة التي تصل إليها قصتي تكتسى لحمًا وجلدًا وشعرًا، تظهر بملامحها الحقيقية، ذات مرة اكتشفت أنها جمجمة لأنثى بعينين زرقاوين، تغمز بعين واحدة وتبتسم كأنها تقول لي: أنت يا سيد على الطريق الصحيح، أسألها عن اسمها الذى كان، تَخْجَلْ وتعود سيرتها الأولى.

موسيقى خافتة لأغنية فيلم "ريا وسكينة" بصوت "شفيق جلال"، أو شفشق كما يطلقون عليه:

يا ختي عليها ويا ختي عليها

جت رجليها ما جت رجليها
.
على نغمتها تكتمل طقوسي وأبدأ الكتابة، لكن هذه المرة حدث ما هو أغرب من طقوسي، تجسد أمامي راوي القصة التي أتصدى لكتابتها، انتبهت فوجدته أمامي على الكنبة يحتضن قطتي "كاتى"، يوشوشها وعلى وجهه يرف شبح ابتسامة ماكرة، أظن أنه كان يقول لها: هذه المرة ليست كالمرات السابقة... هذه المرة سيكون صاحبك- يقصدني طبعًا- في محنة.

شعر أنني انتبهت إليه، تقدم ناحيتي وخاطبي بلهجة جادة آمرة: هيا يا سيد.. انتبه، عيلك مغادرة المكان فورًا...
أدهشني حديثه: ما الذى يجعلني أغادر صومعتي... مكاني الذى يضمني وشخوص حكاياى؟
"بورخيس.. أتعلم.. بورخيس يا أخي في الطريق إلى هنا"
ضحكت ضحكة ساخرة أيقظت كاتى، وأم كاتى، وإخوة وجارات كاتى: وما الجديد في ذلك.. هذه ليست المرة الأولى التي يزورني فيها بورخيس، هو دائما ما يزورني الرابعة فجرًا لحظة إعداد طقوسي وتَجَرُّدِي للكتابة، لا يفعل شيئًا، هو فقط يملى علىَّ نصائحه الثمينة.
"كل مرة لا تسلم الجَرَّة كما يقولون... اليوم لن تستطيع تحمل نصائحه"

"كيف...؟"

"هذه المرة سيكون كالطوفان يقتلعك من جلستك هذه ويرميك في غابة كل سكانها الوحوش يطلبون لحمًا آدميًا... هذه المرة سيكون خلية نحل أو زنابير تهرى أفكارك التافهة، يقول لك إلى اليوم لم تتعلم منى شيئًا، لازلت تقف على تخوم المتاهات..."

دائما ما أصدق رواة قصصي عندما يتجسدون أمامي ساعة الفجر والحديث معي كأصدقاء هشتهم مقاهي آخر الليل، سألته:

"ما العمل إذن؟"

استغرق لحظات كنا خلالها في البحر الكاريبي على ظهر مركب عجوز بمجداف واحد يجدف به، فجعلت أنا الآخر ذراعي مجدافًا قبل أن يأتي الموج ويقتلعنا من على ظهر المركب ويرمينا على أرض جزيرة كل سكانها من القرود...

انتشلني من بين القرود قائلا: من الكياسة أن يأتي بورخيس ويجدك ههنا تكتب وتضحك وتبكى وتغازل قطتك.

"هذه معضلة... أنت لتوك أمرتني بأن أغادر المكان"

قال: لا تحمل همًا... سآتيك بالحل...

تكلم كأن الكلام يأتي من بئر عميقة محفورة بداخله: ليس أمامك إلا أن تترك نسخة منك هنا في مكانك هذا...

"نسخة منى...؟!"

الفكرة كانت طيبة قمت بتنفيذها على الفور، لكنه بورخيس... اكتشف الخدعة في أول لحظة من لقائه بنسختي التي حلت مكاني، فما كان منه عقابًا لي إلا أن قذفني في إحدى متاهاته...
..
ساعدوني من فضلكم لأنني إلى الآن لا أستطيع الخروج...

* كاتب من مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...