اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

نازك ضمرة يعود الى طفولته في رواية الجرّة ...* بقلم:خولة سالم - الخليل

"الجرة" رواية مكونة من (128) صفحة من القطع المتوسط من اصدار دار النسر للنشر والتوزيع في عمان – عام 1997 ،،، للاديب نازك ضمرة - أديب فلسطيني من بيت سيرا - رام الله ، مقيم في احدى الولايات الامريكية
اثناء قراءتي للرواية شعرت اني اعرج وبشكل ادبي انيق على ماض عريق يزخر بالكثير حيث تحكي الرواية قصة شاب فلسطيني في مقتبل العمر ،،،على ادق تقدير ،،،لا زال في سن المراهقة (كما درجنا على تسميته) تخالجه افكار وهموم الفقر والعوز كما تراوده افكار كثيرة من واقع الحال في فترة الاربعينات من عمر قضيتنا ،،، أي في بدايات الاحتلال الاسرائيلي لارضنا واغتصابها ،،، ونهاية الانتداب على فلسطين وانسحاب الانجليز منها ومنحها لليهود كوطن قومي ،،،
تبدا الرواية من حكاية صبية فلسطينية تدعى سماهر ,وحكايتها نقل المياه للشرب والغسل من البئر البعيدة عن القرية مسافة ليست بسيطة بل تكاد تحتل وقتا لا بأس به من يومها مستخدمة وعاء معروف من القدم في فلسطين وهو "الجرة " عنوان الرواية ،،، حيث الصبية مفعمة بالحياة معتدة بذاتها وواثقة من نفسها ،،، وجمالها ،،، ونظرة الاخريات لها ،،، واحساسها بالمسؤولية اتجاه اسرتها ،،،
تعاود في كل يوم تعبئة جرتها من بئر حفره الانجليز ليروي القرية النائية ،،، ومعاناة تلك الصبية وتعبها اليومي في الحصول على الماء ،،، وخلال السرد تظهر شخصية ساهر شقيقها الاصغر ،،، ببراءته وحلم الرجولة المكتملة في جوارحه ،،، لا يخاف ،،، ولا يجدر به ان يقول ذلك ،،،يريد مساعدتها ليخفف عنها عبء المسؤولية ،،، يخالجه شعور رغم صغر سنه بانه مسؤول عنها وعن اسرته كما هي عادة الصبية في هذا العمر ،،، الاديب يجسد طموح الفتى اليافع ،،،وتعامله بعقل رجل مسؤول وبين مكنونات نفسه من مخاوف وشرور واحداث تراكمت في مخيلته عن واقع الحال المعاش ،،،
وخلال احدى رحلات الجرة من البيت الى البئر وملأها بالماء ،،، حيث ينزل الفتى الى عمق سحيق ليملأ الجرة بالماء عبر دلو (رشا) تنزله شقيقته اليه،،، يحاور الاديب ذاكرة الفتى بكل ذكاء فتارة يخيل للطفل انه شجاع يعاون اهله ليكونوا في حال افضل وتارة تعاوده خرافات عاشها او سمعها من سكان القرية النائية ،،، يتخلل ذلك ذكريات قاسية ومؤلمة وخيالات حول الانجليز واستخدامهم الرأفة المصطنعة لتحقيق حلم يراودهم في ارض فلسطين بشان اقامة دولة لليهود ،،، ومنح عصاباتها اليهودية "هاجانا وشتيرن " الحق في ارتكاب افظع الجرائم بحق سكان فلسطين ،،،وتنكيلها بهم وتخويفهم للنزوح عن اراضيهم ،،، وبين خيالات وقصص خرافية تطفو على سطح تفكير الفتى فتؤلمه ،،، حيث تظهر جلية أكثر عندما يطول به المقام في قعر الجب المظلم ،،،تظهر جلية في اكثر من حادثة ،،،
في البداية يسيطر على الطفل احساس بالخوف من الموت ،،،يظهر ذلك جلياً ص(50) عندما يحاور ذاته فيقول " هل الخوف موت؟ هل الموت خوف ؟! هل يخاف الانسان بعد موته؟! هل يبدو على وجهي شيء غير طبيعي كالخوف مثلاً!... لو كان النور كافياً لقلنا أن الطفل والارنب لاحظا أن وجهي بلا لون . وبعض القشعريرة التي تفاجئني حينا بعد حين.ها هو يطل برأسه ثانية ! لا يمكن أن يكون أرنباً ،،، مشكلتي هو ذاك الارنب! يتمدد مرتاحاً دون مبالاة خلفها ،،، " ،،، هنا تتضح ملامح الخوف من الاماكن المعتمة وتخيل صور لحيوانات او اشخاص ،،، نجح الاديب في تصوير المخاوف في هذا السن من العتمة والظلام الحالك في أسف قعر البئر.
وفي مواضع اخرى تراود الطفل أفكار حول وطنه وارتباطه بجده لامه وعيادته له في مشفى في مدينة يافا فيقول: ص(55) "زرنا جدي كان مريضاً بمستشفى مدينة يافا، سلمت على جدي والد امي، بكى وضمني، رأيت البحر يهدر من شباك غرفته المطلة عليه بينما كلن يحضنني بضعف، كنت أسمع هدير الأمواج، ودقات قلب جدي الضعيفة تصل الى اذني، نسيت نفسي ارتخيت قليلا على صدره ، غامت عيناي وهما تسرحان مع الامواج العالية الصاعدة النازلة ....الخ"
وفي خلجات اخرى للطفل وهو يتذكر كيف سمع امه في حوار مع والده وهي تتحدث عن تنكيل الانجليز بهم فتقول : ص(101) " ادعو الله أن يبتليهم في أجسدهم و؟أولادهم ! قتلو ولدي ! وماذا فعلنا لهم ؟ كنا هادئين مرتاحين في بلادنا ، لم نهاجم بلادهم ولم نحاربهم ، فلماذا يضيقون علينا ويريدون أن يأخذو أرضنا ، أو يشاركوننا فيها ؟ قتلو ولدنا مراد ! مراد البطل الشجاع ! لو كان مرا حياً لما أحسسنا بالضيق والخوف من الفقر، ..."
احيانا تشعر أن الاديب يجسد أحداث جسام أثرت على تركيبة ذلك الطفل وصقلت شخصيته بالكثير من الألم كما هم أطفال فلسطين يولدون وفي حلوقهم ملعقة من أسى على ما ألم بفلسطين وأهلها فترى الطفل يستمع بشغف لحديث أمه عن أخيه الشهيد ،،،ووصف أالامهات لبطولات أبنائهن وهي عادة تكاد تكون عامة في أغلب الفكر الثوري الذي تبثه الام في اطفالها تلقائيا وبلا ادراك منها لصغر سنهم فهو يذكر جيدا ما قالته امه عن اخيه الشهيد مراد بعد سؤاله لها والحاحه عليها أنه لا يعرف أخاه : ص(122) لماذا ؟أخبرتني يا أمي عن مقتل أخي ، انني لا أعرفه ولا أدري كيف شكله ولونه."
فتقول له دون وجل وبفخر أيضاً كانها تريد أن يقتدي به : " (أخوك كان شابا قوياً يا ولدي ! يحبه جميع الشباب ويهابونه، تعلقت به جميع الفتيات ، أصبح مضرب مثل ، في السنة التي ولدت بها حدث ما حدث . نصحناه أن لا يتهور لكنه قال : ما الذي تقولينه يا أمي !؟ إذا تقاعست أنا وتقاعس الشباب الآخرون فمن سيقارع الانجليز والاجانب؟!"
في نهاية الرواية تنتهي شقاوة الطفل ساهر في حضن أمه مرتعداً خائفا من عقاب والده على كسر الجرة الجديدة والغالية،مستغلاً عطف امه وبحثها عنه مطولاً، وخشية ان يبيت ليلة أخرى في الظلام وفي اطراف البلدة ان عاقبه والده بشدة ،،، فيقول : ص(128) "سامحيني يا امي ! أمي ! اسمعيني يا أمي ! سامحيني ، لم أقصد أن اكسر الجرة يا أمي !..." ،،،
كأن الأديب المفعم بحب الوطن يريد أن يركز على اهمية المياه في حياة العائلة وأن الجرة ما كانت الا اداة لتجذير الانتماء للأرض بكل ما تحمله في جوفها من ألم ومعاناة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...