اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رواية « مئة عام من العزلة » ..خمسون عاما على السحر

⏪⏬
بداية شهر يونيو/حزيران هذا، مرت خمسون عاما على نشر رواية «مئة عام من العزلة»، للروائي الكولومبي غابرييل غارسيا
ماركيز، التي حصل بسببها على جائزة نوبل في الآداب، في ثمانينيات القرن الماضي، وخرجت بعدها مئات الأعمال التي تحتفي بجوها الأسطوري، وتسعى إلى كمال كتابي مثل كمالها، ودائما ما يقال حين تذكر «مئة عام من العزلة»، إنها الرواية التي غيرت وجه الكتابة.
حقيقة كانت الواقعية السحرية موجودة في أمريكا اللاتينية، وموجودة أيضا في إفريقيا وربما آسيا، ولكن بوجه خجول جدا، وفي بعض الكتابات، ولعل رواية «الأشياء تتداعى» لتشينيا تشيبي، احتوت بعض فصولها على جانب سحري، غريب، ذلك حين ظهر الأجداد الميتون، الذين تم استدعاؤهم، من أجل استشارتهم، بواسطة الأحفاد المتورطين في دخول الاستعمار إلى أراضيهم، ومعه الديانة المسيحية، التي تحاول أن تقضي على معتقداتهم، وأظن أن «الأشياء تتداعى» صدرت في وقت أبكر من رواية ماركيز، وفعلت الكثير لكن ليس فعل رواية ماركيز.
الموضوع هو أن واقعية «مئة عام من العزلة» السحرية، سيطرت على الرواية كلها تقريبا، بدءا من الغجري ملكيادس، الذي عاد من الموت ليروي أحداثا غريبة، وليجلب الجليد لأول مرة إلى ماكوندو، تلك البلدة الافتراضية، التي اخترعت لتجري فيها الأحداث، ومرورا بأشخاص يطيرون، وآخرون يأتون من لا مكان ويذهبون إلى لا مكان، إلى نسيان الكلمات، إلى هطول المطر لزمن طويل جدا، إلى ربط الجد تحت شجرة، وكثير من الأجواء السحرية التي تحسها وأنت تقرأ في الرواية، حقائق غير قابلة للشك، وفقط حقائق مدهشة. ولأن «مئة عام من العزلة»، رواية غير اعتيادية، وشخصيا لا أوافق على اعتبارها عملا كلاسيكيا الآن، فقد حظيت بما حظيت به من مكانة كبرى لدى النقاد والقراء على حد سواء، وأصبحت أشبه بنشيد الكتابة الرسمي الذي لا بد من معرفته، لكل من يقرأ أو يحاول أن يكتب، ليس بغرض التأثر بها طبعا، وإنما بغرض المتعة والمعرفة، وتعلم توظيف الخيال، الذي قد يحيل الواقع كله، إلى واقع مواز، أو واقع مفترض، من الصعب الحياة فيه، وفي الوقت نفسه، تسهل الحياة فيه داخل النص طبعا. وأذكر أن استفتاء جرى منذ أعوام عدة، عن أكثر الكتب الأدبية تأثيرا في العالم، وحصلت تلك الرواية على أعلى الأصوات بوصفها الأكثر تأثيرا، وكانت ثمة أعمال أخرى لكتاب آخرين، اعتبرت ذات تأثير كبير، منها «الخيميائي»، تلك الرواية، الصغيرة، البسيطة، ذات الملمح الإنساني الصوفي، لباولو كويلهو، و»اسم الوردة» ذلك العمل الضخم، التاريخي، المرتبط بالكنيسة، للروائي أمبرتو إيكو، وأيضا أعمال أخرى من الكلاسيكيات، لهنري ميلر وجون شتاينبك.
وفي المذكرات التي كتبها ماركيز بنفسه، وترجمها طلعت شاهين بعنوان عشناها لنرويها، وأيضا تلك التي كتبها الإنكليزي جيرالد مارتن، بعد أن رافق الروائي زمانا، تحدث ماركيز عن كل أعماله تقريبا بكثير من الود، لكنه يشعر بالامتنان لـ»مئة عام من العزلة» التي أخرجته من الفقر إلى الغنى، ومن العتمة إلى النور، ومن دهاليز الصحافة الكئيبة في العالم الثالث، إلى إمكانية أن يعيش في أي مكان ويكتب الروايات، والريبورتاجات الفخمة، بلا أي عائق، وذكر تلك القصة التي رافقت نشر «مئة عام من العزلة»، حين لم يكن من الممكن أن يرسل المخطوط كاملا للناشر، بسبب عدم وجود أجرة البريد، وتوصل مع زوجته إلى إرساله على جزئين، وبالفعل تم ذلك، لكنهما اكتشفا بعد ذلك أن الجزء الذي أرسل، كان الجزء الثاني الذي فيه الخاتمة، وليس جزء البداية.
وعلى الرغم من أن ماركيز كتب قبل تلك الرواية أعمالا جيدة مثل، «في ساعة نحس»، التي تتضح فيها موهبته، وتعامله مع اللغة بجلاء، وكتب بعدها معظم أعماله المهمة مثل، «خريف البطريرك» الصعبة والمعقدة، التي تحتاج لذهن صاف من أجل المتعة، وأحداث «موت معلن» التي أعتبرها إدهاشا بلا حدود، حين يكون القارئ عارفا بما حدث، وفي الوقت نفسه يلهث، ولا يدري وراء ماذا يلهث؟، وتأتي «الحب في زمن الكوليرا»، إحدى رواياتي المفضلة، التي تعلمت منها كثيرا من الحيل، خاصة في اللغة والخيال، ولا أعتبرها أفضل من «مئة عام من العزلة»، لكنها لا تقل عنها سبكا وغنى وجمالا، وأعتقد شخصيا بأن الروائي عموما، لديه نص ينتشر أكثر من نصوصه الأخرى، أو يستحوذ على معظم الجدل حول الكاتب، مهما كتب هو من نصوص أخرى مبهرة، وبذلك لم تحدث «الحب في زمن الكوليرا»، ذلك التأثير الكبير الذي أحدثته «مئة عام من العزلة». وعندي في تجربتي المتواضعة نص يثير الجدل أكثر من نصوصي الأخرى، وكذا في تجارب كتاب كثيرين معاصرين، نتذكر لهم نصوصا معينة، حين تذكر أسماؤهم.
لكن رغم كل ما طرحته «مئة عام من العزلة»، وما حازته من اهتمام كبير، لفترة طويلة من الزمن، هل رضي عنها كل من قرأها؟
هنا تأتي المفارقات التي لا بد أن تحدث عند قراءة أي كتاب إبداعي، المفارقات التي تعود إما لاختلاف التذوق من شخص لآخر، أو لمجرد الإدلاء برأي من أشخاص لا يعرفون القراءة أصلا، ولا يستمتعون بالمتع التي تحدثها، وبعض هؤلاء في الغالب يقرأون صفحات معدودة من كتاب، ويلقون به بعيدا، أو يبحثون داخل الكتب الأدبية عن أيديولوجيات معينة، أو إسقاطات سياسية، أو تصدمهم بعض المشاهد التي هي أكبر من تخيلهم، فلا يستوعبون.
وقد مررت على تعليقات القراء في مواقع القراءة المختلفة، وعثرت على تعليقات باللغة الإنكليزية والعربية، تتفه من شأن تلك الرواية العظيمة، وتعتبر قراءتها مضيعة للوقت، وبعضهم يردد أن الجوائز تمنح هكذا عبثا لأي شخص، والحقيقة لم يصدمني ذلك، وأعتبره شيئا عاديا، ما دام هناك عمل طرح للقراءة، وما دامت هناك مواقع مجانية، تتبنى نشر الآراء مهما كانت ساذجة وسطحية. وماركيز في النهاية كاتب يخضع لتلك المفارقات، وعادي جدا أن تجد كاتب خواطر مراهق، يحصل على تقييم أفضل من التقييم الذي يحصل عليه.
في النهاية، تظل الكتابة الإبداعية في تطور مستمر، ويظهر كتاب جديد في كل يوم، يمتعوننا بالجديد، لكن تبقى الأعمالد الخالدة في مكانها لا تتزحزح شبرا، تبقى «اسم الوردة، والأشياء تتداعى، وظل الريح لزافون، واسمي أحمر لأورهان باموق»، وتبقى «مئة عام من العزلة» سيدة الكتابات كلها.
-
*أمير تاج السرالقدس العربي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...