
الزفاف. أحب أن نلتقي عن سابق إصرار و تقصّد. أن نحدّد المكان و الزمان، في أيّ ركن من مدينتنا الفاتنة سوف نتقابل، في أيّ مقهى، تحت أيّة شجرة. آه..كم من السحائب سأجمع ثم أبدّد و أنا أترقّب تجلّيك! أسرق الثواني التي تمر . أحوّلها إلى حلوى من القُبَل، أدسّها في جيوب الانتظار و هو يجالسني على المقعد المقابل واضعا ساقا على ساق. الانتظار ليس سيئا. إنّه الوجه الآخر للحب. الصدفة لا تليق بالعشاق..ربما تناسب الموت أكثر. فوضوية، متسرّعة ، طائشة، يجرّها الغرور من أذنيها، بينما الموعد مرتّب، هادئ ،أنيق، ناضج، يملأه كبرياء شهيّ.
الصدفة: فراغ البدء وغموض الختام . الموعد ..شغف البداية ،لذة احتراق الطين في لهب اللهفة . متعة شحن الروح بإكسير الأمل.
الموعد: أن تعبر إلى الضفة الأخرى من الشوق بقارب مثقوب.
أجلس بانتظارك أنادم خيالي و أقول : فقيرة هي الصدفة رغم أنّها خلقت لكي تغطّي على جبن الموعد أو خيانته. كل ما لا يثير الخيال يكون بلا قيمة. ما أجمل أن أمارس طقس انتظارك أنا و خيالي و كأس العصير البارد، و حقيبة يدي، و ساعة يدي، و عطري، و أحمر شفاهي. أتفقده مرّة بعد مرّة .. متوهّج يحلم بانطفائه فوق شفتيك.
و يحدث ألا يتحقّق الموعد. .تخبرني بأنك لن تأتي . أتضايق .ترجوني أن أتفهّم و لكني لا أتفهّم. كيف لامرأة عاشقة أن تتفهّم ؟ تمتلئ عيناي بالدموع و لا أبكي. أضمّ صدري بذراعي كي أكتم نشيج نهداي .أحمل حريقي و أرحل. أقول تبا لك و أقصد حبا لك. أغسل وجهي من الحلم و عيناي من الكحل . أعبّ أربع فناجين من القهوة و حبتي ” دوليبران”.
أستعين على حزني و على غضبي منك بالحبر و بالموسيقى . أدندن مع الست ” يا اللي عمرك ما خلفت ميعاد في عمرك” ، ثم أدخل في حالة احتراق جديد بانتظار موعد جديد .أقرر أن أعتني بي أكثر من أجلك ، و بحبك أكثر من أجل الحب.و..عود على شوق. أباشر تأثيث اشتياقي لموعد قادم. أعتني بأظافري، أغيّر لون شعري . أفكّر أنك قد تحبّه بلون الرمان. أرتّق الزّر الأخير في فستاني الأسود الطويل المكشوف الكتفين..و لا أدري لم أفكّر بأنّ عينيك و هما معلّقتان بالزرّ الأول قد تنتبهان لغياب الزر الأخير !
آسيا رحاحليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق