بعد ما يقارب الثلاثين عاما من سرقة (الكيان الصهيوني) اسم القدس لإطلاق مهرجان القدس السينمائي، الذي بات يقام لديهم، محاولين من خلاله سرقة ما يمكنهم من تراث وثقافة المنطقة، ومن ثمّ الترويج لأفكارهم التهويدية للمدينة المقدسة عربيّا وإسلاميّا ومسيحيّا، تولّد لدى العديد من الجهات الفلسطينية الأهلية والشخصية والرسمية، قرار بإيجاد مهرجان فلسطيني باسم القدس، يكون فعلا مقاوما، سينمائيا وسياسيا لمهرجان آخر مزيف، وتم ذلك فعلا في عام 2009، حيث أقيمت الدورة الأولى في مدينة غزة الفلسطينية.
غاب مهرجان القدس السينمائي إثر دورته الأولى التي انعقدت عام 2009 في مدينة غزة الفلسطينية، والتي شاركت في أيامها إحدى عشرة دولة مع ثلاثين فيلما، لكن الظروف السياسية والعسكرية، والحصار المفروض على فلسطين كلها، وتحديدا غزة، لم يتح الإمكانية لإقامة الدورة الثانية منه، فتعطل تنفيذها لسنوات.
ولكن مجدّدا، وبتعاون وتنسيق مجتهد بين ملتقى الفيلم الفلسطيني بالتعاون مع كلية فلسطين التقنية ومركز فجر الحرية للثقافة والفنون، ستقام قريبا الدورة الثانية من المهرجان، التي تمتلك خصوصية لم تتحقّق لأي مهرجان سينمائي عربي آخر، وهي تزامن انطلاق المهرجان في وقت واحد في خمس دول عربية، إضافة إلى فلسطين عبر تقنية الإنترنت.
الحرية للأسرى
لا يقام المهرجان في دورته هذه في مكان واحد بل سينتظم في عدة مدن غزة ورام الله والقدس بفلسطين، وكذلك في مصر عبر مؤسسة “كادراج لفنون السينما”، وفي المغرب عبر جمعية “مغرب الفن”، والجزائر بالتعاون مع مؤسسة “نوافذ ثقافية”، وفي الشطر الآسيوي العربي في سلطنة عمان عبر مهرجان مسقط السينمائي، وكذلك في تونس، وهي الفرصة التي ستؤمّن للمهرجان بكل فعاليته المزيد من الحضور الفني السينمائي وأيضا الإعلامي.
وينطلق المهرجان متزامنا مع يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويوم الاعتراف الأممي بدولة فلسطين، كما خصّ المهرجان الدورة لحرية الأسرى، وسوف يشارك في نسخته الثانية العشرات من الأفلام من العديد من الدول.
وأهديت الدورة الثانية من المهرجان للسينمائي الفلسطيني الراحل هاني جوهرية، فسميت الدورة باسمه، وهو الفلسطيني الذي كان يصوّر بكاميراته السينمائية عام 1976، أحد الاعتداءات الصهيونية على مدينة فلسطينية، فانطلقت قذيفة مدفعية باتجاههم، فشاهدها مع رفاقه، لكنه رغم ذلك لم يختبئ، بل وقف بعدسته ليصوّر مسار القذيفة ومكان سقوطها، وهذا ما كان، لكن القذيفة سقطت قريبة منه فطار مع الكاميرا، وسقط شهيدا، لكي يسجل بهذه المصداقية الفنية لحظة حدوث جريمة إنسانية.
وعن شهيد السينما الفلسطينية ستقام بالتوازي مع المهرجان ورشات عمل عن مسيرته الفنية، حيث كان له دور هام في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأردن والجنوب اللبناني، حيث قدّم جوهرية خلال حياته الفنية العديد من الأفلام السينمائية الهامة منها: “الخروج” و”الأرض المحروقة” و”زهرة المدائن” و”جسر العودة” و”الحق الفلسطيني” و”بالروح والدم”.
وعن الهدف من المهرجان السينمائي، وخصوصية إقامته متزامنا في عدة عواصم عربية، يقول عزالدين شلح رئيس المهرجان “نحن في إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي لا نعمل بردة فعل، بل من خلال خطط وأهداف نسعى إلى تحقيقها، ومن المؤكد أن الدورة القادمة ستشهد مشاركة المزيد من الدول التي سينطلق منها المهرجان، والهدف من إقامة هذا المهرجان هو لفت نظر المجتمع الدولي لأهمية القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، ولتبادل الخبرات بين السينمائيين الفلسطينيين ونظرائهم على المستوى العربي والدولي، بالإضافة إلى تنمية المواهب الشابة وتعميق الرؤية البصرية لديهم، خاصة أن هناك قسما خاصا بأفلام الهواة”.
سينما المقاومة
نسأل عزالدين شلح عن رؤيته للمهرجان كفعل سينمائي ثقافي وفني مقاوم، فيقول “أتفق، مع أنّ السينما هي فعل فني ثقافي وطني مقاوم، وهذه التوليفة هي صفة المهرجان، حيث يعمل من ناحية على خلق فعل فني من خلال تعميق الرؤية البصرية لدى المشاهد الفلسطيني وخاصة العاملين في المجال السينمائي، حيث يوجد أيضا بداخل المهرجان قسم خاص بأفلام الهواة، والذي يهدف إلى خلق حراك فني على مدار العام والتدرب على إنتاج أفلام تعكس مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، كما أنّ الأفلام التي تصل للمهرجان تساهم في إطلاع المشاهد الفلسطيني على الثقافات المختلفة”.
وعن سمات التميّز التي تقدمها الدورة الثانية للمهرجان، يضيف “تتميّز الدورة الثانية بعنوانها، وهو الحرية للأسرى”، وهي قضية شائكة حيث أنّ هناك الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال هذه الدورة يسلّط المهرجان الضوء على هذه القضية، خاصة أن هناك خمس دول بالإضافة إلى فلسطين ستعرض فيلم الافتتاح والذي يتناول قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”.
وعزالدين شلح، سينمائي فلسطيني من غزة، نال درجة الدكتوراه في السينما من المملكة المغربية، وماجستير الدراسات الإعلامية من القاهرة، وبكالوريوس الإذاعة والتلفزيون في فلسطين، وهو مدرّس مادة الإنتاج التلفزيوني والدراما في جامعات فلسطينية، وله مساهمات في التحكيم السينمائي والأبحاث والندوات في العالم العربي، كما قام بكتابة وإخراج العديد من الأفلام السينمائية منها: “الحلم” و”الحمى المالطية” و”غزة 2006” و”النبع الجاف” و”العالم الآخر” و”التشريعي بين الأمس واليوم” و”جامعة غزة”.
كما تولّى شلح مساعد مخرج لفيلم “حيفا” لرشيد مشهراوي، والذي نال جائزة في مهرجان كان السينمائي، كما عمل في مجال المسرح ممثلا، ومصوّرا صحافيا ثم مراسلا، وهو أيضا صاحب فكرة مهرجان القدس وأحد صنّاعه، والمنسق العام لأول دوراته التي عقدت عام 2009، كما أنه مسؤول عن عدد من المهرجانات السينمائية العربية خاصة في تونس، ويترأس حاليا مهرجان القدس السينمائي الدولي.
نضال قوشحة
غاب مهرجان القدس السينمائي إثر دورته الأولى التي انعقدت عام 2009 في مدينة غزة الفلسطينية، والتي شاركت في أيامها إحدى عشرة دولة مع ثلاثين فيلما، لكن الظروف السياسية والعسكرية، والحصار المفروض على فلسطين كلها، وتحديدا غزة، لم يتح الإمكانية لإقامة الدورة الثانية منه، فتعطل تنفيذها لسنوات.
ولكن مجدّدا، وبتعاون وتنسيق مجتهد بين ملتقى الفيلم الفلسطيني بالتعاون مع كلية فلسطين التقنية ومركز فجر الحرية للثقافة والفنون، ستقام قريبا الدورة الثانية من المهرجان، التي تمتلك خصوصية لم تتحقّق لأي مهرجان سينمائي عربي آخر، وهي تزامن انطلاق المهرجان في وقت واحد في خمس دول عربية، إضافة إلى فلسطين عبر تقنية الإنترنت.
الحرية للأسرى
لا يقام المهرجان في دورته هذه في مكان واحد بل سينتظم في عدة مدن غزة ورام الله والقدس بفلسطين، وكذلك في مصر عبر مؤسسة “كادراج لفنون السينما”، وفي المغرب عبر جمعية “مغرب الفن”، والجزائر بالتعاون مع مؤسسة “نوافذ ثقافية”، وفي الشطر الآسيوي العربي في سلطنة عمان عبر مهرجان مسقط السينمائي، وكذلك في تونس، وهي الفرصة التي ستؤمّن للمهرجان بكل فعاليته المزيد من الحضور الفني السينمائي وأيضا الإعلامي.
وينطلق المهرجان متزامنا مع يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ويوم الاعتراف الأممي بدولة فلسطين، كما خصّ المهرجان الدورة لحرية الأسرى، وسوف يشارك في نسخته الثانية العشرات من الأفلام من العديد من الدول.
وأهديت الدورة الثانية من المهرجان للسينمائي الفلسطيني الراحل هاني جوهرية، فسميت الدورة باسمه، وهو الفلسطيني الذي كان يصوّر بكاميراته السينمائية عام 1976، أحد الاعتداءات الصهيونية على مدينة فلسطينية، فانطلقت قذيفة مدفعية باتجاههم، فشاهدها مع رفاقه، لكنه رغم ذلك لم يختبئ، بل وقف بعدسته ليصوّر مسار القذيفة ومكان سقوطها، وهذا ما كان، لكن القذيفة سقطت قريبة منه فطار مع الكاميرا، وسقط شهيدا، لكي يسجل بهذه المصداقية الفنية لحظة حدوث جريمة إنسانية.
وعن شهيد السينما الفلسطينية ستقام بالتوازي مع المهرجان ورشات عمل عن مسيرته الفنية، حيث كان له دور هام في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأردن والجنوب اللبناني، حيث قدّم جوهرية خلال حياته الفنية العديد من الأفلام السينمائية الهامة منها: “الخروج” و”الأرض المحروقة” و”زهرة المدائن” و”جسر العودة” و”الحق الفلسطيني” و”بالروح والدم”.
وعن الهدف من المهرجان السينمائي، وخصوصية إقامته متزامنا في عدة عواصم عربية، يقول عزالدين شلح رئيس المهرجان “نحن في إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي لا نعمل بردة فعل، بل من خلال خطط وأهداف نسعى إلى تحقيقها، ومن المؤكد أن الدورة القادمة ستشهد مشاركة المزيد من الدول التي سينطلق منها المهرجان، والهدف من إقامة هذا المهرجان هو لفت نظر المجتمع الدولي لأهمية القدس بالنسبة للشعب الفلسطيني كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، ولتبادل الخبرات بين السينمائيين الفلسطينيين ونظرائهم على المستوى العربي والدولي، بالإضافة إلى تنمية المواهب الشابة وتعميق الرؤية البصرية لديهم، خاصة أن هناك قسما خاصا بأفلام الهواة”.
سينما المقاومة
نسأل عزالدين شلح عن رؤيته للمهرجان كفعل سينمائي ثقافي وفني مقاوم، فيقول “أتفق، مع أنّ السينما هي فعل فني ثقافي وطني مقاوم، وهذه التوليفة هي صفة المهرجان، حيث يعمل من ناحية على خلق فعل فني من خلال تعميق الرؤية البصرية لدى المشاهد الفلسطيني وخاصة العاملين في المجال السينمائي، حيث يوجد أيضا بداخل المهرجان قسم خاص بأفلام الهواة، والذي يهدف إلى خلق حراك فني على مدار العام والتدرب على إنتاج أفلام تعكس مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، كما أنّ الأفلام التي تصل للمهرجان تساهم في إطلاع المشاهد الفلسطيني على الثقافات المختلفة”.
وعن سمات التميّز التي تقدمها الدورة الثانية للمهرجان، يضيف “تتميّز الدورة الثانية بعنوانها، وهو الحرية للأسرى”، وهي قضية شائكة حيث أنّ هناك الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال هذه الدورة يسلّط المهرجان الضوء على هذه القضية، خاصة أن هناك خمس دول بالإضافة إلى فلسطين ستعرض فيلم الافتتاح والذي يتناول قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”.
وعزالدين شلح، سينمائي فلسطيني من غزة، نال درجة الدكتوراه في السينما من المملكة المغربية، وماجستير الدراسات الإعلامية من القاهرة، وبكالوريوس الإذاعة والتلفزيون في فلسطين، وهو مدرّس مادة الإنتاج التلفزيوني والدراما في جامعات فلسطينية، وله مساهمات في التحكيم السينمائي والأبحاث والندوات في العالم العربي، كما قام بكتابة وإخراج العديد من الأفلام السينمائية منها: “الحلم” و”الحمى المالطية” و”غزة 2006” و”النبع الجاف” و”العالم الآخر” و”التشريعي بين الأمس واليوم” و”جامعة غزة”.
كما تولّى شلح مساعد مخرج لفيلم “حيفا” لرشيد مشهراوي، والذي نال جائزة في مهرجان كان السينمائي، كما عمل في مجال المسرح ممثلا، ومصوّرا صحافيا ثم مراسلا، وهو أيضا صاحب فكرة مهرجان القدس وأحد صنّاعه، والمنسق العام لأول دوراته التي عقدت عام 2009، كما أنه مسؤول عن عدد من المهرجانات السينمائية العربية خاصة في تونس، ويترأس حاليا مهرجان القدس السينمائي الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق