محمود درويش الشاعر الفلسطيني العربي الكوني ، واحد أهم الشعراء الذين ينتمون الى شعر الثورة والحرية والوطن ، الذي ملأ سماء الابداع غناءً جميلاً ، وشعراً لا أجمل ولا أحلى ، وحول أغاني التيه الفلسطيني الى ملاحم مدهشة للعودة المؤجلة ، هذا الشاعر الرمز لم يكن شاعراً ومبدعاً فذاً فحسب ، بل كان ايضاً مفكراً يتميز بالعمق والأفق الواسع ، والرؤية الثاقبة ، والبصيرة النافذة .
ورغم انه خط وثيقة اعلان استقلال فلسطين ، ومن العائدين الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، الا أنه كان له موقفه المغاير والمختلف من اتفاق اوسلو ، الذي رأى فيه خطيئة أكبر من أن تغتفر ، ووصف خطوة الرئيس الفلسطيني التوقيع على هذا الاتفاق مع الكيان الاسرائيلي أنها مجازفة تاريخية . وقال أن نص اتفاق اوسلو مليئاً بالغموض الذي يخدم الأقوى ، أي الاحتلال الاسرائيلي .
ولذلك رفض درويش تأييد اعلان مبادىء اوسلو ، وقدم استقالته من عضوية المكتب التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ورفض الانضمام الى السلطة الفلسطينية وتسلم منصب وزير الاعلام في عهدي ياسر عرفات ومحمود عباس ، شأنه في ذلك شأن المناضل والمفكر الفلسطيني الكبير شفيق الحوت ، الذي آثر هو الآخر الخروج من منظمة التحرير الفلسطينية مع أنه كان أحد أعمدتها وأوتادها الإساسية ومن مؤسسيها الأوائل التاريخيين .
لقد تنبأ الراحل محمود درويش واستشرف بمأزق عملية التسوية السلمية الصعب ، حين قال : " اسرائيل تدير السلام بعقلية احتلالية دون الاعتراف بأن العرب شركاء لهم ، ورابين يمارس على الارض سياسة حزب الليكود ، دون أن يعطي فوارق ملموسة " .
وبين ذلك التاريخ ويومنا هذا مسافة زمنية ممتدة وطويلة غنية بالدلالات ، والوقائع على الارض لم يطرأ عليها اي تغيير يذكر ، سوى تراجع العمل الانتفاضي الشعبي الفلسطيني ..!
ان الفلسطينيبن يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة اتفاق اوسلو الكارثي المشؤوم ، الذي بفعله استفحل الاستيطان ، وتم تهويد القدس ، ومحاصرة الاقصى ، وتدمير الزراعة واقتلاع اشجار الزيتون ومنع الفلاحين الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم لجني المحاصيل الزراعية ، وزج بالاف الفلسطينيين ، والعديد من القياديين الفلسطينيين في المعتقلات والزنازين الاحتلالية ، والسلطة بلا سلطة ، والدولة لا ارض لها ، وكما قال المفكر والمثقف الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد في كتابه عن اوسلو انه " سلام بلا ارض " .
وعدا عن ذلك فان الحكومة اليمينية الاسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تتمادى في انهاك الشعب الفلسطيني نفسياً وقهرياً بشكل يومي ، وغيرت استراتيجية الحصار والتجويع والتدمير والاستيطان ، مما أدى الى تزايد العقبات والعواقيل ، وتولدت خيبات الأمل ، وبلغ اليأس والاحباط مداه في المجتمع الفلسطيني ، خاصة في ظل انسداد أي أفق للسلام نتيجة العنجهية والغطرسة الاسرائيلية ، ومحدودية عمل السلطة ، والانقسام البغيض في الصف الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس أكثر من عشر سنوات ونيف ، ونتج عن ذلك سياسة التشكيك والتخوين وهشاشة الموقف السياسي ، والمعاناة التي وصلت الى حد موجع ومؤلم .
وكان محمود درويش ترك وراءه وصية للرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " تختلف عن كل الوصايا المتروكة ، وفيها يطلب من أبي مازن أن يردد أمام الفريق الاسرائيلي المفاوض ،،وبوجه الضغوطات للادارة الامريكية في أي مفاوضات قادمة :
خذوا ارض أمي بالسيف .. لكنني
لن أوقع باسمي على بيع شبر من الشوك حول حقول الذرة .
كم كان محمود درويش صاحب رؤية ورؤيا ونظرة بعيدة الأمد ، فمثلما استشرف وتوقع ، فانه إصاب في نبوءته ونقده الرمزي لاتفاق اوسلو الكارثي ، ويؤكد ذلك الوقائع والحقائق على الارض ، حيث يتكرس الاحتلال للارض الفلسطينية . وكما قال الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي صاحب " رأيت رام الله " : " اتفاق اوسلو يشبه " جثة في البيت " كان ينبغي اخراجها ودفنها ، وقد تأخر كثيراً " .
والسؤال المطروح أخيراً : هل سيردد محمود عباس أمام الاسرائيليين والامريكيين ما طلبه محمود درويش في وصيته الأخيرة ..؟!!
الجواب : لا اعتقد أنه سيفعل !
ورغم انه خط وثيقة اعلان استقلال فلسطين ، ومن العائدين الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، الا أنه كان له موقفه المغاير والمختلف من اتفاق اوسلو ، الذي رأى فيه خطيئة أكبر من أن تغتفر ، ووصف خطوة الرئيس الفلسطيني التوقيع على هذا الاتفاق مع الكيان الاسرائيلي أنها مجازفة تاريخية . وقال أن نص اتفاق اوسلو مليئاً بالغموض الذي يخدم الأقوى ، أي الاحتلال الاسرائيلي .
ولذلك رفض درويش تأييد اعلان مبادىء اوسلو ، وقدم استقالته من عضوية المكتب التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ورفض الانضمام الى السلطة الفلسطينية وتسلم منصب وزير الاعلام في عهدي ياسر عرفات ومحمود عباس ، شأنه في ذلك شأن المناضل والمفكر الفلسطيني الكبير شفيق الحوت ، الذي آثر هو الآخر الخروج من منظمة التحرير الفلسطينية مع أنه كان أحد أعمدتها وأوتادها الإساسية ومن مؤسسيها الأوائل التاريخيين .
لقد تنبأ الراحل محمود درويش واستشرف بمأزق عملية التسوية السلمية الصعب ، حين قال : " اسرائيل تدير السلام بعقلية احتلالية دون الاعتراف بأن العرب شركاء لهم ، ورابين يمارس على الارض سياسة حزب الليكود ، دون أن يعطي فوارق ملموسة " .
وبين ذلك التاريخ ويومنا هذا مسافة زمنية ممتدة وطويلة غنية بالدلالات ، والوقائع على الارض لم يطرأ عليها اي تغيير يذكر ، سوى تراجع العمل الانتفاضي الشعبي الفلسطيني ..!
ان الفلسطينيبن يدفعون ثمناً باهظاً نتيجة اتفاق اوسلو الكارثي المشؤوم ، الذي بفعله استفحل الاستيطان ، وتم تهويد القدس ، ومحاصرة الاقصى ، وتدمير الزراعة واقتلاع اشجار الزيتون ومنع الفلاحين الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم لجني المحاصيل الزراعية ، وزج بالاف الفلسطينيين ، والعديد من القياديين الفلسطينيين في المعتقلات والزنازين الاحتلالية ، والسلطة بلا سلطة ، والدولة لا ارض لها ، وكما قال المفكر والمثقف الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد في كتابه عن اوسلو انه " سلام بلا ارض " .
وعدا عن ذلك فان الحكومة اليمينية الاسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تتمادى في انهاك الشعب الفلسطيني نفسياً وقهرياً بشكل يومي ، وغيرت استراتيجية الحصار والتجويع والتدمير والاستيطان ، مما أدى الى تزايد العقبات والعواقيل ، وتولدت خيبات الأمل ، وبلغ اليأس والاحباط مداه في المجتمع الفلسطيني ، خاصة في ظل انسداد أي أفق للسلام نتيجة العنجهية والغطرسة الاسرائيلية ، ومحدودية عمل السلطة ، والانقسام البغيض في الصف الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس أكثر من عشر سنوات ونيف ، ونتج عن ذلك سياسة التشكيك والتخوين وهشاشة الموقف السياسي ، والمعاناة التي وصلت الى حد موجع ومؤلم .
وكان محمود درويش ترك وراءه وصية للرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " تختلف عن كل الوصايا المتروكة ، وفيها يطلب من أبي مازن أن يردد أمام الفريق الاسرائيلي المفاوض ،،وبوجه الضغوطات للادارة الامريكية في أي مفاوضات قادمة :
خذوا ارض أمي بالسيف .. لكنني
لن أوقع باسمي على بيع شبر من الشوك حول حقول الذرة .
كم كان محمود درويش صاحب رؤية ورؤيا ونظرة بعيدة الأمد ، فمثلما استشرف وتوقع ، فانه إصاب في نبوءته ونقده الرمزي لاتفاق اوسلو الكارثي ، ويؤكد ذلك الوقائع والحقائق على الارض ، حيث يتكرس الاحتلال للارض الفلسطينية . وكما قال الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي صاحب " رأيت رام الله " : " اتفاق اوسلو يشبه " جثة في البيت " كان ينبغي اخراجها ودفنها ، وقد تأخر كثيراً " .
والسؤال المطروح أخيراً : هل سيردد محمود عباس أمام الاسرائيليين والامريكيين ما طلبه محمود درويش في وصيته الأخيرة ..؟!!
الجواب : لا اعتقد أنه سيفعل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق