اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رسائل زمن الورد 9 | وليدة عنتابي

الرسالة التاسعة
السيد المشرف على جحيم عالم يغرق في مأتم دائم يتجدد صباحاً ومساءً . أليس (الجحيم وعي البؤس والعذاب ) كما جاء في رسالتك التي تتحدث فيها عن الموت في الحياة ؟
ذلك الموت الذي يجعل الحواس والإدراك وكل ما يفرزه الشعور في تخثر يعجز معه عن( ممارسة السيولة الحية الحاملة للتوتر والاسترخاء في آن واحد؟ )
إن كل ما يموت في الحياة يتلاشى معه كل ما هو حيوي فإذا كل ما لديك يتبخر فلا يعود له وجود مرئي , وإن الشعر العظيم لا يمكن له أن يولد في (عالم ركيك, هزيل سمكت فيه الأشياءأو تكثّفت حتى فقدت لدونتها ونبضها )

فما هي إلا مادة صمّاء انتعلت توابيتها في اتجاه العدم .
أجل أيها السيد المنتجع هضاب آلامه ,المتوسد أشواك البؤس ,على رؤوس لهيبه تتراقص أشباح الخيبات القادمة , وعلى جمر وعيه تتلظى أطياف عذابات النضج , تلك المغسولة بدموع القلب , والمنشورة على حبال اللحظة الراهنة في مدّ وجزر بين ماض أفلت , وىين آت لايجوز الركون إليه .
إنّه القنوط أيها الممتد على مساحات اشتياقي والمشتعل في مجامر لهفتي , ومتى كان للقنوط (أملٌ خلاصيّ)؟ينقذ وينشل من لجج البؤس, وغليان الجحيم؟
وكأني بالعالم الموشك على السقوط يرسل نداءات استغاثة في اتجاه المبدعين الفنانين , أن يمارسوا فعل السيولة والتدفق ممتثلين لقانون التموج , وأن ينتجوا فنّا يتجاوز عطالة هذا الزمن الوالغ في دمه حتى الثمالة, ليزرق في عروقه ماء الحياة , فإذا بالحياة تورف بالحياة , ويتنحّى الموت مدحوراً مخذولاً بشحوبه ولا جدواه .
من قنوطك المغمّس باللاذع والواخز, أستشف ذلك البصيص الذي يلوّح برجاء يخوّل (الخيال والوجدان أو الفنان الأصيل ) مهمة الفداء التي تنقذه من وضعه المقلوب والآيل للمهوى المرعب في استهلاك وجوده .
أجل إنّ الفداء يكون من خلال منجزات الفنّ الخالدة التي تراها أيها السيد البالغ الشفافية , والمرهف الحسّ , والنافذ البصيرة (تعويضاً وحيداً وإن صغر ) عن تفشّي الشّر في عالمٍ فقد السيطرة على أعصابه, واستسلم لجنوحه , وخروجه عن السلام .
ستظل تنظر إليّ بوصفي امرأة تنتسب إلى (عالم القداسة بدلاً من عالم الدنس هذا) . أتراك تذكر يوم التقينا على ضفة انسيابك, يتهادى فيك الماء والهواء , وتتراءى على مشارف تطلعاتك نيران (البرابرة) في زمن مبتور من لوحة الذي ولّى .
أراك بتلك العين الساجية , وقد أومضت عيناك بأنوار يقينها إذ ذاك , ترسم بسلام يفاعتها , واخضلالها مشهد مستقبلها المحتطب من ربيع الحواس , وقد تناثرت أوراقه الصفر على وسائد المعاناة , وأرائك العذاب .
لم تكن حينئذٍ تدرك حجم الخسران الذي يكبر معنا كلما ابتعدنا عن تخوم الصبا , واستسلمنا لاتكاءاتنا على أكتاف التنحي والتجنب , في حياد قاتل لكل مبادرة , مصادر لأي تجدد, مجهض لكل ولادة .
لقد رحلت وأنا أحمل معي كل ما فيك من عذوبة وتموجٍ وإشعاع , ولم أبقِ لك غير( الحلم المكافئ للأمل , بأننا سوف نلتقي ذات يوم رائق مشمس أنيس ).
أتراك ستصرّ على إقناع فؤادي الذي يودك ويرضاك, بل يقيني الجازم بانني يوماً ألقاك بتلك (الأدلّة السّرية الحدسية بأنّ حبك لي ما كان إلّا متناسباً مع مستوى جمال روحي ), وأنني (لن تلقاني إلّا في الحلم إ ذ لا وجود لي خارجه ) .
كنت وأكون ذلك( اللحن الذي عزفته روح الكون في فجر الخليقة , وبدء الإنشاد ), وأنك ياسيد الكلمات تتربع عرش رسالتك التي تنبض ببوح الحواس , وهمس القلوب , لم تخسرني يوماً واحداً , فأنا أحيا في وجدانك على الدوام , ولا أراني إلّا سيدة أحلامك, فكيف تشكو الفقد والهجران؟
إنني ببساطة أنتسب إلى قارة شعورك , وأتموضع في ذرا اختلافك فأنت لست كالآخرين مجبولاً من ماء وطين وحسب , وما كنت ولن تكون إلّا ذلك الروح العاشق الذي يدور ويدور دون أن يصرخ كفى وإلى متى ؟ !
وما من شمسٍ إلّا شمس بزوغك في كوني , وما من عزاء عن قنوطك , وقصور عالمٍ يستنزفك حتى العظم إلّا أنني أشدّ من أزر أحلامك, وأدخل ملكوتك من باب الفنّ والإبداع , سيدة ولعي بجنون عشقك , وربّة إلهامي بفيض مداك , أيها المتعبد تحت قباب الوجد.
ألا هبّ إليّ , فأنا وراء الباب , وعلى شرفة الملتقى .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...