عقب ولادته، ماتت الأم مباشرة وقال الطبيب: الأم أجَهدّت نفسها مده طويلة قبل أن تلد، الأمر الذي أدى إلى هبوط في الدورية الدموية، عم الحزن دارنا لفتره ثم بدأ يتلاشى رويدا رويدا، وهذا من فضل الله، فالحزن يولد كبيراً وثقيلاً عند المصائب، أو عند فقد عزيز لدينا، ولو ظل هكذا لزهقت أرواحنا ولما إستطعنا أن نحيا حياة طبيعية،
كانت المشكلة التي واجهتنا هى رفض المولود والذي أسماه أبي "وحيد"، إلى الرضاعة من المرضعات، وكان البديل هو إستخدام الرضاعة الصناعية عن طريق الببرونة، وأوكل أبي لأختي هذه المهمة تحت إشرافه بالطبع،
سعدنا به كثيراً أنا وأختي، لفرحتة ولهفتة عندما تقع عيناه علينا، وزادت فرحتنا أكثر لرؤيته ينمو ويزداد وزنه مع مرور الأيام،
لما قويت ساقاه وإستطاع المشي وعرف طريق الفضاء الخارجي، كره الجدران، وإنطلق كالمسجون الذي نال حريتة الآن، وكان لهذا الأمر عظيم الأثر في حالته النفسية التي أدت بدورها إلي البهجة التى كنا نراها في عينيه على الدوام،
في الآونة الأخيرة إهتم أبي به إهتماماً بالغاً، فتولى هو شؤونه كلها،
وبدأ يضع له الوجبة تلوا الأخري، ويركز على البروتين في طعامه، ولما سألناه لماذا تفعل ذلك؟!
أجابنا بأن العيد لم يتبق عنه سوى ثلاثة أشهر، وسنضحي به، فليس لدينا خروف سواه.
-
*رزق البرمبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق