اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

مسرح بلا خشبة ...*نور فليحان

⏪⏬
كُبّة الصوف تتدحرج، تستقر وسط الغرفة ذات الأرضيّة الخشبيّة، يدي تحاول الإمساك بطرف الخيط، تتأرجح ولا تفلح… فأقرر أن أنتظرها بكل سذاجة لتعود وحدها. كان هذا الإخفاق الثالث، سبقه فشل في إنارة ضوء الغرفة وقرار بأن أعتمد على ضوء القمر
وكسل في تحويل قارورة الماء إلى مزهريّة.
عشت في بيوت عرف أهلها دائما كيف يعيدون استخدام الأشياء، لم يكن من الغريب مثلا أن تمتلئ قنينة ال” كوكا كولا” بحبات الزّيتون، ورق العنب أو التّوت الشامي. ولم يكن مفاجئا أن تتحول علبة البسكويت إلى علبة خياطة، مرطبان المربى نخبئ فيه النعنع اليابس ولا نتخلى عن زاوية لأوانٍ وعلب بلاستيكية نسميها: “ربما احتجناه يوماً ما“.

كنت مريضة، اشتدّ بي المرض فصارت أبسط الأشياء معركة، حتى إنّي كدت أغرق في فنجان الشاي، ترنّح جسدي على حافته وارتجفت شفتاي. تتالت الإخفاقات وازدادت هشاشتي. الفعل الوحيد الذي نجحت به هو أن أرخي ثقل جسدي على السرير، لم يكن أمامي سوى سقف الغرفة لأعيد استخدامه.. صار السقف مسرحا.

في أحد المشاهد أرخيت خصلات شعري على حضن أمّي، وانتظرت أن تنسج منها ضفيرة، تأخرت أمي ولا زلت أنتظر لكن لا بأس، كنت أشعر أن الانتظار يحمل في معناه شيئا من الرفض للحظة الراهنة، نسرع أو نستعجل الوقت، نبحث عن الطرق المختصرة للوصول إلى مكان ما، نتسابق مع أضواء إشارة المرور ونجازف أحيانا ولا أدري لِمَ كل هذه العجلة، وكيف هو المجهول الذي نسرع نحوه كما لو كنّا على يقين من ماهيته! صرت اليوم أستمتع في الانتظار، في كل مرة يتأخر فيها القطار مثلا عن موعده أٌفرح لأني أملك دقائق إضافية لأكمل السّيناريو الذي في رأسي، شخصياته تتغير بتغيّر المحطة، أنسج حوارات بين الأشخاص وأتخيل نفسي قادرة على الاستماع إلى صمتهم.

في مشهد آخر، كنت أسير بين أجساد بلا رؤوس، رؤوسها أخفيت تحت صناديق سوداء اللّون، لا فرق بين طريق ذهاب أو إياب، تتخبط الرّؤوس في فضاء الصناديق، وتضيع الأجساد في مدن فارغة ممتلئة في آن واحد، أقول : “نحن وحيدون، لكن معا “. وحدي كنت قادرة على مشاهدة الصناديق، وقبل أن يسقط أحدهم على رأسي، بدأ المشهد التالي..

كان المشهد هاربا من زمن قديم، بخلفية بيضاء وسوداء اللّون، وكنت معي بشعرك الأرمد، كانت فرصتي لأراك كما أحب، بالبطء الذي أتمناه بعيداً عن سرعة أصابت علاقاتنا فانتهى بعضها حتى قبل أن يبدأ، راقبت طريقتك في الكلام رغم أنّي لم أسمع حرفا مما قلت، لم يكن ذلك مهما، كان يعنيني تأمل تفاصيلك، كأن أراقب كيف تمتدّ ابتسامتك بأناقة، وكيف تميل برأسك إلى اليسار في كل مرة يهرب منك الكلام فتنظر إلى المدى البعيد وتهز رأسك ببطء بإشارة لا تقصد منها الموافقة بتاتا إنّما اعتراضك على الأشياء محمّلاً بالعجز. رقصنا، وكانت حركاتنا متناغمة، خطواتنا بطيئة لكنّها واثقة، أميل بجذعي ورأسي إلى الوراء ويدك شرفتي على العالم، لاشيء سوى الخراب وحبّك الذي يشبه مساحة أنفاسي على زجاج نافذة في ليلة شتويّة، أمسحها بكفّي ليغيب الضباب, فأرى وجهي وما خلف النافذة من أسرار!
أهمس: ” وجهك مرآتي..”
تمازحني: ” قد أنكسر ..”
أجيب: ” تعود رملا .. و أصير موجة راقصة أو صدفة فأخبئ لك البحر في قلبي “.
لم أسمع ما قاله بعدها، فأنا الآن على سقف غرفتي، أخرج من جسدي مع كل النساء اللواتي سكنّني، إحداهنّ ترقص، كان في داخلها رغبة بأن تصبح راقصة شرقيّة . تشعل الثّانية سيجارة و تجلس غير آبهة في زاوية المسرح، لطالما حلمت بلحظات تدير فيها ظهرها إلى هذا العالم بما فيه و أنا على السرير ألملم ذاتي المشتتة على مسرحي المتخيّل.

أوشك العرض على الانتهاء، ولابد من عودة كل اللواتي حاولن الفرار إلى جسدي الضيق، لا ستائر لأسدلها، كان يكفي أن أرغم جسدي المتعب على تغيير اتجاهه، فصار وجهي مقابل أوراق ملاحظات لمواعيد قادمة تبدأ بعد عدة أيام أو شهور، أفكر باليقين الذي يدفعنا إلى الموافقة على هذه المواعيد المستقبلية في حياة عبثية المصائر، ما الذي يضمن أنّنا سنلتقي بعد شهر وأسبوع، أو ربما يمكن أن تكون فرصة لسعادة صغيرة بأننا انتصرنا على موتنا كل يوم وكان اللّقاء…

لو أن المرض يصيب رأسي المشوشة فأتوقف عن أسئلة لا أجد للإجابة عنها سبيلا.
لو يخفت ضوء القمر قليلا وأصير خيط صوف يختبئ في قلب كُبّة تدحرجت واستقرت في وسط الغرفة.
-
*نور فليحان
نور فليحان
معلِّمة سوريّة مجازة من جامعة دمشق (كليّة التّربية) وحاليًا طالبة ماجستير في مجال العمل الاجتماعي و حقوق الإنسان ومقيمة في برلين.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...