اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيديولوجيا : شعر مفلح ال

نهاية شيء – قصة قصيرة ...*إرنست همينغوي

⏪⏬
في سالف الأيام كانت هورتنز باي عبارة عن منشرة للأخشاب. لم يكن أي من ساكني البلدة بمنأى عن سماع أصوات المناشير الكبيرة
في المنشرة قرب البحيرة. ثم جاءت سنة لم تعد هناك زنود للنشر. كانت المراكب الشراعية تدخل الخليج و ُتحمّل بأكداس الخشب المقطوعة المكدسة في الساحة. حُمِلَتْ جميع أكداس الخشب بعيدا. فكك العاملون في المنشرة الآلات القابلة للنقل من مبنى المنشرة الكبير وحملوها
على متن أحد المراكب الشراعية. أبحر المركب من الخليج في عرض البحيرة يحمل المنشارين الكبيرين والعربة السيارة التي تُلَقّم الزنود للمناشير الدائرة الدوارة وكل المراديس والدواليب والسيور والحديد التي كومها العاملون فوق حمولة خشبية يبلغ ارتفاعها ارتفاع بَدن السفينة.

كان عنبرها المفتوح مغطى بقماش القنب ومحزوما حزما محكما، وانتفخت أشرعة المركب الذي أبحر في عرض البحيرة، يحمل معه كل ما جعل من المنشرة منشرة ومن هورتنز بلدة.

ظلت بيوت العمال البسيطة ذات الطابق الواحد، والمطعم، والمخزن العائد للشركة، ومكاتب المنشرة، والمنشرة ذاتها، ظلت مهجورة وسط مساحات ممتدة من نشارة الخشب التي كانت تغطي المرج المستنقعي بجانب شط الخليج.

عندما حط نك ومارجري بقاربهما على الشاطئ بعد عشر سنين لم يجدا من المنشرة سوى حجارة الأساس الكلسية البيضاء المكسرة البارزة من خلال أخلاف الأشجار المستنقعية (1)

كانا يطوفان بمحاذاة حرف ضفة القناة عندما انحدر القاع فجأة من مياه رملية ضحلة إلى اثنتي عشرة قدما من الماء الداكن. كانا يتجهان نحو اللسان البري لنصب صنارات الليل لاصطياد سمكات السلمون القزحية.

«تلك أطلالنا القديمة، يا نك،» قالت مارجري.

نظر نك الذي كان يجدف القارب إلى الحجر الأبيض بين الأشجار الخضراء، وقال:
«أجل، هذه هي.»

«أتذكر عندما كانت منشرة؟» سألته مارجري.
«أجل أذكر،» قال نك.
«تبدو أشبه بقلعة،» قالت مارجري.
لم يقل نك شيئا. جدفا مبتعدين عن مرأى المنشرة، يسيران بمحاذاة الشاطئ. ثم انحرف نك بشكل متصالب مع الخليج قائلا:
«إنها لا تعض على الطعم.»
«لا،» قالت مارجري. كان بصرها مركزا على الصنارة طوال تطوافها، حتى وهي تتكلم. كانت تحب الصيد. كانت تحب الصيد مع نك. على مقربة من القارب شقت سطح ُ الماء سمكة سلمون كبيرة. جذب نك أحد المجدافين بقوة كي يستدير القارب بحيث يسمح بمرور الطعم إلى حيث كانت سمكة السلمون تَطعم.

عندما برز ظهر السمكة من الماء تقافزت سمكات المنوة (2) الصغيرة باهتياج شديد، متناثرة على سطح الماء حتى كأنه رش بحفنة من خردق. شقت سمكة سلمون أخرى سطح الماء وكانت تَطعم على
الجانب الآخر للقارب.
«إنها تَطعُم،» قالت مارجري.
ِ«لكنها لا تعض على الطعم،» قال نك.
أدار القارب كي يبتعد عن السمكتين الطاعمتين، ثم اتجه به نحو اللسان البري. لم تشد مارجري بكرة الصنارة حتى لامس القارب الشاطئ.

سحبا القارب إلى الشاطئ ثم انتشل نك دلوا مملوءا بسمك الفرخ. كانت الأسماك تسبح في ماء الدلو. تناول ثلاثا منها، فقطع رؤوسها ثم سلخها بينما كانت يدا مارجري تطاردان الأسماك في الدلو إلى أن أمسكت بواحدة، فقطعت رأسها، ثم سلختها. نظر نك إلى سمكتها وقال:
«لا تنزعي زعنفة البطن. إنها طعم لا بأس به، لكن الأفضل عدم نزع زعنفة البطن.»

شك صنارة بكل واحدة من سمكات الفرخ المسلوخة عند ذيلها. كانت كل عصا مزودة بصنارتين متصلتين بدليل (3) عندئذ اتجهت مارجري بالقارب نحو ضفة القناة، بينما كانت تمسك الخيط بين أسنانها وتنظر إلى نك الذي بقي على الشاطئ ممسكا بالعصا تاركا الخيط يَكُر على البكرة.

«لا بأس هنا،» نادى عليها.
«هل ألقيه هنا؟» سألته مارجري بعد أن أمسكت الخيط بيدها.
ُ«نعم، ألقيه.» قذفت مارجري الخيط من فوق القارب وراقبت الطعمين وهما ينزلان في الماء.
عادت إلى الشاطئ بقاربها لتأخذ الخيط الثاني بالطريقة نفسها. ثبت نك العصا بوضع قطعة خشب ثقيلة فوق عجيزتها ثم رفعها من الأسفل بقطعة خشب صغيرة. ثم كر الخيط المرتخي على البكرة بحيث أصبح مشدودا إلى حيث كان الطعم يستقر على القاع الرملي للقناة، ثم وضع المزلاج على البكرة.

عندما تبتلع سمكة َ سلمون الطعم في القاع، فإنها ستهرب به ساحبة الخيط من البكرة باندفاع يجعل البكرة تصدر طنينا بسبب المزلاج.
جدفت مارجري باتجاه اللسان البري قليلا لكي لا تحرك الخيط. شدت المجدافين بقوة فصعد القارب إلى الشاطئ تتبعه بعض المويجات. قفزت مارجري من القارب فسحبه نك فوق الشاطئ.
«ما الأمر، يا نك؟» سألت مارجري.
«لا أعرف،» قال نك وهو يجمع حطبا كي يشعل نارا.

أشعلا نارا من خشب الطوف. ذهبت مارجري إلى القارب وأحضرت بطانية. حملت نسمات المساء الدخان باتجاه اللسان البري، لذلك مدت مارجري البطانية بين النار والبحيرة.

جلست مارجري على البطانية تنتظر نك وظهرها إلى النار. جاء ثم جلس بجانبها على البطانية. كانت الأخلاف النامية على اللسان البري تنتصب من ورائهما، ومن أمامهما يصب جدول هورتنز في الخليج. لم يكن الظلام قد حل بعد. كان ضوء النار ينتشر حتى الماء. وكانت البكرتان تلتمعان في وهج النار. فتحت مارجري سلة العشاء.
«لا أشعر برغبة في الأكل،» قال نك.
«هيا كل، يا نك.»
«حسن.»
أكلا بصمت وراقبا العصويْن ووهج النار ينعكس على سطح الماء.
«ستكون الليلة مقمرة،» قال نك. نظر عبر الخليج إلى التلال التي بدأت معالمها تزداد حدة على صفحة السماء. كان يعرف أن القمر آت من وراء التلال.
«أعرف ذلك،» قالت مارجري بسعادة.

«أنت تعرفين كل شيء،» قال نك.
«أرجوك نك أن تكف عن هذا! أرجوك، أرجوك ألا تكون هكذا»!
«لا أستطيع. أنت فعلا تعرفين. تعرفين كل شيء. وهنا تكمن المشكلة. وأنت تعلمين أنك تعرفين.»
لم تقل مارجري شيئا.
«لقد علمتك كل شيء. أنت تعلمين أنك تعرفين. قولي لي: ما الذي لا تعرفينه؟»
«أوه، اخرس»! قالت مارجري. «ها قد طلع القمر.»
جلسا على البطانية يرقبان القمر يرتفع من دون أن يتلامسا.
«ما لَك ُ وهذا الكلام السخيف، ما الأمر؟» سألت مارجري.
«لا أعرف.»
«بالطبع تعرف.»
«لا، لا أعرف.»
«هيا، قل ما يجيش في صدرك.»
نظر نك إلى القمر وهو يرتفع من وراء التلال.
«لم يعد في الأمر متعة.»
كان يخشى أن ينظر إليها. ثم نظر إليها. كانت تجلس مديرة ظهرها نحوه. نظر إلى ظهرها. «لم يعد في الأمر متعة على الإطلاق.»
لم تقل شيئا. تابع، «أشعر بأن كل شيء في داخلي قد ولى إلى الجحيم. لا أعرف يا مارج. لا أعرف ماذا أقول.»
ظل ينظر إلى ظهرها.
«أليس في الحب أي متعة؟» سألت مارجري.
«لا،» قال نك. انتصبت مارجري واقفة. ظل نك جالسا وهو يمسك رأسه بين يديه.
«سآخذ القارب،» نادت عليه مارجري: «يمكنك أن تسير عائدا إلى اللسان البري.»
«حسن،» قال نك. «سأدفع لك القارب في الماء.»
«لا داعي لذلك،» قالت له. ركبت قاربها في الماء وضوء القمر
منعكس عليه. عاد نك واستلقى بجانب النار وهو يلف وجهه بالبطانية. كان يستطيع أن يسمع صوت مجاديفها وهي تضرب الماء.
ظل مستلقيا هناك مدة طويلة. ظل مستلقيا عندما سمع بل يدخل فسحة الغابة ويشق طريقه عبر الأشجار. شعر به وهو يقترب من النار. لم يلمسه بل بدوره.
«هل ذهبت بسلام؟» سأله بل.
«نعم،» قال نك، كاذبا، ووجهه ملتف بالبطانية.
«هل تشاجرتما؟»
«لا، لم نتشاجر»
«كيف تشعر؟»
«أوه، ابتعد عني يا بل! ابتعد عني قليلا»
انتقى بل شطيرة من سلة العشاء ثم راح يلقي نظرة إلى الصنارات.

*إرنست همينغوي
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأخلاف هي ما ينمو من الأشجار بعد قطعها (المترجم).
(2) المنُُوة: سمك أوربي صغير (المترجم).
(3) الدليل: شيء يقود الأسماك إلى الصنارة (المترجم).


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...