مبارح بالليل وأنا وبالبحر ... والناس زحمة .. زحمة كتير .. شي عم ينط ما يحط .. وشي عم يرقص ويغني ويفط متل القط .. وشي بيدب وبيمشي ......... تذكرت إنك وعدتيني تجي عالبحر أنت والحلا والغلا ( سلمى ومريم ) بعد فحوصات البروفية ( أمتحان سلمى
)، وأكيد ما راح من بالي لحظة إنك قلتيلي بأول أيام العيد وبطريقتك ( متدايقة من هالعيد ) ولهيك كنت متمني تهربي من حالك .. من الضجر .. من وجع ما حبيتي تحكي عنه ...
ونزلت بالعتمة غطيت بالمي .. ولمن طلعت وأخدت نفس .. شفت بالسما القمر عم يشع عالدنيا ( بدر ) متل حلاكي .. وبلحظتها إجاني صوت حلو كتير .... عم يغني :
يا ليلة العيد آنستينا ... وجددتي الأمل فينا
هلاك هل لعنينا ... فرحنا له وغينينا
قربت شوي .. ما قدرت شوف منيح ملامح صاحب الصوت .. والصراحة .. بالأول إجاني الصوت بيشبه طريقة غناء وطبقات صوت الكبير شادي جميل ( أبو جميل الحبيب ) .. وتوقعته هوه باعتبار خبرني قبل بليلة عالموبايل أنو عنده حفل بالرمال الذهبية ورح يجي تاني يوم عاللادقية يحيي حفل كبير .. ولمن قربت أكتر اكتشفت إنها سيدة ستينية ويمكن أكتر شوي وحوليها رجال كبير وشباب وصبايا لهجتهن حلبية ..
وقلنا السعد حيجينا ... على قدومك يا ليلة العيد
جمعت الأنس ع الخلان ... ودار الكاس على الندمان
حقيقي أطربتني بصوتها .. ولحظتها رجعت بذاكرتي لسنوات بعيدة ، يوم غنيتي للعيد وأطربتي الدنيا بسهرة باستديو الفضائية كنت عاملها بليلة متل هالأيام ، وكنتي أحلى الحلا بجانب أستاذنا الموسيقار الكبير الباقي بقلبنا ووجداننا سهيل عرفة ، والشاعر الحبيب الباقي الراحل عيسى أيوب ، والكبير حسين فهمي ، والنجم الإماراتي المطرب عبد الله بالخير .. والمايسترو الشريك الحبيب هادي بقدونس عفاه الله والمتواجد في بيته أثر وعكة صحية .... وما بتذكر مين كنت مستضيف كمان .... وما بذكر بالضبط شو غنيتي .. بس بتذكر أكيد كنت مسحور فيكي .. ووقتها كان غنائك بيشبه وأحلى من اللي سمعته بالبحر ..
وغني الطير على الأغصان ... يحيي الفجر ليلة العيد
حبيبي مركبه تجري ... وروحي في النسيم تسري
قولوا له يا جميل بدري ... حرام النوم في ليلة العيد
يا نور العين يا غالي ... يا شاغل مهجتي وبالي
تعالى اعطف على حالي ... وهني القلب بليلة العيد
****
أموله الغلا ....
لمن رجعت من البحر .. مدري كان صوتك .. مدري صوت المدى .. صدى ببالي ..
صفيت سيارتي قدام البيت .. ومشيت مع رفيقي عالكورنيش الغربي القريب كتير من بيتي .. وكمان زحمة .. زحمة أكتر من زحمة البحر .. وأنا وبأول الطريق فكرت بالياسمينة المدلاية عند مدخل أول شارع بيمتدد من بيتنا لجنينة مارتقلا اللي منروح منها عاللكورنيش .. ومتل عادتي .. صرت قطف كام زهرة .... وسألت حالي ليش الياسمين بالذات رمز لكتار منّا ؟!.. طيب شو بيعنيلنا الياسمين ؟!..
رح إلك أمولة اللي حسيته وفكرت فيه بهديك اللحظة .... أنا بطبعي بعشق الفل والمنتور الياسمين ، لأنه القديسة ست الحسن ( أم الياس ) كانت تقول مو لازم يخلا من بيتنا .. ولهيك كانت تعتني بقصايص زرعاتها وتتشكل منهن بشعرها وأحياناً عفساتينها .. وأكيد القديسة خالة ( أم عادل ) كانت متلك بتحب الياسمين .. كون زهرة الياسمين بتحمل قيمة معنوية عالية بالنسبة إلنا .. وكمان سألت حالي .. كيف ممكن تكون أيامنا وليالينا دايماً معطر بالياسمين .. وأديش الياسمين بعطرنا بنسماته البريئة اللي بتشبه روحك اللي بحبها وكتير ..
جوابي .. أنتي أمل .. أي أنتي مو بس أسمك .... وبرأيي اللي متلك هنن العيد .. ياسمين القلب .. وجودك بحياتنا مو بيشبه بس ظاهرة الياسمين المنتشرة باللادقية والشام وحلب وحمص وغيرهن من المدن السورية، واللي بتضفي أجواء رومانسية ببياضها الناصع وريحتها الزكية بكرم ولكل الناس ....
واللي متلك وما في حدا متلك بفنك وإنسانك وروحك اللي حبوها كل الناس كنتي ورح تبقي أحلى شجرة ياسمين بتتجدد بعطائها وريحتها اللي بتشق الروح والقلب بكل الفصول ...
ألك مني بكل يوم أنتي فيه العيد طوق ياسمين بنكهة بحر ....
سلامتك أمول .... ناطرك تجي تغني للبحر ..اغنية سلوى قطريب اللي بتحبيها ( شوفي خلف البحر .... خبريات ) .... لا تطولي تجيبي سلمى ومريم وتجوا ..... بحررررررررررر .. وجبل وسهل ووادي .. ونهر ...... وتنور .... واللي بتحبواااااااااااااااااا.
-
* الياس الحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق