⏪⏬
في هذا المنزل زمن مريض...لاعافية له..لذلك اعتلّ أثاثه بالرتابة والسماجة وكثير من الإهمال كأنّه ملقى بالشّارع ينتظر رافعة
المهملات..في هذا المنزل زمن مريض كريح تنفخ في الفراغ...الخطوات غريبة مجرجرة وإن دبّت فيها بعض الحياة تأخذ وقع الغضب في سرعتها وارتطامها بالاشياء..زمن مريض..لا تصدر صرخات استغاثة من هذا المنزل للعالم الخارجيّ لينقذ المرضى من أسرهم ويتعافوا..هم اثنان وجمعهم بتعدّد شبحيهما الهائمان في المنزل..زوجان على قيد الموت ولا يطلبان الحياة..لا يتطلّقان..لا يتصالحان لا يتحاوران..إثر غارة كلامية دامية قصف كلّ واحد منهما الآخر وأعلن لعنة وجود كلّ واحد منهما في حياة الآخر ثمّ تهاويا مهدودين للصمت حينها كانت بارقة كبيرة بأمل الحياة فلا ريب أنّ هذا الانفجار سيؤول إلى الحلّ الصحيّ وهو الانفصال ليعيش كلّ واحد حياة جديدة كما اشتهاها أن تكون..كان هذا مأمولا ومحسوما في الثواني الأولى من انتهاء القصف..لكنّ خدر الصّمت التدريجيّ شلّ الحركة من جديد وبدأت لحظات الاستسلام والتراخي تنسج فكرة الصلح ثانية كما يحدث في كلّ مرّة يضيع زمن من العمر في التهميش ثمّ كلمة ودودة غبيّة تصلح ذات البين وتعود المياه إلى مجاريها الموبوءة الآسنة..إنه زمن مريض..استفحل هذه المرّة حين اختنقت الكلمة الودودة في الحلق وأصرّت أن تكون غصّة في الصدر على ان ينطقها اللّسان ..لم يكن هذا متوقّع من الرتابة الممحوقة الشخصية والقرار كان المألوف أن يستأنف الزيف إثر بعض الأيّام من الخصام لكن حلقة من الحلقات المفرغة انفرطت وقطعت الطريق عن أيّ مبادرة تمويهيّة للصلح..لم يحدث هذا الاختلاف الابستيمولوجي في ردود الفعل أيّ قرار مصيريّ بل زاد من استفحال الأزمة وانتشار الزمن المريض.سلسلة الفعل وردّ الفعل الخصام الذي يعقبه صلح تفككت ..صار الزوجان على شفا أيّ شيء عدا أن يكونا زوجين..مترجلين ينتظران زحمة الأفكار ليعبرا خطين متقطعين مسافرين في انتظار قدوم حافلتين متعاكستين غريبين على رصيف المحطّة لا يعرفان الوجهة الصحيحة وليست لديهما أيّة رغبة في التواصل الانساني الذي يحدث عادة بين غريبين في محطّة...
*وفاء الرعودي
تونس
في هذا المنزل زمن مريض...لاعافية له..لذلك اعتلّ أثاثه بالرتابة والسماجة وكثير من الإهمال كأنّه ملقى بالشّارع ينتظر رافعة
المهملات..في هذا المنزل زمن مريض كريح تنفخ في الفراغ...الخطوات غريبة مجرجرة وإن دبّت فيها بعض الحياة تأخذ وقع الغضب في سرعتها وارتطامها بالاشياء..زمن مريض..لا تصدر صرخات استغاثة من هذا المنزل للعالم الخارجيّ لينقذ المرضى من أسرهم ويتعافوا..هم اثنان وجمعهم بتعدّد شبحيهما الهائمان في المنزل..زوجان على قيد الموت ولا يطلبان الحياة..لا يتطلّقان..لا يتصالحان لا يتحاوران..إثر غارة كلامية دامية قصف كلّ واحد منهما الآخر وأعلن لعنة وجود كلّ واحد منهما في حياة الآخر ثمّ تهاويا مهدودين للصمت حينها كانت بارقة كبيرة بأمل الحياة فلا ريب أنّ هذا الانفجار سيؤول إلى الحلّ الصحيّ وهو الانفصال ليعيش كلّ واحد حياة جديدة كما اشتهاها أن تكون..كان هذا مأمولا ومحسوما في الثواني الأولى من انتهاء القصف..لكنّ خدر الصّمت التدريجيّ شلّ الحركة من جديد وبدأت لحظات الاستسلام والتراخي تنسج فكرة الصلح ثانية كما يحدث في كلّ مرّة يضيع زمن من العمر في التهميش ثمّ كلمة ودودة غبيّة تصلح ذات البين وتعود المياه إلى مجاريها الموبوءة الآسنة..إنه زمن مريض..استفحل هذه المرّة حين اختنقت الكلمة الودودة في الحلق وأصرّت أن تكون غصّة في الصدر على ان ينطقها اللّسان ..لم يكن هذا متوقّع من الرتابة الممحوقة الشخصية والقرار كان المألوف أن يستأنف الزيف إثر بعض الأيّام من الخصام لكن حلقة من الحلقات المفرغة انفرطت وقطعت الطريق عن أيّ مبادرة تمويهيّة للصلح..لم يحدث هذا الاختلاف الابستيمولوجي في ردود الفعل أيّ قرار مصيريّ بل زاد من استفحال الأزمة وانتشار الزمن المريض.سلسلة الفعل وردّ الفعل الخصام الذي يعقبه صلح تفككت ..صار الزوجان على شفا أيّ شيء عدا أن يكونا زوجين..مترجلين ينتظران زحمة الأفكار ليعبرا خطين متقطعين مسافرين في انتظار قدوم حافلتين متعاكستين غريبين على رصيف المحطّة لا يعرفان الوجهة الصحيحة وليست لديهما أيّة رغبة في التواصل الانساني الذي يحدث عادة بين غريبين في محطّة...
*وفاء الرعودي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق