اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

المسكوت عنه في الكتابة عن الأسرى فراس حج محمد - فلسطين

⏪⏬
ثمة أمور مسكوت عنها في الكتابة بشكل عام، وأصبحت تلك التابوهات الثلاثة معروفة (الجنس والدين والسياسة)، وكل من يحاول
الاقتراب من هذه الثلاثة أو واحد منها فإنه يوصم بالعهر أو الزندقة أو الخروج عن الصف الوطني والانحياز لأجندة خارجية. تابوهات أصبحت مملة، وممجوجة لكثرة ما تحدث عنها وفيها الكتاب والنقاد والقراء. لكنّ ثمة تابوهاتٍ أشد حساسية من تلك التابوهات السابقة فيما يتعلق بأدب الأسرى والحديث عنهم، فالكشف عن ضعف الأسير وانهزاميته أمام نفسه وفقدانه القدرة على المقاومة، والشعور بالملل وهو يعيش في جلباب البطولة الفضفاض، ومساءلة القدرة الوطنية والإلهية عما يحدث له، كل تلك القضايا ليست أمراً هينا بالنسبة للأسير أو أهله أو الاتجاه الوطني العام، ربما لهذا السبب يتجنب الأسرى الحديث عن أوجاعهم الإنسانية بحرية، بل دائما يتحدثون عنها فرعيا ضمن سياق عام، فيبدو خجولا ومواربا، ويصاحبه التبرير ضمن شروط الفن والحالة الإبداعية.
خلال قراءاتي لكثير من أعمال الأسرى مؤخرا والكتابة عنها وتأمل حالة الكتابة فيها، صرت ألاحظ هذا الجانب، ولم يعد خافيا، بل إنه يطفو على سطح الكتابة عاريا، مع انغماس الكاتب في الكتابة ينفلت منه هذا "الشعور المحرّم"، ويصبح مكشوفا، وقد تجنبت في مرات عديدة الحديث عنه أو الإشارة إليه إلا بشكل بسيط، خوفا من شعور الأديب الأسير بانكشافه أمام نفسه، وتعريته من قناع البطولة الذي ستستر خلفه، حفاظا على تماسكه ومقاومته لتكون أطول عمرا.
هذه الحالة التي وصل إليها الأسرى، نحن سببها، وأقصد بهذه الـ "نحن" كل فرد من أفراد الشعب، والحكومة بكل أجهزتها ووزاراتها، والإعلام بكل مؤسساته وبرامجه، والثقافة بكل إمكانياتها، والفصائل بكل اتجاهاتها اليسارية والوطنية والإسلامية، فكلنا "نحن" في واد والأسرى في واد، مما خلق شعورا مضادا لدى الأسرى أنهم تركوا وحدهم لمصيرهم، فهم ليسوا عزلا فقط، بل إنهم كذلك مقيدون وعاجزون عجزا من بعد عجز في حواجز ثلاث تنهش أرواحهم: البعد، والتهميش، والمرض.
لقد رأوا الأسرى مآلات الحالة السياسية وتوقف خض قضيتهم في قربة الإعلام المحلي والقومي والعالمي، فاتجهوا إلى أنفسهم وإلى أنفسهم فقط في تجليين اثنين، أولهما المقاومة البدائية لتحسين الظروف المعيشية على الأقل داخل السجن عبر خوضهم إضرابات طويلة عن الطعام، ولعل الأسرى الفلسطينيين وحدهم هم من قام بأطول عملية إضراب عن الطعام في التاريخ، سواء جماعية أو فردية، ووصولهم إلى هذه الحالة يعود إلى تلك الـ "نحن" التي أهملتهم إهمالا تاما، وأدى إلى تمادي الاحتلال في إهمال قضاياهم وعدم الاستجابة لمطالبهم، وليس أمرا كبيرا لدى قادته المجرمين لو مات الأسرى جوعا وإهمالا طبيا، بل إن البعض استشهد نتيجة ذلك، ولم يرفّ لهذا "الوحش" المستولي على ديارنا جفن، لأنه أمن العقاب فأساء الأدب والتعامل أيضا.
ويتضح التجلي الثاني في عملية الكتابة، وما تستدعيها من تفاعل خارج السجن وداخله، ونتيجة لحالة الأسرى التي بينتها سابقا، فقد لجأ كثير منهم للكتابة، فبرزت خلال السنوات الخمس الأخيرة مجموعة من الأسماء التي تكتب داخل السجن وتصرّ على الكتابة، وبما أن أولئك الأسرى من ذوي الأحكام العالية فإنهم لم يقفوا عند إنتاج كتاب واحد، بل أصبح كثير منهم ذوي مشاريع كتابية يأوون إليها ويعملون عليها جاهدين، وينفقون كل الوقت من أجل ذلك، دارسين ومحللين وكاتبين، وناشرين لها، وراجين من الآخرين التعرف إليها والتفاعل معها.
هذه العملية من الكتابة بالنسبة للأسير لم تعد ترفا وتزجية للوقت، ريثما تنتهي عدة السنوات التي يقضيها داخل الأسوار العالية، بل أصبحت هي "المتنفس" الذي يتنفس فيها الكتاب الأسرى هواء الحرية بكلماتهم وكتبهم.
ضمن هذه المعادلة من التفاعل ولد مشروع المحامي والكاتب الفلسطيني حسن عبّادي (لكل أسير كتاب ومن كل أسير كتاب)، مشروع ذو اتجاهين من الأسير إلى الخارج، ومن الخارج إلى الأسير، بحيث يوظف هذا المشروع أثر الكتابة وأهميتها في المساهمة في جعل قضايا الأسرى حية، ومن خلال هذا المشروع، دخل المعتقلات الإسرائيلية مئات الكتب، ووصل القراء أيضا العديد من كتب الأسرى وتمّ التعريف بها وقامت دور النشر بنشرها، وهذه العملية التبادلية أنتجت بكل تأكيد تفاعلا حيا في الاتجاهين، فالأسرى يكتبون عن تلك الأعمال التي يقرؤونها، والكتاب خارج المعتقلات يكتبون في أعمال الأسرى ويتفاعلون معها.
ربما نرى أن أثر هذا المشروع "العبّاديّ" بسيطا، أو محدود الأثر، بل إنه مع استمراره يدق جدران الخزان، دقا لطيفا لا يخلو من قرع أسماع هذه الـ "نحن" اللاهية غير المصغية. ويشكّل عملا عظيما وأثره يشبه كثيرا "أثر الفراشة"، فلا بد من أن له أثراً على المدى البعيد، ولذا تجب رعايته وتطويره، والتعامل معه بشكل أكبر، لأننا كلما وسّعنا الدائرة اتسع التأثير وعظم شأن الثقافة، ألم نرفع شعار "الثقافة مقاومة"؟ فكل قراءة لكتاب أسير هو إحياء له، واستحضاره بيننا، وكل كتابة عن كتاب أسير هو مساهمة في حريته وانطلاق كلماته ومعانيه لتغرّد في فضاءات رحيبة، فإنك لا تدري مع أي كاتب أو دارس ستلامس الكلمة سمع قدر ما، فيكون ما لم نتوقع حدوثه، ويتحقق المأمول.
لعل عملية الكتابة والقراءة لدى الأسرى تشبه إلى حد بعيد "تهريب النطف"، لما فيها من إصرار على الحياة والتواصل والوجود، وعدم الاستسلام للظرف الحالي، فالكتابة شرطها الحرية وهي نابعة من داخل الأسير نفسه، وإن شعر أحيانا بأن كل ما في هذا الكون يتآمر عليه، حتى ظن أن العناية الإلهية قد نسيته. وحتى لا يغرق الكاتب الأسير في تابوهات الأسر والاستسلام والانهزامية ويواجه نفسه بها في الكتابة، علينا أن نواصل مشوار التفاعل معه بكل وسيلة متاحة، فلنبعث للأسرى كتبا فيها الفرح والحب والغزل والتفاؤل والأمل، ولنستقبل كتبهم ونعيش معها ونصادقهم من خلالها، فقد شعرنا نحن القراء بشيء من هذا الأثر في رسائل الأسرى التي ولدتها هذه الحركة من التفاعل معهم على المستوى الثقافي كتابة وقراءة ونشرا ومتابعة. فلنستمر، لعل القادم أبهى وأجمل.

*فراس حج محمد
 فلسطين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...