اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رواية كورونيّة في المطبعة ...* فراس حج محمد - فلسطين

⏫⏬
أعلن قبل أيام أحد الكتاب الروائيين الفلسطينيين أنه أنهى كتابة رواية عن "كورونا"، وأنها الآن في المطبعة، وستكون جاهزة بعد أيام
قليلة. هذا خبرٌ تلقاه أصدقاؤه الفيسبوكيون كالعادة بالترحيب والتهليل وكثير من عبارات المباركة، ومدح العمل وكل تلك اللغة التي تبعث على "القرف"، لما فيها من انجرار وراء شهوة نرجسية لدى الطرفين، ولأننا "مجتمع ثقافي" بالمجمل أبعد ما نكون عن الثقافة لم يقف أحد عند هذه الحادثة التي سبقتها إرهاصات كثيرة، ودعاوٍ كثيرة للكتابة، وإعداد مسابقات وكتب حول جائحة، حبست ثلاثة أرباع العالم في بيوتهم، وهددت حياتهم بالموت.
هذا الكاتب الذي أعلن عن "روايته" العظيمة بالكثير من الفرح والحماس، وهو يبث الخبر السعيد، ذكّرني بالمثل الشعبي الفلسطيني: "ناس في عزاها، وناس في هناها"، مع العلم أنه لن يكون في هناءة عندما تصدر روايته؛ لأنها ستكون في أغلب الأحيان مستندة إلى الشكليات والأخبار الصحفية، وما سمع وما قرأ وما شاهد. إن كثيرا من الحقائق المؤلمة التي سيخلفها الفايروس ستكون صادمة للضمير الإنساني، فكيف ستكون الرواية إذن وهي أشبه بجرد سردي لغوي شكلي، ليس له أي سند من عمق أو فلسفة؟
لم يمضِ على أزمة كورونا الوقت الطويل ليجعلها موضوعا روائيا ناجحا، فالأزمة ما زالت في بدايتها، والعالم ما زال يتلقى المفاجآت الواحدة تلو الأخرى بفعل طبيعة الفايروس وخطورته وانتشاره، والألغاز والأحاجي التي أحاطت فيه، عدا ما خلفه من ضحايا ومآسٍ إنسانية وصحية واقتصادية وسياسية وثقافية. لقد أوقف هذا "الشبح الصغير" العالم الذي لم يتوقف عن الدوران منذ وجد وحتى الآن.
ربما علينا أن نعي أن مدة شهرين ونصف ليست كافية لإنتاج رواية جيدة، حسب ما دافع الكاتب عن نفسه عندما اعترضتُ على هذه الرواية من حيث هي رواية كورونية وصلت المطبعة، وتتهيأ أن تلبس غلافها لتلطمنا بجمالها الأنيق، ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة لهذه المدة، الشهرين ونصف، فكم هي المدة التي قضاها الكاتب في تأمل الحدث أولا؟ ومتى فكّر بكتابة روايته هذه؟ وهل فكّر بالشكل الروائي والتقنيات السردية التي سيوظفها في الرواية؟ وكم استغرقته الكتابة؟ وهل تمت مراجعة مسودة الرواية؟ وكم مرة أعاد كتابة بعض الفقرات أو بعض الجمل على الأقل؟ مع أنه من المهم هو تأمل الكتابة ذاتها وربما احتاج لإعادة كتابة الرواية بمسودات متعددة كسيناريوهات محتملة للحبكة والشخوص وما إلى ذلك. وهل استند إلى مخطط روائيّ كما يفعل كتاب الرواية في العادة؟ هذه أسئلة متعلقة بالوقت لدى الكاتب، ناهيك عن الأسئلة المتعلقة بدار النشر، فهل تم تدقيق الرواية لغويا مثلا وعرضها على محرر أدبي؟ إن دور النشر في فلسطين لا تفعل ذلك، إذن فلنتجاوز عن هذه النقطة. ألم يقرأ الناشر الرواية؟ ألم تعرض على لجنة إجازة للأعمال التي تنشر؟ ربما عليّ أيضا أن أتجاوز هذه الأسئلة أيضا، ففي فلسطين لا مكان لهذه الأسئلة بالنسبة لصناعة النشر التي لها أمراضها المعدية الكثيرة. يبدو أن صنعة الرواية في فلسطين ينطبق عليها المثل الشعبي: "من الشجر للحجر"، بمعنى من حاسوب الكاتب مباشرة للمطبعة، وخير البر عاجله أيها المثقفون!
لا شك في أن ثمة كتابا متعجلين، ليس في فلسطين وحدها، يسابقون الزمن، ويريدون تسجيل سبق روائي، كأول روائي وأول رواية كتبت عن "كورونا"، إن هذا المنطق الأدبي الساذج جدا يجعل الأدب تحت رحمة الكارثة التي لم تنته بعد. أنهم يوقعون رواياتهم غير الناضجة في شرك الرداءة قطعا، لاسيما أولئك الكتاب الذين لم يعيشوا الأزمة في أشد بؤرها ألما وجنونا، أما أولئك الكتاب الروائيون الذين عايشوا الأزمة وما زالوا يعايشونها فإنهم قلقون إلى حد الخوف على حياتهم، فليس بمقدورهم وهم بين الحياة والموت أن يكتبوا مقالا، عدا أن يكتبوا رواية. إن هؤلاء الروائيين في بؤرة العاصفة، فكيف سيكتب روائي متعجل نيابة عنهم يجهل صنعة الرواية رواية عن كورونا؟ إن الأمر يحمل كثيرا من مشاعر الشفقة على الطرفين.
أظن أننا ما زلنا في رحلة توهان وضياع رؤى لم تصل إلى حد إتاحة الفرصة للتأمل العميق لإخراج رواية. فالرواية حتى تكون عملا ناجحا يلزمها تأمل التجربة ذاتها والعيش معها، تجربة بهذا العمق وهذا الأثر، لن يفلح كاتب في الكتابة عنها مهما أوتي من قوة في الأدوات، ومن خصب في الخيال، ومن ثراء في اللغة. وهذا ليس حكم قيمة على رواية في علم الغيب، ولكن منطق الأشياء يقول مثل هذه الحقائق التي ربما لا يختلف عليها منصفان، لو أرادا أن يقولا الحقيقة بعيدا عن المجاملات والخوف.
وأخيرا بدأت كثير من الأصوات النقدية والأدبية تضيق ذرعا من زج الأدب في عاصفة كورونا القاتلة، شعرا ورواية، وثمة كتابات ناقدة وبحق لهذا السيل "المجنون" من الكتابة الكورونية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة اختلافا بين الرواية من جهة، وبين الخاطرة والمقالة بأنواعها والقصيدة من جهة أخرى، بل إن القصائد الملحمية الكبرى تحتاج إلى وقت كالرواية، لما تحتاجه القصيدة من رؤى فلسفية مجازية التصوير والعرض واستحضار الخيال المنبثق عن الواقع والمفضي إليه. والرواية أيضا تحتاج إلى الوقت لاستخراج الفكرة المناسبة، فهي ليست مجرد حكاية، وجمع أقاصيص من هنا وهناك. وتوليفها على شكل "حاوية سردية" يطلق عليها صاحبها لقب رواية. ولنعلم أن ثمة روايات استغرق كتابها عشر سنوات بل أكثر وهم يكتبون ويتأملون ويضيفون ويحذفون ويعدلون، فالروايات العظيمة ليست بنت العجلة والتقارير الصحفية والتأثر العاطفي، ولا تخضع كذلك لشروط السبق الصحفي. إننا وضعنا الأدب كله اليوم في مأزق كبير لن يتعافى منه سريعا، وقد لا يتعافى منه أبدا، لتضاف تلك الأزمة إلى أزماتنا الإبداعية التي لا تكفّ عن التفريخ في عالم مهووس بالرواية والروائيين، وإخضاع الأزمات للفعل الروائي.

.* فراس حج محمد
 فلسطين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...