⏪⏬
غادرتْ سامية المنزلَ صباحاً متوجّهةً إلى السوق القريب لتشتري بعضَ حاجيّاتها الضرورية،وتركتْ ابنَها الصغيرَ وأختَه برعايةِ جدّهما،إذ يشرفُ عليهما،ويقوم بملاعبتِهما دون تبرّمٍ أو ضجر.
تلفّتَ الجدُّ حواليه منادياً على حفيدِه الصغير ليبقى قربَه،وفي مرمى نظرِه.
كرّر اسمَه بصوتٍ مسموعٍ ولمرّاتٍ عديدةٍ،ولكن بلا جدوى ..
أخذَتْ الدهشةُ تخيّمُ عليه،وتمعِنُ بالسيطرةِ على فكرِه ومشاعره؛فهو لم يرَ الوليدَ لاحقاً أمّه،ولم يسمع اصطفاقَ بابٍ لإحدى غرفِ البيت؛يمكنه دخولَها هرباً من سطوةِ أنظارِه مثلاً !! ..وأخذ يردّد: - أين تُراه يكون ؟!
إذا لم تأخذه معها،وليس هنا..ولم أعثرْ عليه في أيِّ مكان من البيت على اتّساعِه ..فأين هو ؟!!
وعاد للبحث عنه وإعادة ندائه..وقد استبدّتْ به الحيرةُ وأخذَ الشكُّ منه كلَّ مأخذ.
بلا جدوى صار يدورُ في المكان الذي خرجَتْ منه الأمُّ ،وهو يعيد اسمَه مرّةً بعدَ مرّة..بل إنّه سألَ أختَ الصغيرِ التي تكبره بعامَين عن مكانه؛فأخذتْ تحملقُ فيه بعينيها الصغيرتين دون أن تجيب .. تملّكَها صمتٌ وذهول..
بدأ يوجّهُ لنفسه اللومَ والتعنيف،ولكن علامَ يفعلُ ذلك؟!
فلاطائلَ من ورائه.
وفيما هو غارقٌ في لجّةِ الألم والأسى؛كان يرنو نحو الأرضِ ،حيث دامتْ المنضدةُ المغطّاةُ بغطاءٍ منسدِلٍ على جوانبِها .. من هناكَ بدَتْ له قدمانِ صغيرتان ممتدّتين بلا مبالاة. انحنى ..وسحبَه من مخبئه الآمن !!
وحملَه بين ذراعيه وتنفّسَ الصعداء..
لم يدرِ ما كان عليه أن يفعل..أيبكي ؟!أم يضحك؟!!
أيوبّخه أم يفرح لمرآهُ و استعادته سالماً؛وهو مَن ائتُمِنَ عليه .. !!.
*مريم زامل
غادرتْ سامية المنزلَ صباحاً متوجّهةً إلى السوق القريب لتشتري بعضَ حاجيّاتها الضرورية،وتركتْ ابنَها الصغيرَ وأختَه برعايةِ جدّهما،إذ يشرفُ عليهما،ويقوم بملاعبتِهما دون تبرّمٍ أو ضجر.
تلفّتَ الجدُّ حواليه منادياً على حفيدِه الصغير ليبقى قربَه،وفي مرمى نظرِه.
كرّر اسمَه بصوتٍ مسموعٍ ولمرّاتٍ عديدةٍ،ولكن بلا جدوى ..
أخذَتْ الدهشةُ تخيّمُ عليه،وتمعِنُ بالسيطرةِ على فكرِه ومشاعره؛فهو لم يرَ الوليدَ لاحقاً أمّه،ولم يسمع اصطفاقَ بابٍ لإحدى غرفِ البيت؛يمكنه دخولَها هرباً من سطوةِ أنظارِه مثلاً !! ..وأخذ يردّد: - أين تُراه يكون ؟!
إذا لم تأخذه معها،وليس هنا..ولم أعثرْ عليه في أيِّ مكان من البيت على اتّساعِه ..فأين هو ؟!!
وعاد للبحث عنه وإعادة ندائه..وقد استبدّتْ به الحيرةُ وأخذَ الشكُّ منه كلَّ مأخذ.
بلا جدوى صار يدورُ في المكان الذي خرجَتْ منه الأمُّ ،وهو يعيد اسمَه مرّةً بعدَ مرّة..بل إنّه سألَ أختَ الصغيرِ التي تكبره بعامَين عن مكانه؛فأخذتْ تحملقُ فيه بعينيها الصغيرتين دون أن تجيب .. تملّكَها صمتٌ وذهول..
بدأ يوجّهُ لنفسه اللومَ والتعنيف،ولكن علامَ يفعلُ ذلك؟!
فلاطائلَ من ورائه.
وفيما هو غارقٌ في لجّةِ الألم والأسى؛كان يرنو نحو الأرضِ ،حيث دامتْ المنضدةُ المغطّاةُ بغطاءٍ منسدِلٍ على جوانبِها .. من هناكَ بدَتْ له قدمانِ صغيرتان ممتدّتين بلا مبالاة. انحنى ..وسحبَه من مخبئه الآمن !!
وحملَه بين ذراعيه وتنفّسَ الصعداء..
لم يدرِ ما كان عليه أن يفعل..أيبكي ؟!أم يضحك؟!!
أيوبّخه أم يفرح لمرآهُ و استعادته سالماً؛وهو مَن ائتُمِنَ عليه .. !!.
*مريم زامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق