اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

«اعتراف» تولستوي وطريقه الصعب إلى الإيمان


«اعتراف» تولستوي وطريقه الصعب إلى الإيمان
⏪⏬
لم يكن ليو تولستوي في حاجة إلى تفكير كثير ليتخلى عن إيمانه الديني. كان في الحادية عشرة حين زار منزل عائلته أحد طلاب المرحلة الثانوية و«أعلن أمامنا آخر ما توصّلوا إليه في مدرسته» وهو «أن الله غير موجود». هذه المعلومة حازت اهتمام أخوته
الكبار، «حتى أنهم سمحوا لي بمشاركتهم في نقاشهم» وأبدوا جميعا قبولا بهذه الفكرة.
كان المناخ الثقافي السائد في الطبقة الثرية، التي ينتسب إليها تولستوي قد بات على قاب قوسين أو أدنى من التخلي عن الدين. وليشير إلى هذا ذكر كيف أن شابّا اسمه س. في الخامسة والعشرين من عمره، قال لأخيه المؤمن لحظة مباشرته الصلاة: «هل ما زلت تفعل ذلك؟» فأوقف الأخ المؤمن صلاته من فوره. وتولستوي يفسّر تلك الحادثة بقوله إن كلمات الأخ «كانت مثل وكزة بالإصبع على جدار كان آيلا للسقوط من تلقاء نفسه». لكن ذلك الانصراف عن الدين لم يكن نهاية المطاف في معتقد الكاتب الفكري والشخصي. كان شاغله عن معنى الحياة والوجود قد استمرّ، مع انقضاء السنوات، منقّلا إياه من موضع إلى آخر. أول رحلته الطويلة تلك تمثّل في مجاراته مثقفي زمنه، والكتّاب منهم خصوصا، أولئك الذين آمنوا بفطرتهم حتى أنهم جعلوا يعلّمون الناس ما لا يعرفونه هم أنفسهم. وسرعان ما انضم إليهم تولستوي الشاب، باقيا من ضمنهم حتى بعد تحقيقه شهرة ومالا من كتابته، لكن ليجد بعد سنوات أن معتقده ذاك قائم على الجهل والغرور وتجهيل الناس.
ومع اتصاله بثقافة الغرب وجد نفسه منتقلا إلى فكرة التقدم، لكن هنا أيضا، ما لبث أن راوده الشك بما يعتقد بعد أن شاهد، خلال إقامته في باريس، رجلا يُعدَم: «عندما رأيت كيف فُصِل الرأس عن الجسد وسمعت ارتطام أجزائه داخل الصندوق أدركت، ليس فقط بفكري لكن بكل كياني، أن ليس هنالك أي نظرية عن الوجود أو عن التقدم يمكن لها ان تبرّر هذا الفعل». لكنه واصل حياته معتنقا اعتقاده بالتقدم: «كل شيء يتطوّر، وأنا أيضا أتطور، والسبب سيتضح يوما مع باقي الأمور».
في كتابه يروي ليو تولستوي سيرته الفكرية كاملة منذ تخليه عن الدين حتى عودته إليه في آخر المطاف. وهو، حتى بعد عودته الأخيرة تلك، كتب أنه بقي على اعتقاده بأن الإيمان ليس بالأمر المنطقي، «ولكنني لم أجد بدّا من الاعتراف بأنه الوحيد الذي يزوّد الإنسان بإجابات عن أسئلته، فيجعله بذلك قادرا على المضيّ في حياته». دائما كان يواجه نفسه بالسؤال عن معنى الحياة، متسائلا «لماذا وجدنا؟». وقد تعدّى بحثه الحيادية التي تميّز الباحث في العادة. فها هو يقول إنه وصل إلى مرحلة «شعرت فيها بالمرض الذي أصاب روحي أكثر مما أصاب جسدي». وهو قال إنه فكر بالانتحار، واصفا إياه، في مكان آخر من الكتاب، بأنه واحد من خيارات ثلاثة هي، الإبيقورية والجهل والقدرة على قتل النفس، يمكن أن تكون حلولا.
وقد دفعه بحثه عن تلك الحلول إلى العيش مع شعب الباشكير في السهول، «لأنعم بالهواء النقيّ وشراب الكوميس ولأعيش حياة الحيوانات». وكان قبل ذلك قد انتقل للعيش مع الفلاحين علّه يهتدي إلى ما يبحث عنه. كان شاغله الفكري عن الوجود يطوّح به ملقيا إياه في أمكنة لم يعرفها ويذهب به إلى أزمنة كثيرة سبقت. ولم يفده لجوؤه لديكارت وسليمان وأرسطو وشوبنهاور وبوذا، ولا استلهامه للأساطير والحكايات الشعبية القديمة. وكذلك، في مرحلة تلت، لم يجد في العلم ما يقدّم جوابا عن تساؤلاته: «مهمة العلوم التجريبية هي تحديد التسلسل السببي بين الظواهر المادية، فإن هي سعت للإجابة عن سؤال يتعلّق بالسبب الأساسي (الذي هو معنى الوجود والغاية من الحياة) تخبّطت في الهواء».
وإذ اكتشف، قبل خطوة من نهاية المطاف، أن الفلاحين، بل البشر الذين هم من خارج طبقته الاجتماعية، وجدوا سببا للوجود واستمرارهم فيه، كان ذلك من خارج البحث الفكري. لقد اهتدى إليهم، ليس بالعقل، الذي عجز عن إيجاد الحلول، بل بالفطرة المضيئة التي ما زال البشر حافظين لها منذ أزمانهم السحيقة. ليس العقل إذن، ولا العلم، بل ولا الجهل كما عرفه في مقتبل حياته ككاتب، بل الكشف الروحي المذكّر بما قاله الإمام الغزالي، حيث تحصّلت الهداية «بنور قذفه الله في الصدر».
لكن هذه لم تكن إلا الخطوة ما قبل الأخيرة. لا بد أنه باشر تجربة جديدة من بعدها. لم يرد شيء عن تلك التجربة في الكتاب سوى أنه قرّر، في وقت ما، أن يغادر إلى مكان، أو معتزل، لم يشأ أن يعرفه أحد، باستثناء ابنته التي رجاها أن تكتم سرّ رحيله، حتى عن زوجته التي عاش معها عقودا.
كانت تلك مرحلة أخيرة إذن، أو هي عودة إلى مرحلة سبقت، أو ربما كانت مرحلة اختلاط واشتباك لكل ما سبق أن عاشه وفكّره مدركا، لحاجة أن يقسم سيرته إلى فصول في كتاب، أين تبدأ كل مرحلة من مراحل اعتقاده وأين ينتهي.

كتاب ليو تولستوي «اعتراف» أعيد إصداره بالعربية بترجمة جديدة قام بها علي الحاجي- صدر الكتاب عن «مؤسسة الرحاب الحديثة في بيروت» في 123 صفحة- 2017.

*حسن داوود
كاتب لبناني
➤القدس العربي


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...