⏪الديباجة:
تمر البشرية بعدد من الظواهر الإنسانية غير المعهودة سابقا و التي باتت تشكل سمة تغير بارزة ، وقد أثّر ذلك التغير السريع في البنيات الثقافية و الصفات والخصائص الاجتماعية، و برزت موجة الانحلال في الأخلاق و الانفكاك من العادات و القيم و عولمة
الفكر و التحول نحو العقيدة المادية. و ظاهرة الأمهات العازبات أو الأمهات غير المتزوجات هي واحدة من الظواهر التي تعززت في أحضا ن هذه التحولات و التي باتت تغزو المجتمعات المحافظة بعد انتشارها الكاسح للمجتمعات الغربية، و من بينها الدول العربية التي باتت تسجل أرقاما مخيفة عن هذه الظاهرة، ففي الجزائر مثلا تم تسجيل حوالي 3000 أم عازبة كل عام وذلك طيلة عقدين (يمينة رحو، 2014)، و في وهران إحدى ولايات الجزائر تم إحصاء 5588 أم عازبة ما بين 1984 و 2004 ، أي بمعدل 280 حالة في السنة.
و رغم التحول الكبير الذي مس اتجاهات أفراد المجتمع و أفكارهم و كثيرا من قناعاتهم حيث باتوا أكثر استعدادا لتقبل أشياء كانت بالأمس مستهجنة و مرفوضة إلا أن ظاهرة الأم غير المتزوجة لا زال الموقف الساخط تجاهها من عامة الناس و خاصتهم ثابتا. فالمرأة التي تنجب خارج العلاقة الزوجية فضلا عن أنها خارجة في سلوكها عن قوانين و قيم وأعراف المجتمع ، فإن طفلها الذي تعرضه على المجتمع لا يكون مصدر اعتزاز لها و لا باعثا للفرح و السرور و الابتهاج لدى أفراد عائلتها، بل هي تقدم دليلا ماديا قويا على إدانتها.
و لا شك أن وجود حالات الأم العازبة و انتشارها خاصة لتصبح ظاهرة هي نتيجة ظروف و عوامل اجتماعية واقتصادية بالأساس تفاعلت جميعها في ظل التحوّل الجارف الذي تعرفه المجتمعات المعاصرة والذي دفع إلى مراجعة الأدوار التي كانت منوطة بالجنسين و إعادة توزيعها على نحو يعطي للمرأة موقعا خارج السياق الأسري التقليدي و بقدر ما سمح الوضع الجديد للنساء بحرية أكبر و بإمكانية الحضور المباشر في الحياة الاجتماعية ومعاينة أحداثها و متابعة تطوراتها والتأثير فيها فإنه مع الوقت يساهم في إضعاف حرص الكثير منهن على الالتزام بقيم المجتمع و ضوابطه كما أن رغبتهن في التخلص من القيود الاجتماعية و تحقيق مزيد من التحرر تقوى و كل ذلك يأتي على حساب قيم العائلة المحافظة والمستقرة و بانعكاسات سلبية على متطلبات رعايتها و التكفل بشؤونها.
و امتد مفعول الأفكار التحررية و انصرفت هذه الأخيرة نحو البحث عن أكبر قدر من الاستمتاع بالحياة و كل الوسائل و الطرق لتحقيق ذلك مبررة بدون قيد أو شرط بما فيها تلك التي لا ترعى حرمة الدين و العرف و القانون. و جاءت المحصلة – نتيجة هذا الانغماس في عالم الشهوات و تحقيق النزوات – ثقيلة، و من صورها المفزعة بالنسبة للنظام العائلي الذي ظل لقرون يحفظ باستقراره استقرار المجتمع من حوله، صارت نسبة المواليد خارج الأسرة تفوق بكثير نسبتهم داخل الأسرة، و قد بلغ عددهم بفرنسا أربعة ملايين طفل مجهول النسب، هذا حسب إحصاء وزارة الصحة الفرنسية عام 2007، و لأول مرة يفوق عددهم بفرنسا عام 2008 المواليد الشرعيين، وفي 1983 بلغ عددهم ثلث مواليد أوروبا، و في بريطانيا بلغوا واحد من كل 10.
أما في الجزائر فعددهم غير دقيق، فمصادر تقول أن هناك 1100 و1200طفل سنويا، و أخرى تتحدث عن 3000 طفل سنويا، و تحولت تربية الأبناء من الأسرة إلى مؤسسات اجتماعية تشرف عليها الهيئات الحكومية أو الجمعيات الخيرية و بذلك نكون قد رفضنا النموذج التقليدي للإنجاب و دخلنا في وتيرة إنجاب أخرى يتربى فيها الطفل بعيدا عن الجو الأسري المتسم بالدفء و العاطفة مع كل الآثار السيئة التي تترتب عنها و أخطرها عدم توفير تنشئة اجتماعية صالحة و كاملة تؤهل الأفراد للانخراط الايجابي و الاندماج في الحياة الاجتماعية.
إن التغيرات التي تحدث في المجتمعات على إثر انتقالها من الحياة التقليدية إلى الحداثة بفعل عوامل مثل التعليم، و التصنيع و نمو المدن، و ظهور مشكلات التحضر و الهجرة ، كما يؤكد علماء الاجتماع ، تؤثر على بناء الأسرة و على وظائفها ، و كلما كانت هذه التغيرات سريعة كان الميل نحو التفكيك الأسري و المشاكل الأسرية أشد قسوة، و قد أدت ظروف العولمة إلى تغيرات واضحة على الأسرة ، و هذا التغيير لم يصب شكل الأسرة فحسب، بل أصاب الأدوار داخلها.
و ظاهرة ” الأمهات غير المتزوجات ” رغم فداحة مخلفاتها تظل ، لأسباب معلومة – مجهولة ، من الظواهر المسكوت عنها ، فلا يوجد إحصاء رسمي و دقيق لنسبة انتشارها في جل الدول العربية باستثناء ما تقدمه جمعيات اجتماعية أو ناشطات الميدان من عروض بسيطة و سطحية حول الظاهرة ، أو تقارير بعض المستشفيات بخصوص الولادات خارج إطار الزواج، أو إحصاء ـــبعض المحاكم الخاصة لملفات إثبات النسب، إضافة إلى بعض التحقيقات الميدانية القليلة التي أجريت في بعض الدول العربية بتموين من منظمات دولية و جمعيات خيرية
وعليه وانطلاقا مما سبق، تتداعى لدينا أسئلة عدة حول هذه الظاهرة و امتداداتها، سنحاول من خلال فعاليات الملتقى الدولي ” الأم العازبة في الوطن العربي: الواقع الراهن واستراتيجيات التكفل” الإجابة عن بعضها في سياق البحث و تسليط الضوء عن مجمل ما يمكن أن يكون طرفا أو سببا أو عرضا لها ، و تركيزنا سوف يشمل التساؤلات التالية :
1. ما هي ظاهرة الأمهات العازبات؟
2. من هي الفئة التي تصيبها الظاهرة و ما هي ميزاتها؟
3. هل للعولمة دور في تفشي الظاهرة؟
4. ما هو الوضع النفسي والاجتماعي والقانوني للام العازبة؟
5. ما هي الأسباب الموضوعية للظاهرة و ما هي تبعاتها؟
6. ما هي تصورات الأسرة و المجتمع للام العازبة و طفلها؟
7. ما هو مصير طفل الأم العازبة ؟
8. ما هي الاستراتيجيات المقترحة للحد من هذه الظاهرة و الطرق المختلفة للتكفل بها.
هذه التساؤلات الرئيسية و غيرها مما يمكن الإجابة عليه ، نقدم المحاور التالية لتقديم تفسيرات و تبريرات عليمة موضوعية بشأنها.
المحاور:
– المحور الاول: مفاهيم حول المصطلح ( الام العازبة، الوالدة العازبة، طفل الأم العازبة…….)
– المحور الثاني: قراءات في وضعية الأم العازبة وطفلها( شرعيا و قانونيا، سوسيولوجيا، سيكولوجيا، اقتصاديا، و مقارنة بين الماضي والحاضر).
– المحور الثالث: الأم العازبة و نتاج التغيير الأسري والاجتماعي بين جدلية القبول و الرفض.
– المحور الرابع: مقارنة بين الأسر العادية و الأسرة لأم عازبة (مقارنة حول سيرورة التكيف، النمو، تكاليفها والمآل).
– المحور الخامس: مصير طفل الأم العازبة.(تحدي الهوية، الاعتراف، مسار الحياة، واجب المجتمع، الفعاليات بين النجاح والإخفاق).
– المحور السادس : سبل مواجهة ظاهرة الأمهات العازبات: بين التكفل و مقاومة النتائج و الآثار في ظل السياقات الدينية، الاجتماعية ،الثقافية، القانونية.
الأهداف:
الغاية من تنظيم هذا الملتقى هي محاولة فهم ظاهرة ” الأم غير المتزوجة” و الكشف عن تفاصيلها و الإحاطة بمسبباتها و الظروف التي تنتعش فيها، مع الالتفات إلى أساليب الوقاية و التكفل العملي بها. و فيما أهم الأهداف التي يسعى فريق تنظيم الملتقى الوصول إليها:
– التعريف بظاهرة ‘ الأم العازبة ” .
– التعرف على الأسباب الحقيقية التي تقف خلفها و تداعياتها.
– بلورة استراتيجيات للحد من الظاهرة.
– تسليط الضوء على سبل التكفل النظامي و غير النظامي و تقييمها .
– تحديد سبل الوقاية .
لجنة الملتقى :
– الرئيس العام للملتقى الدولي: الأستاذ منصوري عبد الحق
– الإشراف العام على الملتقى الدولي: الباحثة قويدر خيرة
– المنسق العام للملتقى الدولي :الباحث بلقاضي فؤاد
– المنسقة العامة للملتقى الدولي :منصوري ليلى.
– رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى: الباحث إبراهيم بن عزوزي
– رئيس اللجنة الإعلام والاتصال للملتقى: الباحث طايبي رضوان
اللجنة العلمية:
منصوري عبد الحق (جامعة وهران 2)
قادري حليمة (جامعة وهران 2)
محمد عبد العزيز (جامعة وهران 2)
فراحي فيصل (جامعة وهران 2)
بلعابد عبد القادر(جامعة وهران 2)
بداش وردة (جامعة وهران 2)
هاشمي احمد (جامعة وهران 2)
طباس نسيمة (جامعة وهران 2)
شارف جميلة (جامعة وهران 2)
محرزي مليكة (جامعة وهران 2)
جلطي بشير (جامعة وهران 2)
عبد الرحيم ليندة (جامعة س بلعباس)
أنوري عينان (جامعة بويرة)
شنوف شريفة (جامعة البليدة)
لغويل سميرة (جامعة باتنة )
زناد دليلة (جامعة بوزريعة)
بوزار يوسف (جامعة معسكر)
بن عطية حاج ميلود (جامعة معسكر)
زيتونى محمد زهير( جامعة بشار)
قزوزي جعجيقة (جامعة الجزائر 2)
عباس أسماء (جامعة تلمسان)
مهيب عبد الصمد فارع الدبعي (جامعة اليمن)
يوسف الشرمان (جامعة الاردن)
ابتسام ناصيف (جامعة دمشق)
قمراوي محمد (جامعة وهران 2)
محمد قوارج (جامعة ورقلة
بن دربال مليكة (جامعة سعيدة)
كركوش فتيحة (جامعة البليدة)
سراي الهادي (جامعة ورقلة )
خاوص مليكة ( جامعة بويرة)
بن زيان جمال (جامعة تيبازة)
براهمي صباح (جامعة باتنة )
غربي صابرينة ( جامعة ورقلة )
تلمساني فاطمة ( جامعة س بلعباس)
اللجنة التنظيمية:
-منصوري ليلى (جامعة وهران2)
-بلقاضي فؤاد (جامعة وهران2)
-ابراهيم بن عزوزي (جامعة معسكر)
-شايب امينة (جامعة وهران2)
-دلال سامية (جامعة وهران2)
-طايبي رضوان (جامعة وهران2)
-صافي كلثوم (جامعة وهران2)
-منصوري نفسية (جامعة وهران2)
-بن عيسى فضيلة (جامعة الجزائر )
-شيباني ليلى (جامعة البليدة)
-خولة بولحية (جامعة باتنة)
-كراس الهواري (جامعة وهران2)
بوزاد نعيمة (جامعة مستغانم )
-كريم حرش (جامعة غليزان)
-توفيق شهري (جامعة وهران2)
-يحياوي فضيلة (جامعة وهران2)
-بلعيدون محمد امين (جامعة وهران2)
-فاطمة بن يشو(جامعة وهران2)
-بداش وردة (جامعة وهران2)
-ابراهيم عيشوبة (جامعة وهران 2)
-عليك نامية (جامعة البليدة)
-قاسمي ايمان (جامعة البليدة)
-بن عمر فاطنة (جامعة ورقلة)
-بوقصارة رقية (جامعة ورقلة)
ساردو حسان (جامعة وهران 2)
أوزناجي بسام ( جامعة باتنة)
شروط قبول المشاركة:
– ان تكون المداخلة ضمن محاور و اهداف الملتقى.
– تعطى الاولوية للمداخلات الميدانية و تقبل المداخلات الفردية و الثنائية.
– تقبل المداخلات التي تعرض على شكل ملصقات جدارية.
– تقبل المداخلات باللغات الثلاث : العربية ، الإنجليزية ، الفرنسية.
– يجب يتضمن العمل المرسل : المعلومات المطلوبة في الاستمارة ، و ملخصا عن العمل لا يتجاوز 300 كلمة، باللغتين (عربي / انجليزي) ، (عربي /فرنسي).
– أن لا يكون عدد الصفحات أقل من 20 صفحة، أو أكثر من 25 صفحة.
– تكتب المداخلات كاملة وفق التعليمات الاتية :
– الكتابة بخط simplifred arabic14 ، العناوين بخط 16 بالنسبة للغة العربية ، و الكتابة بخط Times14 New Romen و العناوين بخط 16 بالنسبة للغتين الأجنبيتين.
– لا يتجاوز عدد صفحات المداخلة 20 صفحة بالاعتماد على طريقة APA في تدوين المراجع
حقوق المشاركة :
-7000 دج بالنسبة للأساتذة (مداخلة فردية)/ 10000 مداخلة ثنائية.
-0400 لكل مشارك بالنسبة للطلبة .
– لا تتحمل الجهات المنظمة تكاليف الإيواء والنقل.
– تنشر المداخلات المحكمة في مطبوع جماعي ويتحصل كل مشارك على نسخة.
– تتكفل الجهة المنظمة بالإطعام أيام التظاهرة، مع اختتام التظاهرة بجولة سياحية لأهم معالم الولاية.
تواريخ مهمة:
اخر تاريخ لاستقبال الملخصات: يوم 15 فيفري2020
الرد على الملخصات يوم 02 مارس2020
اخر تاريخ لاستقبال المداخلة كاملة يوم 30 افريل2020
الرد على المداخلات المقبولة يوم 15 ماي2020
ارسال الدعوات يوم 27 ماي2020
تاريخ انعقاد الملتقى الدولي: ايام 2/3/4 جوان2020
الجهة المنظمة:
مخبر التنمية و التطور ، جامعة وهران 02 – الجزائر
الهاتف:
0657434920
0774559875
0673239059
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق