اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة انطباعية لنص "الدوقة المصطنعة" للشاعر حمد نصر الله ...*بقلم أحمد اسماعيل

⏪⏬
حين نرتمي إلى أحضان قصيدة النثر
نتأمل المجاز بعين التكثيف

بعيدا عن العبارات الزائدة
والوصول إلى لب الفكرة باختزال فاخر يترك للمتأمل و القارئ التحليق في أبعاد كل مشهد
و هنا ينقلنا حفيد النيل العظيم الشاعر المبدع أحمد نصرالله
إلى شيء نسميه صناعة الجمال من عيون الدهشة
فالعنوان
الدوقة المصطنعة
يفتح باب الجاذبية لتدخل إلى القصيدة بنوع الفضول الساخن
الدوقة هي السيدة التي تتميز بمكانة حصينة
ولفظ الدوق واللورد كان يطلق في انجلترا على أصحاب النفوذ في الدولة والمقاطعات وهناك القصص الكثيرة التي تتحدث في العصور الوسطى
وهنا الشاعر لما يترك هذا اللقب لوحده في العنوان
بل أردفه بكلمة المصطنعة
وبذلك يفتح بوابة النص
فكلمة المصطنعة
تدل على شيء محدث
وضع كشيء بديل
لكن ماهو هذا الشيء البديل
لو نظرنا إلى المقطع الأول من القصيدة
نجدها تبدأ بالقسمة غير عادلة
وهنا إشارة إلى الظلم الكبير في توزيع كل شيء
العمل
الجهد
المناصب
الغنائم
الطعام والشراب
و تلك الأخيرة بدأ الشاعر تفصيل ثوب القصيدة
حين أشار بقوله أيتها العصفورة المشاغبة
العصفور. هو رمز للكفاح و التفاني من الصباح حتى المغيب بحثا عن لقمة العيش
و وصفها الشاعر بالمشاغبة دلالة على أن لا توفر جهدا في سبيل غذائها لا تكترث
بالرياح و المطر دائما مستنفرة و لا تكل و لا تتذمر

لكن الشاعر أراد أن يرسم المشهد بحركة سينمائية ليرفع من إيقاع المشهد والموسيقا التصويرية لها
حين قال
أنقض على حروفك
بشغف دودة القز
و شراسة لبلاب
صورتان محلقتان
الانقضاض هو الاندفاع بسرعة كبيرة
وهنا أراد شاعرنا الاندفاع نحو الحروف
أي أن في هوس للتعلم من ذلك المكافح
لماذا فهو يمتلك شغف دودة القز
التي تصل لحظات حياتها وهي تصنع الحرير الفاخر دون أن يكون لها متطلبات فاخرة
أما صورة شراسة نبات اللبلاب
فأراد الشاعر أن يرسل من خلالها رسالة
اللبلاب نبات متسلق يستخدم في علاج كثير من الأمراض
أهمها أمراض الرئة والقروح والحروق
والرسالة ببساطة هي الراحة التي تسكن الذات و القناعة بتلك القسمة الغير عادلة
فالقدر اليسير بلسم للفاقة و القلة
رغم كل الشراسة التي تبديها في سعيها
وهذا التفسير المبسط
واضح فيما ذكره الشاعر بعدها
و أنت تستقبلين لافا لهفتي
بقفازات أصابعك
أي أنها لا تعير هذا التفاني والجهد الكبير بأي نوع من الإحساس
فالقفازات عازل لكف اليد التي تمتلك كما هائلا من الأعصاب الحسية
والقفازات إشارة إلى وجود من هم يغطون هذا الإحساس ولا يسمحون له بالوصول
وأمثال القفازات كثر من البشر

المقطع الثاني يرسم الشاعر بحرفية أسباب تلك القسمة غير العادلة
الميزان ملتوي العنق
صرخة عارمة فكيف تكون القسمة متكافئة
هي قسمة ضيزى
لكن كيف ستعدل هذا الميزان
ولا وسيلة أو قدرة تسعفك
لذلك يقرر الشاعر أن يكون في صف المجاذيب الذي تصوفوا وتركوا التقدير للقادر

أما قصة سندريلا وهي التي تظفر بالحب والغنى من فردة حذاء
فقد ذكرها الشاعر ليرسم هالة اليأس ويشير إلى أن هذا الأشياء تحدث في الحكايا والأحلام
والواقع يفرض على سندريلا أن تعمل بجد دون التفكير بالحب والغنى والأمير الذي سيراقصها في القصر

في المقطع الثالث ينتفض الشاعر من صمته
ويرسم صدى بعيدا للنص
حين يبدأ المقطع بقوله
كرعوي غنم
لن أستوعب
رقص الدوقة
على أنغام التانغو
هنا يوضح الشاعر أن تلك الدوقة
تجلس على عرش حبه
و حبه الأزلي هو الوطن
أما استدعاء صورة رعوي الغنم
فهي ذات أبعاد عميقة جدا
فكل الرسل عملوا كرعاة غنم
وهم دائما كما وصفتهم الشرائع السماوية كانوا يرفضون الظلم ويوفرون جهدا لتغير مصائر قبائلهم أو المكان الذي بعثوا فيه
رغم الألم الذي كانوا يتلقونه في الصد
فتارة يوصفون بالكذب و تارة بالسحر و تارة بالجنون وتارة بالضعف
كل ذلك ليترك ماهو ماض لأجله
لذلك كان استدعاء الصورة بليغا
ليشعل انتفاضة في الزمان والمكان
لذلك استدعى صورة أخرى وهي تناص لقول نيرون
ف لتحترق روما
للمرة العاشرة
هو لا يريد الخراب والاحتراق كما فعل نيرون
هو يريد إحراق كل مظاهر الألم والظلم
ويشير إلى ذلك بقوله
في هذا البؤبؤالمتسع
أي هو يريد أن يزيل كل مظاهر الألم التي شاهدها
فالوطن يستحق التضحية
لذلك كان مشهد الختام ناريا
بقوله لن الحب
كيف يسمو الحب في مكان يسكنه الظلم
وحتى يرتفع نسق الدهشة في الخاتمة
وصل الشاعر معنى النجاة بالوطن وحبه بتناص مذهل لقصة سيدنا نوح والذين نجو معه بحبهم لله في السفينة
و اللهفة لا تقدم على العشاء مرتين
تصريح واضح بأن الشجاعة و الحظ لا يأتيان في العمر إلا مرة
وهنا تحفيز للتقدم بأن الوطن يستحق منا الكثير
علينا أن نسوي ميزانه حتى يحصل كل ذي حق على حقه
وتزول تلك الدوقة المصطنعة و أمثالها مم يتحكمون بمصائر الشعوب

نثرية باذخة وعميقة مفتوحة التأويل
استطاع من خلالها شاعرنا المبدع تطويع اللغة
فكانت بيده كعصا موسى يكشف الواقع بكل ألمه
إضافة إلى ترسيخه فكرة أن الحب يصنع المستحيل
و جعلها تتصدر مشهد الخاتمة
هنيئا لأبجدية طوعت نفسها بين بنانك حفيد النيل العظيم

* أحمد اسماعيل
سورية

⏪نص الشاعر المبدع أحمد نصر الله
الدوقة المصطنعة

القسمة غير عادلة
أيتها العصفورة المشاغبة
انقض على حروفك
بشغف دودة قز
وشراسة لبلابة
وأنت تستقبلين لافا لهفتي
بقفازات أصابعك

الميزان ملتوي العنق
أنا في معسكر المجاذيب
وسندريلا
تفتش في أحذيتها
عن قصيدة جديدة

كرعوي غنم
لن استوعب
رقص الدوقة
على أنغام التانغو
فلتحترق روما
للمرة العاشرة
في هذا البؤبؤ المتسع

لن يكون الحب
أحد الناجين من السفينة الغارقة
اللهفة لاتقدم على العشاء مرتين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...