⏪⏬
إن ظاهرة التعصب تعتبر من أكبر العقبات التي تواجه الأمة الإسلامية المعاصرة حيث أن التعصب أيا كان شكله لم يدخل قرية إلا
أفسد أهلها وجعلهم شيعا متناحرة ومتناثرة. التعصب هوسم قاتل ومرض فتاك لوحدة الأمم والشعوب، فإن التعصب لم يظهر في بيئة أومجتمع من المجتمعات إلا شتت شملهم ومزق جمعهم وانقسم المجتمع إلى جماعات متناحرة وشيع متفرقة.
إن التعصب هو السبب الرئيس لكثير من النزعات والخلافات التي تحدث بين المسلمين. ومن الواضح أن وحدة السلمين أصل من أصول الإسلام ومبدأ من مبادئه، لقد جاء القرآن الكريم داعيا لهذه الوحدة مثبتا أصالتها في المجتمع الإسلامي بقوله تعالى:﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ (الأنبياء: 92) أي هذه أمتكم ما دامت أمة واحدة على التوحيد والرسالة، فإذا تفرقتكم وخالفتهم فليس من خالف الحق من جملة أهل الدين الحق.
فالتعصب آفة كبرى نخرت عظام الأمة الإسلامية ومزقت شملها وفرقت كلمتها وجعلت بعضهم أعداء بعض. فإن العصبية البغيضة وإثارة النعرات الجاهلية كانت من أهم العوامل الداخلية التي جعلت المسلمين فرقا ودويلات وجماعات متنافرة متباغضة إلى أن وصل الحال إلى الواقع المؤسف الذي نعيشه اليوم.
هذه العصبية القلبية، فقد كانت جوهر الخلاف الذي فرق أمر الأمة الإسلامية، فإن الإسلام قد حارب العصبية الجاهلية بكل قوة ومن غير هوادة وأنذر الرسول منها وسد منافذها، فلا بقاء للأمة الواحدة مع هذه العصبيات كما تدل النصوص القرآنية والسنة النبوية المطهرة، ومع الإسلام قد حارب العصبية القبلية حربا عنيفا حتى فقدت عصبية الدم العمياء حدتها، غير أن جذور العصبية القبلية لم تختف تماما، بل كانت تبرز بين الحين والحين في أنحاء مختلفة من العالمي الإسلامي.
والعصبية القبلية من أقدم أنواع التعصب، وذلك أن المجتمعات كانت تتكون من قبائل في بداية أمرها، والعصبية القومية ما هي إلا صورة من العصبية القبلية. وكان العرب قبل الإسلام متفرقين يعيشون حياة شاقة وكان النظام القبلي سيد الموقف، وكان القوي يبطش بالضعيف، وكانت الحروب بينهم لأتفت الأسباب، فحرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب كان سببها ناقة، ومع ذلك استمرت أربعين سنة، وما وضعت أوزارها إلا أكلت الأخضر واليابس ثم وحرب داحس والغبرا بين عبس وذبيان ،كان سببها اعتراض فرس قيس بن زهير واسمها داحس، وقد انتهت هذه الحرب بخسائر جسيمة في الأموال والأرواح.
كان العرب قبل الإسلام قبائل متناحرة، وكانت كل قبيلة تغر جارتها حتى أصبح الغزو والثأر من طبائعهم، وقد كان أساس العصبية عند العرب هوالنسب، ولذلك كانت العصبية القبلية هي أقوى العصبيات، فكل قبيلة تتعصب لجنسها وهؤيتها وتؤمن بتفوقها على سائر القبائل، حتى أصبح هذا التفاخر بالأنساب والاعتزاز بالأباء والأجداد جزءا لا يتجزأ من دينهم وعقيدتهم.
إن ظاهرة التعصب القبلي ظاهرة قديمة، لقد شهد التاريخ أنها لم تزل ولا تزال هذه العصبية من أقوى عوامل الهدم والتخريب والإفساد والتفريق بين الإسان والإنسان. فالتاريخ يخبرنا بمئات القصص والوقائع التي كان التعصب القبلي المحرك الرئيس وراءها. وقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ليخرج الناس من ظلمات العصبية والعنصرية الجاهلية إلى سماحة الدين، ومن التحيز لقبيلة أوجنس أولون إلى العدالة والمساواة بين المسلمين.
قد بين الإسلام للناس أن اختلاف الألوان والألسن والقبيلة والوطن ليس إلا مظهر من مظاهر الله. وقد وصف الإسلام كل من يخالف هذه القاعدة بأنه جاهلي أوأن فيه نزعة جاهلية. وكان من أبرز مبادئ الإسلام التسوية بين الشعوب وعد الاعتراف بالفروق التي ألف الناس أن يعترفوا بها ويتعاملوا على أسسها، لقد أوضح القرآن الكريم للناس جميعا أن أصلهم واحد مع تباعد أقطارهم وتباين لغاتهم واختلاف أشكالهم وألوانهم ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواإنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾(الحجرات: 13) وقد أوضحت هذه الآية الكريمة بأن الحكمة في إيجاد القبائل هي التعارف وليس التفاخر.
والإسلام لا يسمح العصبية وما تتبعه من احتقار متبادل وكراهية بين القبائل والشعوب، وإنما يبشر على العكس بالمؤدة والإخاء بين المسلمين والتسامح والحوار بين بني الإنسان، لقد تحقق الإسلام التوافق والانسجام بين أعداد كبيرة من البشر مختلفة العروق والأنساب. فقام الإسلام بتحرير الفرد من إطار القبيلة الضيق ودمجه في مجتمع أوسع وأرحب يضم أفراد قبيلة كما انضم أفراد غيرها من القبائل الأخرى.ولما قام الإسلام بشمول القبائل في مجتمع وجه همه إلى محاربة النزعات العصبية والروح القبلية، وجعل من المبادئ الأصيلة عدم المفاضلة بين الناس على أساس الأنساب أوعلى أساس الأجناس، والمفاضلة إنما تكون على أساس التقوى.
ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في خطبته حجة الوداع حين قال: "يا أيها الناس إن ربكم واحد وآباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى."
وقد حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الروابط الأخوية التي تقوم بين المسلم وأخيه وتؤلف بين قلوب المسلمين جميعا. فقال تعالى:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ( الحجرات 10) ودعت إلى نبذ حمية الجاهلية ونزعاتها وإلى التخلى عن العصبية القبلية بقوله تعالى:﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ (الفتح 26) وجاء في خطبة الرسول صلى الله عليه يوم الفتح إذا قال: "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم حمية الجاهلية وفخر بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي،أنتم بنو آدم، وآدم من تراب...."
جاء الإسلام ليخرج الناس من ظلمات إلى النور، ليخرج الناس من ظلمات العصبية والعنصرية الجاهلية إلى سماحة الدين، ومن التحيز لقبيلة أوجنس أولون إلى العدالة والمساواة بين المسلمين. فالإسلام حارب هذا الأساس الذي قام عليه المجتمع الجاهلي حربة قاسية، ونادى بوحدة الأمة وبكرامة الإنسان، وعلى هذا الأساس العادل قام أفضل مجتمع عرفه التاريخ، وهو المجتمع الأول المثالي الذي أرسى قواعده الرسول صل الله عليه وسلم باهدار العصبيات وهدم عوامل التفرق والتقاطع حتى ألف الله به بين جيمع القلوب.
تخلص الإسلام البشرية من أمراض الجاهلية وقرر مبدأ المساواة بين أفراد الجنس البشري وبين أنهم سواسية في الحقوق والواجبات، وأن التعامل بين الناس في الإسلام يعتمد على مبدأ التقوى والورع. فإن اختلاف الأجناس والألوان واللغات والقبيلة والوطن كل ذلك من آيات الله التي تدعو إلى التأمل والدبر وتحرض على الإيمان والإخلاص.
إن الوحدة هي رمز القوة والتفرق هو رمز الضعف والطريق إلى الفشل. وقد أثبت لنا التاريخ أن هناك نزعات جاهلية حربها الإسلام بكل وضوح وحاربها الرسول صلى الله عليه بكل قوة كالعصبية الجاهلية التي تقوم على وحدة الدم أو الوطن أوالجنس وتسيطر على العقول والأرواح. لقد حان الأوان أن يقوموا المسلمون من نهضة جديدة بكل حماس تجاه الإسلام المسلمين ويرجعوا إلى أصلهم الدين ويرصدوا حقوقهم ويوحدوا هدفهم لردع العدو الطامع في المسلمين وفي بلاد المسلمين وذلك تحت رأية التوحيد والرسالة.
*الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com
إن ظاهرة التعصب تعتبر من أكبر العقبات التي تواجه الأمة الإسلامية المعاصرة حيث أن التعصب أيا كان شكله لم يدخل قرية إلا
أفسد أهلها وجعلهم شيعا متناحرة ومتناثرة. التعصب هوسم قاتل ومرض فتاك لوحدة الأمم والشعوب، فإن التعصب لم يظهر في بيئة أومجتمع من المجتمعات إلا شتت شملهم ومزق جمعهم وانقسم المجتمع إلى جماعات متناحرة وشيع متفرقة.
إن التعصب هو السبب الرئيس لكثير من النزعات والخلافات التي تحدث بين المسلمين. ومن الواضح أن وحدة السلمين أصل من أصول الإسلام ومبدأ من مبادئه، لقد جاء القرآن الكريم داعيا لهذه الوحدة مثبتا أصالتها في المجتمع الإسلامي بقوله تعالى:﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ (الأنبياء: 92) أي هذه أمتكم ما دامت أمة واحدة على التوحيد والرسالة، فإذا تفرقتكم وخالفتهم فليس من خالف الحق من جملة أهل الدين الحق.
فالتعصب آفة كبرى نخرت عظام الأمة الإسلامية ومزقت شملها وفرقت كلمتها وجعلت بعضهم أعداء بعض. فإن العصبية البغيضة وإثارة النعرات الجاهلية كانت من أهم العوامل الداخلية التي جعلت المسلمين فرقا ودويلات وجماعات متنافرة متباغضة إلى أن وصل الحال إلى الواقع المؤسف الذي نعيشه اليوم.
هذه العصبية القلبية، فقد كانت جوهر الخلاف الذي فرق أمر الأمة الإسلامية، فإن الإسلام قد حارب العصبية الجاهلية بكل قوة ومن غير هوادة وأنذر الرسول منها وسد منافذها، فلا بقاء للأمة الواحدة مع هذه العصبيات كما تدل النصوص القرآنية والسنة النبوية المطهرة، ومع الإسلام قد حارب العصبية القبلية حربا عنيفا حتى فقدت عصبية الدم العمياء حدتها، غير أن جذور العصبية القبلية لم تختف تماما، بل كانت تبرز بين الحين والحين في أنحاء مختلفة من العالمي الإسلامي.
والعصبية القبلية من أقدم أنواع التعصب، وذلك أن المجتمعات كانت تتكون من قبائل في بداية أمرها، والعصبية القومية ما هي إلا صورة من العصبية القبلية. وكان العرب قبل الإسلام متفرقين يعيشون حياة شاقة وكان النظام القبلي سيد الموقف، وكان القوي يبطش بالضعيف، وكانت الحروب بينهم لأتفت الأسباب، فحرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب كان سببها ناقة، ومع ذلك استمرت أربعين سنة، وما وضعت أوزارها إلا أكلت الأخضر واليابس ثم وحرب داحس والغبرا بين عبس وذبيان ،كان سببها اعتراض فرس قيس بن زهير واسمها داحس، وقد انتهت هذه الحرب بخسائر جسيمة في الأموال والأرواح.
كان العرب قبل الإسلام قبائل متناحرة، وكانت كل قبيلة تغر جارتها حتى أصبح الغزو والثأر من طبائعهم، وقد كان أساس العصبية عند العرب هوالنسب، ولذلك كانت العصبية القبلية هي أقوى العصبيات، فكل قبيلة تتعصب لجنسها وهؤيتها وتؤمن بتفوقها على سائر القبائل، حتى أصبح هذا التفاخر بالأنساب والاعتزاز بالأباء والأجداد جزءا لا يتجزأ من دينهم وعقيدتهم.
إن ظاهرة التعصب القبلي ظاهرة قديمة، لقد شهد التاريخ أنها لم تزل ولا تزال هذه العصبية من أقوى عوامل الهدم والتخريب والإفساد والتفريق بين الإسان والإنسان. فالتاريخ يخبرنا بمئات القصص والوقائع التي كان التعصب القبلي المحرك الرئيس وراءها. وقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ليخرج الناس من ظلمات العصبية والعنصرية الجاهلية إلى سماحة الدين، ومن التحيز لقبيلة أوجنس أولون إلى العدالة والمساواة بين المسلمين.
قد بين الإسلام للناس أن اختلاف الألوان والألسن والقبيلة والوطن ليس إلا مظهر من مظاهر الله. وقد وصف الإسلام كل من يخالف هذه القاعدة بأنه جاهلي أوأن فيه نزعة جاهلية. وكان من أبرز مبادئ الإسلام التسوية بين الشعوب وعد الاعتراف بالفروق التي ألف الناس أن يعترفوا بها ويتعاملوا على أسسها، لقد أوضح القرآن الكريم للناس جميعا أن أصلهم واحد مع تباعد أقطارهم وتباين لغاتهم واختلاف أشكالهم وألوانهم ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواإنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾(الحجرات: 13) وقد أوضحت هذه الآية الكريمة بأن الحكمة في إيجاد القبائل هي التعارف وليس التفاخر.
والإسلام لا يسمح العصبية وما تتبعه من احتقار متبادل وكراهية بين القبائل والشعوب، وإنما يبشر على العكس بالمؤدة والإخاء بين المسلمين والتسامح والحوار بين بني الإنسان، لقد تحقق الإسلام التوافق والانسجام بين أعداد كبيرة من البشر مختلفة العروق والأنساب. فقام الإسلام بتحرير الفرد من إطار القبيلة الضيق ودمجه في مجتمع أوسع وأرحب يضم أفراد قبيلة كما انضم أفراد غيرها من القبائل الأخرى.ولما قام الإسلام بشمول القبائل في مجتمع وجه همه إلى محاربة النزعات العصبية والروح القبلية، وجعل من المبادئ الأصيلة عدم المفاضلة بين الناس على أساس الأنساب أوعلى أساس الأجناس، والمفاضلة إنما تكون على أساس التقوى.
ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في خطبته حجة الوداع حين قال: "يا أيها الناس إن ربكم واحد وآباكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أسود على أحمر ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى."
وقد حثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الروابط الأخوية التي تقوم بين المسلم وأخيه وتؤلف بين قلوب المسلمين جميعا. فقال تعالى:﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ( الحجرات 10) ودعت إلى نبذ حمية الجاهلية ونزعاتها وإلى التخلى عن العصبية القبلية بقوله تعالى:﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ (الفتح 26) وجاء في خطبة الرسول صلى الله عليه يوم الفتح إذا قال: "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم حمية الجاهلية وفخر بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي،أنتم بنو آدم، وآدم من تراب...."
جاء الإسلام ليخرج الناس من ظلمات إلى النور، ليخرج الناس من ظلمات العصبية والعنصرية الجاهلية إلى سماحة الدين، ومن التحيز لقبيلة أوجنس أولون إلى العدالة والمساواة بين المسلمين. فالإسلام حارب هذا الأساس الذي قام عليه المجتمع الجاهلي حربة قاسية، ونادى بوحدة الأمة وبكرامة الإنسان، وعلى هذا الأساس العادل قام أفضل مجتمع عرفه التاريخ، وهو المجتمع الأول المثالي الذي أرسى قواعده الرسول صل الله عليه وسلم باهدار العصبيات وهدم عوامل التفرق والتقاطع حتى ألف الله به بين جيمع القلوب.
تخلص الإسلام البشرية من أمراض الجاهلية وقرر مبدأ المساواة بين أفراد الجنس البشري وبين أنهم سواسية في الحقوق والواجبات، وأن التعامل بين الناس في الإسلام يعتمد على مبدأ التقوى والورع. فإن اختلاف الأجناس والألوان واللغات والقبيلة والوطن كل ذلك من آيات الله التي تدعو إلى التأمل والدبر وتحرض على الإيمان والإخلاص.
إن الوحدة هي رمز القوة والتفرق هو رمز الضعف والطريق إلى الفشل. وقد أثبت لنا التاريخ أن هناك نزعات جاهلية حربها الإسلام بكل وضوح وحاربها الرسول صلى الله عليه بكل قوة كالعصبية الجاهلية التي تقوم على وحدة الدم أو الوطن أوالجنس وتسيطر على العقول والأرواح. لقد حان الأوان أن يقوموا المسلمون من نهضة جديدة بكل حماس تجاه الإسلام المسلمين ويرجعوا إلى أصلهم الدين ويرصدوا حقوقهم ويوحدوا هدفهم لردع العدو الطامع في المسلمين وفي بلاد المسلمين وذلك تحت رأية التوحيد والرسالة.
*الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق