اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية | قصة قصيرة ...*رباب كساب

⏪⏬
اقتربت في حذر، قربت كفَّيْهَا من وجهها، تأمَّلت الأصابع المكتنزة القصيرة، داهمها شعور بأنها لا تصلح، الكفُّ ليست رَحْبَةً، الأصابع تبدو ملتحمة، تفرد الكف عن آخرها أبدا، لا يساوي شِبرُها أشبار الآخرين . لعبة تلعبها منذ صغرها . لا تصلح!تسبل عينيها
مُطبقة على دمعة، تلتفت، تسير بخطى بطيئة وحزن لا ينتهي.
أبلة نوال منعتها قديما، اليوم لا تعرف، لقد مرت سنوات طويلة، لو مدت يدها لن تتحرك بخفة، إنها ترقبهم جيدا، ترقب أصابعهم جميعا، تتوه منها أعمالهم بينما تركز في كفوفهم وحركة أصابعهم!
في الحجرة المجاورة كانت ترقد ألواحا كثيرة وبقايا ألوان تملأ الأرضية، وأثار أصابع تركت أصباغها بحركة متعمدة على الحوائط، وباليتة قديمة نشفت فيها الألوان كما جفت الفرش القديمة، أفردت لوحا أبيضَ وشرعت بقلمها الجاف ترسم خطوطا، لا ملامح واضحة، لم تستطع يوما أن ترسم، لكنها واصلت رسم خطوطها، بينما صوت الحجرة الأخرى يواصل شحذ أحزانها، تزداد حركتها على الورق، أحيانا تدور في سرعة وأحايين تكاد تقطع الورق بحدة سن قلمها الجاف، الصوت يعلو ويعلو، تزداد حركتها قوة، تتقافز الصرخات من داخلها خطوطا متداخلة، بدت للرائي كبكرة خيط فُردت على الأرض وتكورت الخيوط وتداخلت حتى بات يصعب فصلها!
بدأ الصوت الآتي من الحجرة المجاورة يخفُّ شيئا فشيئا حتى صمت تماما، تركت لوحتها وتحركت بخفة متلصِّصٍ لترى الحجرة خاوية بلا أحد، وحدها تماما، لا بل معه وحده، حاولت أن تقهر لحظة الخوف، حاولت ألا تنظر لأصابعها مرة أخرى، أن تنساها، ستصدق أنه ممكن، لماذا تفعل كأبلة نوال؟ لماذا صارت أبلة نوال؟ إنها تظلم أصابعها، إنها … تخاف.
وقفت في منتصف الحجرة تماما لا أحد بينها وبين التجربة، تساءلتْ: لماذا لا يعود من كان هنا ويأخذ يديها، يربت على كتفها ويحتضن كفها ويقول لا تخافي؟!
نظرت خلفها نحو باب الحجرة؛ لا أحد، لا صوت خطوة قريبة أو حتى بعيدة، بدا المكان كما لو كان قد فرغ إلا منها، تخفي يديها خلف ظهرها وتقف مسمرة تفكر، ما الفارق بين تلك اللوحة البيضاء التي خطت عليها بقلمها وأفرغت ما تملك وبين تلك الأصابع البيضاء والسوداء؟ لماذا لا تشخبط عليها هي الأخرى؟ أتخاف أن يسمع أحدٌ إزعاجها؟ أم أنها تخشى أن تمتهن ما تحب؟!
نهرت روحها كيف تقول تلك الكلمة، تعرف أن كل حب تلزمه خطوة جريئة، يحتاج خمشة أظافر، نقطة دماء تفجر ينبوع المشاعر المغلق، حتى الزجاجة المحكمة الغلق تلزمها قوة ورغبة حتى تستطيع فتحها.
اقتربت أكثر بينما يديها لازالتا خلف ظهرها، تلك المرة تأملت الأصابع البيضاء والسوداء، تعرف أعدادهم، مادة صنعهم، ميكانيكية حركتهم، لكن لا تعرف كيف تحركهم كما يفعلون، كيف تقرأ صفحات النوتة، لا تحفظ الألحان، يتعاظم صوت أبلة نوال : ما ينفعش تبقي هنا، إما هنا أو هناك، لم تلتقط رغبتها.
مضت إلى هناك وتركت حجرة نوال ولم تفارقها صورة زميلتها ذات الكف الرحبة والأصابع الطويلة الانسيابية وهي تتحرك بخفة.
بقت هناك، تردد الأناشيد، تؤدي تحية العلم على أنغام زميلتها، ترحب بالزائرين في حفلات المدرسة الكبرى، تقدم عروض الحركة لكنها – أبداً- لم تقدم على الاقتراب من الأصابع البيضاء والسوداء.
ها هي معهم وحدها، تحاول أن تتذكر بعض نغمات كانت تسمع زميلاتها يرددنها على السلم الموسيقي، يتخيلن مناضد الدرس آلات ويعزفن بلا صوت، فقط تتحرك أصابعهن الانسيابية عليها.
جلست على الكرسي الصغير الذي بلا ظهر، فردت ظهرها كما عازفة أوركسترا أوروبية، مدت يدها فاردة إياها على الأصابع البيضاء والسوداء معا، كان لملمس العاج والأبنوس سحر غريب، رغم قدم البيانو لازالت أصابعه ناعمة نعومة ربتت على قلبها، كملمس الحرير لجسدها، ضغطت بقوة صدحت الأوتار بنغم قوي غير متناسق، بدأت تحرك إصبعا وراء أخر، تتبادل الحركة بين الأبيض والأسود، بلا لحن محدد، بلا نوتة تقرأ منها، بلا ترجمة لأي شيء سوى لصخبها الداخلي، لم تسمع ما تعزف، هي فقط تحاور تلك الأصابع تحدثها، بدت أول لحظة قوية، بدت كصفعة، ثم ربتة، ثم حضن فدمع، فذوبان.
تصفيق حاد، تحية للجمهور تركت المقعد تراجعت خطوة للوراء ثم خطوة للجنب بعدت عن كرسيها، وقفت أمامهم تماما، أحنت رأسها إحناءة خفيفة، لامست كفها صدرها في امتنان حقيقي وهي لازالت تحني رأسها.
خرجت للشارع الفسيح المزدحم، لا أثر للزحام، لا أثر للناس، تسير على الرصيف بخطوات متقاطعة، راقصة، تعبر الشارع بلا خوف من السيارات، تغني .. تغني بصوت عال غير عابئة بالنظرات التي تلتهمها، لا أثر لأحد، لا أصوات سوى تلك النغمة التي تنبعث من هناك، من تلك الأصابع البيضاء والسوداء.

*رباب كساب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...