⏬ القصة
تعديلات
وصف الحكيم للمريضة ثوب نجاة...قص منه الوزير خلعة، ومثله القاضي، و احتفظ بأذياله الخياط...ظهرت للناس عارية.
⏬ القراءة
- العنوان:
تعديلات جمع تعديل والمصدر عَدَّلَ، وغالبا ما تُفهَم هذه الكلمة جانبها الإيجابي ، وهو التغيير نحو الأحسن، ويتّضح معناها - أكثر - مِن خلال وجودها في سياق الجملة، و هنا في هذا النص، أراها مالت إلى الجانب السلبي مِن المعنى ، بحيث يتجسّد فيها الأذى وسلب الحقوق والظلم إلى حد فقدان كل شيء وإن كان العطاء أو اقتراحه، مجرَّد كلام، وصفة علاج، حلم أو أمانٍ.
تعديلات، هو عنوان النص، و قبل الولوج إلى المتن، يبقى المعنى مُغلفًا غير واضح، عن أي تعديلات أو تعديل تتكلَّم كاتبة النص؟
لكن سيتم الكشف عن معنى الكلمة بعد قراءة النص كاملًا، وهذا هو المطلوب في القصة القصيرة جدًا.
- المتن:
هناك مريضة تعاني من مرضٍ ما ، عضوي أو نفسي ، مرض، آفة اجتماعية ، مشكلة مُستَعصية أو أزمة كبيرة، مرضها يحتاج لنجاةٍ وخلاص - دلالة على خطورته - والمريضة هي إنسانة أو مجتمع مُبتلى بحكامه أو شريحة اجتماعية مظلومة، و هنا المريضة مجرد رمز لمرموز أكبر، أخفته الكاتبة ليفسّر حسب رؤية ونظرة وفهم وثقافة واطلاع القارئ.
إنها تعاني من مرضٍ عضال وخطير ولا علاج لها سوى ثوب يستر معاناتها الشديدة وينتشلها من واقعها الأليم ، وهذا ما وصفه لها الحكيم ، الحكيم : الطبيب ، الحكيم: ذو الحكمة - الفيلسوف - وكلاهما يصفان الوصفة الدوائية أو الحكمية لطالبها.
وهنا الحكيم قدّم نصيحةً و وصفَ للمريضةِ الوصفة التي تنقذها من حالتها ومما تعانيه.
إذًا ، رغم حالة - المريضة - الصعبة ، لكن علاجها ليس بالمستحيل ، بل هو متيسّر وناجع، وهذا العلاج سيكلّلها ويغطّيها ويخلّصها كطوقِ نجاة ٍ يقدَّم لإنسانٍ في طريقه إلى الغرق ، الموت أو الضياع.
بعد أن وصف الحكيمُ العلاجَ للمريضةِ ثوب نجاة لتنجو ، قام المتنفذون، المتسلطون - في دولة ما - بأدوارهم الخبيثة المشبوهة ، الوزير - رمز الدولة والحكم - ، القاضي - رمز العدل و العدالة - ، الخيّاط ، هنا ، ربما هو المنفّذ أو رمز مَن يؤتَمَن على الأمانات لإيصالها للمستحقين.
كل أولئك الأشخاص خانوا أمانة مراكزهم - على اختلافها - وبدل أن يساعدوا - المريضة - لترتدي ثوب العافية والستر والنجاة، هُم ساهموا بمنع شفائها والبقاء على مرضها وشاركوا في عريها، و بشكل جلي ، حيث رآها جميع الناس أنها عارية.
وافقوا على وصفةٍ و فكرة الحكيم في منحِها ثوب النجاة ، ليس حبا بالمريضة أو رغبة في إنقاذها، بل سعيًا لمصالحهم الشخصية الدنيئة، وكلٌ سرقَ مِن الكعكة - وصفة العلاج - حسب ما يسمح به منصبه ومكانته التي عدّلها و حوَّلها من المصلحة العامة إلى الفردية؛ فساهموا في تجريد المريضة لتزداد عريًا وتغرق في لجّة بحر الاستبداد وتنحدر نحو سواد هاوية الظلم، ولا مِن شريف أبي يسترها ولا مِن ضمير حي ينقذها، لتنجو وتعيش مُرتَدية حلّة وثوب حقوقها كأي إنسانة طبيعية في الحياة، أسوة بباقي البشر.
- فكرة النص:
إن الفساد والظلم - بجميع أشكاله - الموجود والمستَشري في بلدِ أو شعبٍ أو أمة ما ، علاجه متيسر - رغم تأصله ووجوده - لكن، الذين كانوا سببًا به، بشكل مباشر أو غير مباشر - وإن اختلفوا في الوجوه والأزمنة - سيكونوا، هُم أيضاً، السبب في حجب وسرقة أي علاج أو دواء يؤديان إلى منح ثوب الستر والشفاء والعافية منعًا لمرض العري الجزئي أو الكلي و بمختلف مسمياته وأنواعه وأشكاله والعمل على تكريس بقائه، مِن خلال قطع يد كل معين يمنح أطواق النجاة وكل مساعد في سبيل تقديم الخلاص.
لو كان المسؤلون - في العديد من البلدان - أمناء، لحاصَروا المرضَ وعالجوه وألبسوا المريضة ثوب العافية وستروها برداء الصحة والشفاء.
لكنهم خانوا الأمانة وشاركوا العدو في أن يستشري وباء الفساد لينخر جسد ذلك البلد، مُفضّلين مصالحهم الخاصة، فبدل أن يستروا أحوال بلدهم بثوب الحلول العملية، نراهم هم ساهموا في قضم وأكل وابتلاع ذلك الثوب، الذي بدونه حلّ العري.
التعديلات تمَّت، لكنها بئس التعديلات، إنها تغييرات، لكنها، نحو الأسوأ !.
النص جميل مكثّف، ينتهي بقفلة جيدة ومناسبة، استُخدِمَ فيه الرمز، مِن غير إسهاب أو كشف اللثام عن كل التفاصيل التي تُركَتْ للقارئ الحصيف الذي سيفكّك كلمات النص ويحلّل معانيه ويفهم المغزى والعبرة والفكرة التي أرادت الكاتبة إيصالها للمُتلقي.
أمنياتي للكاتبة غفران سليمان بدوام الإبداع والتألّق والنجاح.
*رائد الحسْن
العراق
تعديلات
وصف الحكيم للمريضة ثوب نجاة...قص منه الوزير خلعة، ومثله القاضي، و احتفظ بأذياله الخياط...ظهرت للناس عارية.
⏬ القراءة
- العنوان:
تعديلات جمع تعديل والمصدر عَدَّلَ، وغالبا ما تُفهَم هذه الكلمة جانبها الإيجابي ، وهو التغيير نحو الأحسن، ويتّضح معناها - أكثر - مِن خلال وجودها في سياق الجملة، و هنا في هذا النص، أراها مالت إلى الجانب السلبي مِن المعنى ، بحيث يتجسّد فيها الأذى وسلب الحقوق والظلم إلى حد فقدان كل شيء وإن كان العطاء أو اقتراحه، مجرَّد كلام، وصفة علاج، حلم أو أمانٍ.
تعديلات، هو عنوان النص، و قبل الولوج إلى المتن، يبقى المعنى مُغلفًا غير واضح، عن أي تعديلات أو تعديل تتكلَّم كاتبة النص؟
لكن سيتم الكشف عن معنى الكلمة بعد قراءة النص كاملًا، وهذا هو المطلوب في القصة القصيرة جدًا.
- المتن:
هناك مريضة تعاني من مرضٍ ما ، عضوي أو نفسي ، مرض، آفة اجتماعية ، مشكلة مُستَعصية أو أزمة كبيرة، مرضها يحتاج لنجاةٍ وخلاص - دلالة على خطورته - والمريضة هي إنسانة أو مجتمع مُبتلى بحكامه أو شريحة اجتماعية مظلومة، و هنا المريضة مجرد رمز لمرموز أكبر، أخفته الكاتبة ليفسّر حسب رؤية ونظرة وفهم وثقافة واطلاع القارئ.
إنها تعاني من مرضٍ عضال وخطير ولا علاج لها سوى ثوب يستر معاناتها الشديدة وينتشلها من واقعها الأليم ، وهذا ما وصفه لها الحكيم ، الحكيم : الطبيب ، الحكيم: ذو الحكمة - الفيلسوف - وكلاهما يصفان الوصفة الدوائية أو الحكمية لطالبها.
وهنا الحكيم قدّم نصيحةً و وصفَ للمريضةِ الوصفة التي تنقذها من حالتها ومما تعانيه.
إذًا ، رغم حالة - المريضة - الصعبة ، لكن علاجها ليس بالمستحيل ، بل هو متيسّر وناجع، وهذا العلاج سيكلّلها ويغطّيها ويخلّصها كطوقِ نجاة ٍ يقدَّم لإنسانٍ في طريقه إلى الغرق ، الموت أو الضياع.
بعد أن وصف الحكيمُ العلاجَ للمريضةِ ثوب نجاة لتنجو ، قام المتنفذون، المتسلطون - في دولة ما - بأدوارهم الخبيثة المشبوهة ، الوزير - رمز الدولة والحكم - ، القاضي - رمز العدل و العدالة - ، الخيّاط ، هنا ، ربما هو المنفّذ أو رمز مَن يؤتَمَن على الأمانات لإيصالها للمستحقين.
كل أولئك الأشخاص خانوا أمانة مراكزهم - على اختلافها - وبدل أن يساعدوا - المريضة - لترتدي ثوب العافية والستر والنجاة، هُم ساهموا بمنع شفائها والبقاء على مرضها وشاركوا في عريها، و بشكل جلي ، حيث رآها جميع الناس أنها عارية.
وافقوا على وصفةٍ و فكرة الحكيم في منحِها ثوب النجاة ، ليس حبا بالمريضة أو رغبة في إنقاذها، بل سعيًا لمصالحهم الشخصية الدنيئة، وكلٌ سرقَ مِن الكعكة - وصفة العلاج - حسب ما يسمح به منصبه ومكانته التي عدّلها و حوَّلها من المصلحة العامة إلى الفردية؛ فساهموا في تجريد المريضة لتزداد عريًا وتغرق في لجّة بحر الاستبداد وتنحدر نحو سواد هاوية الظلم، ولا مِن شريف أبي يسترها ولا مِن ضمير حي ينقذها، لتنجو وتعيش مُرتَدية حلّة وثوب حقوقها كأي إنسانة طبيعية في الحياة، أسوة بباقي البشر.
- فكرة النص:
إن الفساد والظلم - بجميع أشكاله - الموجود والمستَشري في بلدِ أو شعبٍ أو أمة ما ، علاجه متيسر - رغم تأصله ووجوده - لكن، الذين كانوا سببًا به، بشكل مباشر أو غير مباشر - وإن اختلفوا في الوجوه والأزمنة - سيكونوا، هُم أيضاً، السبب في حجب وسرقة أي علاج أو دواء يؤديان إلى منح ثوب الستر والشفاء والعافية منعًا لمرض العري الجزئي أو الكلي و بمختلف مسمياته وأنواعه وأشكاله والعمل على تكريس بقائه، مِن خلال قطع يد كل معين يمنح أطواق النجاة وكل مساعد في سبيل تقديم الخلاص.
لو كان المسؤلون - في العديد من البلدان - أمناء، لحاصَروا المرضَ وعالجوه وألبسوا المريضة ثوب العافية وستروها برداء الصحة والشفاء.
لكنهم خانوا الأمانة وشاركوا العدو في أن يستشري وباء الفساد لينخر جسد ذلك البلد، مُفضّلين مصالحهم الخاصة، فبدل أن يستروا أحوال بلدهم بثوب الحلول العملية، نراهم هم ساهموا في قضم وأكل وابتلاع ذلك الثوب، الذي بدونه حلّ العري.
التعديلات تمَّت، لكنها بئس التعديلات، إنها تغييرات، لكنها، نحو الأسوأ !.
النص جميل مكثّف، ينتهي بقفلة جيدة ومناسبة، استُخدِمَ فيه الرمز، مِن غير إسهاب أو كشف اللثام عن كل التفاصيل التي تُركَتْ للقارئ الحصيف الذي سيفكّك كلمات النص ويحلّل معانيه ويفهم المغزى والعبرة والفكرة التي أرادت الكاتبة إيصالها للمُتلقي.
أمنياتي للكاتبة غفران سليمان بدوام الإبداع والتألّق والنجاح.
*رائد الحسْن
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق