اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة تأويليَّة في العتبات النَّصيَّة و الفضاءات الشّعريَّة في شعر : إبراهيم الهاشم

*د. وليد العرفي

أوَّلاً ــ العتبات النَّصيّة في الدَّواوين الشّعريَّة :
إذا كانت العرب اتَّفقت على أن الشعر كلام موزون مقفى ، فإنَّ إلقاء هذا الكلام نصف الشاعرية ، وقد بدأت بهذا لأمّهد إلى القول بأن الشعر : إنما هو فن إلقاء الكلمة ، ومواءمة نطق الحرف ، لتصل المتلقي ، وهذا ما تجده في إلقاء الشاعر : إبراهيم الهاشم الذي
تأسرك فيه جمالية الإلقاء التي تتسمُ بالهدوء والرصانة اللتين تتمازجان بالعذوبة والرقي الشفيفين ، وإزاءهما تجد نفسك محمولاً على جناح الشعر إلى عوالمه التي يتقيأ فيها ظلال العالم الكوني في فساحات جمالية تجمع بين الذات وتفاعلاتها مع أقانيم الطبيعة ، وبذلك الاندماج نلج عتبة ديوان الشاعر البكر الذي أصدره عام 2010 م الذي يحمل عنوان : ( من حقول الغمام ) ،وهو بهذا التشبّع بالطبيعة ، إنما أراد أن يرسم معلماً من معالم فضائه النصي من خلال عتبة الديوان الذي جعل منها فضاءً يتسع لمخيلة الشعر للاستفاضة بما ورائية المعنى ، وما يُمكن أن يرتسم في مخيلته من خلال اعتماده شبه الجملة ، ولهذا التشكيل في العنوان دلالته التي استُفْتِحَتْ بـ حرف الجر : ( من ) التبعيضية التي ألمحت دلالياً إلى أنَّ ما تتضمّنه هذه المجموعة الشعرية إنما هي غيض من فيض ، وهو غيض يكشف عن ارتباطه بمستويين وفق الحقول الدلالية التي جمع بينهما في التركيب الإضافي حقول الغمام ، فقد أقام العنوان على قانون الطبيعة وناموس الحياة القائمين على السببية والحتمية والتكامل ، فالغمام ، وهو من حقل المياه الذي يُعبّر عن الحياة في مقولته الأخير : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) وحقل الطبيعة المكتنزة بالعطاء ولدلالة الجمع هنا إحالتها الرامزة التي تفيد الكثرة والتنوع والاشتمال ، وهو ما يتساوق مع تركيبية العنوان الذي جاء مفيداً مدى التشبّع باستهلال أراد له الشاعر أن يفيد بأنه استهلال لما سيأتي من بعده ، فالديوان الأول إنما هو القطرة الأولى التي يستتبعها الغيث ، وهو ما كان فعلاً إذ صدر في العام التالي ديوانه الموسوم بـ : ( مطر على رمال الأيام ) ، وهو ما يُعبَّر عن تنامي الخط الجماليّ الحياتيّ في مسيرة الشاعر الإبداعية من خلال إيحاءات العنوان ، فالشاعر يرمّم الانكسار الحياتي ، وخيبات العمر التي تعاقبت فيها عبر حركة الزمن ، لتتحوّل تلك الانكسارات إلى حالات متبعثرة متفتتة لا يجمع بينها سوى حالة الحزن المصاحبة ، والانكسار النفسي الذي يحمله جسد الشاعر ، فالرمال إحالة على كل تلك الإرهاصات النفسية ، والتعاقبات المتكررة من معاناة وآلام قد تكون على المستوى الشخصي الداخلي أو المستوى العام الخارجي الذي تعانيه النفس الشاعرة التي تجد نفسها منغمسةً بشكل عفوي في حزن الآخرين ومآسيهم ليكون دال (مطر ) الذي جاء نكرة إيحاءً بتلك الحاجة ، كما يكشف عن فعل ضرورة ، ليكون هذا المطر الذي هو الشعر حالةً تحاول أن تخصب في هذه الأيام التي تبعثرت رمالاً ، و تناثرث في مواقف السيرورة العمرية التي يعيشها الشاعر ، لعلَّ هذا الـ ( مطر) يجمع ما تبعثر ويخصب فيما يبس وجفّ .

ثانياً ــ الفضاءاتُ الشّعريّة
يبدو الوطن الواحة الجمالية التي يتظلل الشاعر في أفيائها ، والحضن الأكثر أماناً يستهوي الشاعر ، وهو يؤكد تعلقه بالأرض الذي تعني له الوجود والانتماء والإنسانية ، فها هو في قصيدته عن الشام لا يُقدِّمُ نفسه بصورة العاشق وحسب ، بل يتجاوز ذلك ، ليكون المُضحّي من أجلها يرخص نفسه من أجل أن تكون مبرأة من الألم ، فيتمنّى أن يحلَّ الألم بنفسه بدلاً من الشام وقد وقف أمام جمالها ناسكاً في محراب الحسن ، وراهباً في معبد جمالها يتأمَّل في ما أبدع الله في هذه البلاد ، وما أودعه فيها من عراقة تاريخ ، وجمال حاضر أُريد له أن يُدمَّر ، فأبى يقول : يا لوحةً وقفَ الجمالُ أمامَها حيرانَ في ما أبدعَ الرّسَامُ
يا شامُ آلمكِ الزَّمانُ بحكمِهِ وإليَّ وحدي ليتَها الآلامُ
وقد تنوعَّت الفضاءات الشعرية التي ولج الشاعر إبراهيم الهاشم في فضاءاتها ، كما تشعَّبت في مناخاتها التي غطَّتْ جغرافية الوطن ، وتغلغلت نسغ الذات الإنسانية ، كما سبرت علاقات الحياة بتناقضاتها الوجودية من خلال مكاشفة الواقع ، وتعرية اختلاله ، وهي تتمرأى حالاتها التي تعيش ، ومواقفها التي تتخذ ، فكان شعر : الهاشم المسبار الذي يُحدّد سمت البوصلة ، والقنديل الذي يشعُّ بالجمال والصدق يقول في قصيدته :

الشّعرُ يوغلُ في الرّحيلِ لأتبعَهْ وأزيلُ عنْ وجهِ الكواكبِ أقنعَةْ
زادي رنينُ المفرداتِ وزهوِها وحدائقُ الأرضِ الجميلةِ أمتعَةْ

في غابةِ الشّعرِ الظّليلةِ مسكني وقصائدي أغصانُها المُتفرّعَةْ
في الّليلِ تأخذُني الجهاتُ رهينةً فأضيعَ ما بينَ الجهاتِ الأربعَةْ

قصباً على نهرِ الكآبةِ لم أزلْ في اللّيل تعزفُني الرّياحُ المسرعةْ
شرفُ القصيدةِ يوم َ تفرشُ قلبَها وتكونَ في قلبِ الحرائقِ مزرعةْ

يكشف تأمل المتن اللغوي للأبيات السابقة عن وله الشاعر بعوالم الطبيعة ، وفضاءاتها الكونية التي تستهوي ذات الشاعر التي تجد نفسها أسيرة محدودية الواقع بأبعاده الموضوعية ، ولذلك يحاول أن ينعتق من عالمه المادي المفروض إلى فضاء الكلمة الذي يحب ويُقدّس ، فتستهويه رحلة الشعر التي تنقله من عالمه الضيق إلى الأفق الرحب في هذا الفضاء الكوني المتسع الذي تجد النفس المشبعة بحب الخير و التائقة إلى الانغماس بروحانية الجمال وتجلياته ، إنه رحيل مريد صوفي يريد أن يلج عوالم بكر عذراء عوالم العالم الكوني الذي لم يدنس بعلائق الحياة الدنيوية ، إنه في هذه الرحلة يحيلنا إلى أسفار الشعراء الرومانسيين في مواكب جبران خليل جبران ، ورحلة شفيق المعلوف حيث التجرد من الحياة التي يجد الشاعر نفسه فيها أسير حدود جسده ، وبذلك يكشف عن توقه إلى الرحيل خلف الشعر ليس من أجل الرحيل و الانعتاق وحسب ، وإنما هو ارتحال اكتشافي ووظيفي يحدده الشاعر في الرغبة بالوصول إلى الحقيقة ، وإزالة الأقنعة ، فالشعر ليس ترفاً فكرياً ، وإنما له وظيفته التي يجب أن ينهض بالقيام بها ، والكشف عنها والوصول إلى غاية الرحيل الأخيرة ، وهو غاية الحقيقة التي يجد الشاعر نفسه في الواقع ، وفي حدود المكان الذي فُرِضَ عليه يعيش حيرة المتأمل وقلق المنتظر، ولذلك يتخذ من الشعر مكانه الوجودي الذي يُحقّق له انسجامه الداخلي مع الحياة والذائقة الوجدانية التي يجد في القصيدة حالة من تجاوز للحالة النفسية التي يعيش ، لينعتق من خلال قصيدته إلى رؤيته التي يريد لها أن تكون واقعاً ملموساً ، لا خيالاً شاعريّاً ، لتكون القصيدة عند الشاعر : إيراهيم الهاشم المعادل الجماليّ للحياة المرغوبة ، لا الحياة المفروضة .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...