الفصل الخامس
( جيران غريبو الأطوار )..
ظلَّ يتأمل الطفلة المشاكسة, التي بدا له أنها تتخذ من شقته ملعبًا, و مخبأً من أمها, من خلال ذلك السُّلم المعدني المؤدي إلى شقته..
شردَ هنيهةً, و مازال شاخصًا ببصره صوب الطفلة التي مازالت تحاول إيهامه بأنها تتناول الطعام, و تساءل في نفسه:
ــ إذا كان ذلك السُّلم قد وُضع حيث هو, بغرض فرار تلك الشقية, إلى هنا.. فمن الذي صنعه ؟!
و لماذا قامَ بتركيبه على ذلك النحو, ألا يخشى على صِغاره, من السقوط بمنور البناية, حال استخدامه ؟!
يالها من أسرار لاحصر لها, تكتنف ذلك البيت !
أخرجهُ من شروده؛ صوت امرأة تصيح في غيظ:
ــ إياكِ أن تُفرغي طبقكِ بسلة القمامة ككل يوم, هيا تناولي الطعام !
تساءل مجددًا بلاصوت:
ــ من هذه المرأة التي تصرخ هكذا بعد منتصف الليل ؟!
ثم استطرد في نفسه كذلك:
ــ يالها من جيرة سيئة يا "مصطفى", لابد أن تجد مسكن أخر في أقرب فرصة ..
و إذ به يهم أن يطلب إلى الطفلة أن تذهب, فإذ بها تقول في صوتٍ خافت:
ــ أنا لا أحب حساء الخضروات.. أمي تُرغمني على تناوله ..
ماكاد أن ينطق بكلمة, حتى انقطع التيار الكهربائي, و بدت الشقة كما لو كانت مقبرة, يعمها الصمت المطبق !
فإذ بصوتِ الطفلة الصغيرة, يتسلل إلى مسامعه وسط العتمة:
ــ وداعًا .. سنلتقي مجددًا !
و إذ بطرقةٍ قوية بغرفة النوم, تفزعه, أدركَ أنها نافذة الغرفة قد فُتِحتْ تارةً أخرى, و بينما هو كذلك, إذ به يسمع جرس الباب يدق في رنين متواصل بلاتوقف !
كل ذلك, و هو مازال يقف حيث هو بمحاذاة منضدة الصالة, وسط الظلام الدامس !!!
لم يتسنَ له العثور على شمعة, و لا حتى قداحة, فهو ليس بمدخنٍ, تحسس الكرسي المقايل للكرسي الذي كانت تحتله الصغيرة, و تكوَّم به, بذهنٍ مشتت..
فكيف لجرس الباب أن يرن و بهذه القوة, في حين أن تيار الكهرباء مازال مقطوعًا ؟!
ثم قال في نفسه:
ــ ربما التيار الكهربائي الموصول بالجرس, يأتي من خط الكهرباء العمومي خارج البناية, لذلك مازال يعمل رغم انقطاع الكهرباء عن الشقة نفسها ..
توقَّف رنين الجرس قليلًا.. فقال في نفسه متوجسًا:
ــ لعل الطارق قد ملَّ الوقوف بالباب؛ فذهب !
لحظاتٍ.. و قرر التوجه صوب الشرفة, تحسس الجدران حتى وصلَ إليها, فإذ بالبنايات, و الشارع, كلها مُضاءة..
أدركَ عندها؛ أن الكهرباء قد قُطعتْ عن شقته وحدها !
عادت الأسئلة تجتاح رأسه بلا هوادة؛
ــ لماذا شقتي دون غيرها ؟!
ــ أين ذهبت الطفلة, و متى سأراها ثانيةً, و أقفُ على أمرها ؟!
ــ من الطارق, الذي جاءني بهاته الساعة ؟!
ثم قال:
ــ نعم.. نعم.. هى أمها بِلاشكٍ .. لابُد أن الأم تعرف أن ابنتها تختبيء هنا من حينٍ لأخر..
مازال بالشرفة, يراقب الطريق الخالية من المارة.. فإذ به يرى رجلًا في ملابس قروية, يغادر البناية, ثم يتوقف على مسافةِ أمتارٍ منها, و يرفع رأسه نحوه, و يُحدِّق بالشاب, ثم يركض مسرعًا, حتى يبتلعه الطريق !
ــ لماذا يفر مذعورًا هكذا ؟! لايبدو لصًا, و لايحمل بيديه شيئًا !
تساءل الشاب و هو يشيِّعُ الرجل القروي حال فراره من الشارع..
عاودت المرأة الصياح, و تهديد الطفلة بالعقاب, إذا لم تتناول طعامها:
ــ سأضربكِ, و لن أصطحبكِ لزيارة جدتكِ غدًا.. إذا لم تتناولي الطعام !
تأفف في غيظ, و البرد يلفه:
ــ أهذه أمٌ طبيعية.. تريد إطعام طفلتها بهذا الوقت المتأخر ؟!
تحسس الجدران مرةً أخرى, يريد النوم؛ عسى أن تنتهي حيرته, فإذ بجرس الباب يدق في قوةٍ, و بلا توقف, و كأنما الطارق طفل صغير لايدرك مايفعل !
لدى الباب, أمسك بالمقبض, و قرر أن يرى ذلك الطارق المزعج, رغم الظلام الحالك من حوله, فإذ به رجل قروي, يرتدي جلبابًا صعيدي ثقيل, و يغطي رأسه بعمامة صعيدية متعددة اللفَّات, و يحمل بيده اليمنى "كُلُوب" ــ الكُلُوب هو مصباح ضوئي ذو ضوء يشع من ذُبالة كالنايلون, و هو منتشر لدى باعة الفاكهة المصريين الجنوبيين, حيث يضيئونه بساعات الليل المتأخرة, أثناء حراستهم لمحالهم, و حمولات البطيخ التي تَرِدهُم من قُراهم البعيدة " ..
تحدث بلهجةٍ صعيدية خالصة, و سأله مامعناه:
ــ أيلزمك شيء ؟!
تلعثم الشاب, و قبل أن يسأله "من يكون", إذ قال الرجل, و عيناه الواسعتان تحملقان في وجه الشاب, مايُعرِّفُ به عن نفسه:
ــ أنا ناطور البناية.. و أنا بخدمتك..
تمتم "مصطفى", كالثمل:
ــ لا.. شكرًا.. لا أريد شيئًا..
ثم استدرك يسأل:
ــ بم أدعوكَ ؟!
ابتسم الرجل, وقد أنفرج فمه الواسع عن أسنان بدتْ بُنية من أثر التدخين:
ــ سُليمان يا أستاذ "مصطفى" !
ذُهل الشاب لأن الرجل يعرف اسمه مسبقًا.. و لكنه اطمأن بعض الشيء, عندما تذكَّرَ أن "جابرَ" قد أوصى عليه حارس تلك البناية كما أخبره منذ أيامٍ..
استدار الرجل ذاهبًا, ساحبًا جسده, و ضوء قنديله, دون أن يعقب, فعاجلهُ الشاب:
ــ أريد بعض الشموع.. و.. و .... و..............
ألجمَهُ أن عاد التيار الكهربائي في الحال, و لكن الرجُل لم يكن له أدنى أثر ..
و كأنما تبخرَ كالهواء من أمامه !!!
أغلق الشاب باب الشقة, و فرائصة آخذة في الارتعاد لما تعرَّض له من لفحاتِ الهواء البارد, منذ أن فُتحتْ نافذة غرفة النوم, مرورًا بصالة الشقة, ثم الشُّرفة, ثم وقوفه في محادثة مع حارس البناية !
فإذ به يرى كيس أسود سميك فوق المنضدة بجوار صورة أمه ــ تلك الصورة التي حمِدَ الله كثيرًا على أن الطفلة قد تركتها حيث هى قبل أن تغادر ــ, فكَّ رباط الكيس الصغير, ليجده كيسَ شموع !
غمغم مضطربًا:
ــ من الذي جلب تلك الشموع الآن ؟!
تلفَّتِ حوله.. فلم يجد أحدًا ..
أخذ يعدو بالشقة كالمجنون, فلم يعثر كذلك على أحد !
فعقد العزمَ على أن يُحدث "جابرَ" على الفور, و رغم الساعة المتأخرة.. عن رغبته في سكنٍ أخر !
ارتدى ملابس ثقيلة في عجالة.. و عندما هبط الدَّرج إلى حيث الطابق "الرابع", إذ رأي سيدة تخرج من شقتها, حاملة كيس قمامة, تضعه أمام الشقة.. و إذ بها تفزع فور رؤيته, و تتمتم, و ترسم بإشارتها علامة الصليب فوق صدرها..
فقال معتذرًا:
ــ آسف.. سيدتي؛ أن أفزعكِ ظهوري المفاجيء أمامك, و لكني متعجل بعض الشيء..
لم ترد .. و استدارت دالفة إلى داخل شقتها ..
و لكنها سرعان ماخرجتْ مرة أخرى.. وإذ بها تحملق به بعينين جاحظتين, و تقول:
ــ الرب يحفظنا .. الرب يحفظنا..
ثم تصفق باب شقتها في وجهه دون أن تفسر له سر فزعها منه !
تُرى ماذا حدثَ حتى تفزع هكذا ؟!
قالها في نفسه, و هو يتأمل هندامه النظيف, و يمسد شعره الأسود الناعم في حيرة بالغة, حيث لم يكن في هيئته مايثير الهلع في نفسها إلى ذلك الحد ..
*أسماء الصياد
( جيران غريبو الأطوار )..
ظلَّ يتأمل الطفلة المشاكسة, التي بدا له أنها تتخذ من شقته ملعبًا, و مخبأً من أمها, من خلال ذلك السُّلم المعدني المؤدي إلى شقته..
شردَ هنيهةً, و مازال شاخصًا ببصره صوب الطفلة التي مازالت تحاول إيهامه بأنها تتناول الطعام, و تساءل في نفسه:
ــ إذا كان ذلك السُّلم قد وُضع حيث هو, بغرض فرار تلك الشقية, إلى هنا.. فمن الذي صنعه ؟!
و لماذا قامَ بتركيبه على ذلك النحو, ألا يخشى على صِغاره, من السقوط بمنور البناية, حال استخدامه ؟!
يالها من أسرار لاحصر لها, تكتنف ذلك البيت !
أخرجهُ من شروده؛ صوت امرأة تصيح في غيظ:
ــ إياكِ أن تُفرغي طبقكِ بسلة القمامة ككل يوم, هيا تناولي الطعام !
تساءل مجددًا بلاصوت:
ــ من هذه المرأة التي تصرخ هكذا بعد منتصف الليل ؟!
ثم استطرد في نفسه كذلك:
ــ يالها من جيرة سيئة يا "مصطفى", لابد أن تجد مسكن أخر في أقرب فرصة ..
و إذ به يهم أن يطلب إلى الطفلة أن تذهب, فإذ بها تقول في صوتٍ خافت:
ــ أنا لا أحب حساء الخضروات.. أمي تُرغمني على تناوله ..
ماكاد أن ينطق بكلمة, حتى انقطع التيار الكهربائي, و بدت الشقة كما لو كانت مقبرة, يعمها الصمت المطبق !
فإذ بصوتِ الطفلة الصغيرة, يتسلل إلى مسامعه وسط العتمة:
ــ وداعًا .. سنلتقي مجددًا !
و إذ بطرقةٍ قوية بغرفة النوم, تفزعه, أدركَ أنها نافذة الغرفة قد فُتِحتْ تارةً أخرى, و بينما هو كذلك, إذ به يسمع جرس الباب يدق في رنين متواصل بلاتوقف !
كل ذلك, و هو مازال يقف حيث هو بمحاذاة منضدة الصالة, وسط الظلام الدامس !!!
لم يتسنَ له العثور على شمعة, و لا حتى قداحة, فهو ليس بمدخنٍ, تحسس الكرسي المقايل للكرسي الذي كانت تحتله الصغيرة, و تكوَّم به, بذهنٍ مشتت..
فكيف لجرس الباب أن يرن و بهذه القوة, في حين أن تيار الكهرباء مازال مقطوعًا ؟!
ثم قال في نفسه:
ــ ربما التيار الكهربائي الموصول بالجرس, يأتي من خط الكهرباء العمومي خارج البناية, لذلك مازال يعمل رغم انقطاع الكهرباء عن الشقة نفسها ..
توقَّف رنين الجرس قليلًا.. فقال في نفسه متوجسًا:
ــ لعل الطارق قد ملَّ الوقوف بالباب؛ فذهب !
لحظاتٍ.. و قرر التوجه صوب الشرفة, تحسس الجدران حتى وصلَ إليها, فإذ بالبنايات, و الشارع, كلها مُضاءة..
أدركَ عندها؛ أن الكهرباء قد قُطعتْ عن شقته وحدها !
عادت الأسئلة تجتاح رأسه بلا هوادة؛
ــ لماذا شقتي دون غيرها ؟!
ــ أين ذهبت الطفلة, و متى سأراها ثانيةً, و أقفُ على أمرها ؟!
ــ من الطارق, الذي جاءني بهاته الساعة ؟!
ثم قال:
ــ نعم.. نعم.. هى أمها بِلاشكٍ .. لابُد أن الأم تعرف أن ابنتها تختبيء هنا من حينٍ لأخر..
مازال بالشرفة, يراقب الطريق الخالية من المارة.. فإذ به يرى رجلًا في ملابس قروية, يغادر البناية, ثم يتوقف على مسافةِ أمتارٍ منها, و يرفع رأسه نحوه, و يُحدِّق بالشاب, ثم يركض مسرعًا, حتى يبتلعه الطريق !
ــ لماذا يفر مذعورًا هكذا ؟! لايبدو لصًا, و لايحمل بيديه شيئًا !
تساءل الشاب و هو يشيِّعُ الرجل القروي حال فراره من الشارع..
عاودت المرأة الصياح, و تهديد الطفلة بالعقاب, إذا لم تتناول طعامها:
ــ سأضربكِ, و لن أصطحبكِ لزيارة جدتكِ غدًا.. إذا لم تتناولي الطعام !
تأفف في غيظ, و البرد يلفه:
ــ أهذه أمٌ طبيعية.. تريد إطعام طفلتها بهذا الوقت المتأخر ؟!
تحسس الجدران مرةً أخرى, يريد النوم؛ عسى أن تنتهي حيرته, فإذ بجرس الباب يدق في قوةٍ, و بلا توقف, و كأنما الطارق طفل صغير لايدرك مايفعل !
لدى الباب, أمسك بالمقبض, و قرر أن يرى ذلك الطارق المزعج, رغم الظلام الحالك من حوله, فإذ به رجل قروي, يرتدي جلبابًا صعيدي ثقيل, و يغطي رأسه بعمامة صعيدية متعددة اللفَّات, و يحمل بيده اليمنى "كُلُوب" ــ الكُلُوب هو مصباح ضوئي ذو ضوء يشع من ذُبالة كالنايلون, و هو منتشر لدى باعة الفاكهة المصريين الجنوبيين, حيث يضيئونه بساعات الليل المتأخرة, أثناء حراستهم لمحالهم, و حمولات البطيخ التي تَرِدهُم من قُراهم البعيدة " ..
تحدث بلهجةٍ صعيدية خالصة, و سأله مامعناه:
ــ أيلزمك شيء ؟!
تلعثم الشاب, و قبل أن يسأله "من يكون", إذ قال الرجل, و عيناه الواسعتان تحملقان في وجه الشاب, مايُعرِّفُ به عن نفسه:
ــ أنا ناطور البناية.. و أنا بخدمتك..
تمتم "مصطفى", كالثمل:
ــ لا.. شكرًا.. لا أريد شيئًا..
ثم استدرك يسأل:
ــ بم أدعوكَ ؟!
ابتسم الرجل, وقد أنفرج فمه الواسع عن أسنان بدتْ بُنية من أثر التدخين:
ــ سُليمان يا أستاذ "مصطفى" !
ذُهل الشاب لأن الرجل يعرف اسمه مسبقًا.. و لكنه اطمأن بعض الشيء, عندما تذكَّرَ أن "جابرَ" قد أوصى عليه حارس تلك البناية كما أخبره منذ أيامٍ..
استدار الرجل ذاهبًا, ساحبًا جسده, و ضوء قنديله, دون أن يعقب, فعاجلهُ الشاب:
ــ أريد بعض الشموع.. و.. و .... و..............
ألجمَهُ أن عاد التيار الكهربائي في الحال, و لكن الرجُل لم يكن له أدنى أثر ..
و كأنما تبخرَ كالهواء من أمامه !!!
أغلق الشاب باب الشقة, و فرائصة آخذة في الارتعاد لما تعرَّض له من لفحاتِ الهواء البارد, منذ أن فُتحتْ نافذة غرفة النوم, مرورًا بصالة الشقة, ثم الشُّرفة, ثم وقوفه في محادثة مع حارس البناية !
فإذ به يرى كيس أسود سميك فوق المنضدة بجوار صورة أمه ــ تلك الصورة التي حمِدَ الله كثيرًا على أن الطفلة قد تركتها حيث هى قبل أن تغادر ــ, فكَّ رباط الكيس الصغير, ليجده كيسَ شموع !
غمغم مضطربًا:
ــ من الذي جلب تلك الشموع الآن ؟!
تلفَّتِ حوله.. فلم يجد أحدًا ..
أخذ يعدو بالشقة كالمجنون, فلم يعثر كذلك على أحد !
فعقد العزمَ على أن يُحدث "جابرَ" على الفور, و رغم الساعة المتأخرة.. عن رغبته في سكنٍ أخر !
ارتدى ملابس ثقيلة في عجالة.. و عندما هبط الدَّرج إلى حيث الطابق "الرابع", إذ رأي سيدة تخرج من شقتها, حاملة كيس قمامة, تضعه أمام الشقة.. و إذ بها تفزع فور رؤيته, و تتمتم, و ترسم بإشارتها علامة الصليب فوق صدرها..
فقال معتذرًا:
ــ آسف.. سيدتي؛ أن أفزعكِ ظهوري المفاجيء أمامك, و لكني متعجل بعض الشيء..
لم ترد .. و استدارت دالفة إلى داخل شقتها ..
و لكنها سرعان ماخرجتْ مرة أخرى.. وإذ بها تحملق به بعينين جاحظتين, و تقول:
ــ الرب يحفظنا .. الرب يحفظنا..
ثم تصفق باب شقتها في وجهه دون أن تفسر له سر فزعها منه !
تُرى ماذا حدثَ حتى تفزع هكذا ؟!
قالها في نفسه, و هو يتأمل هندامه النظيف, و يمسد شعره الأسود الناعم في حيرة بالغة, حيث لم يكن في هيئته مايثير الهلع في نفسها إلى ذلك الحد ..
*أسماء الصياد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق