سلامٌ على ما أبصرتُ بِكَ من ثباتٍ ، وبَعد :
أُبلِغُكَ سلامًا من دمعٍ كُتِمَ بي ؛ كَي لا يفيضُ ، فأمطَر!
وأنقُلُ لكَ تحيّةً من ذاكَ المتمرِّدِ الكامنِ بين ضلوعي!
إنّهم يجزِمونَ أنّكَ لم تَكُن جمادًا بالفطرةِ ؛ بل أنّكَ كائِنٌ ما أسرفَ بالكِتمانِ حتّى تلاشَت قُدرَتَهُ على البوحِ ، ويرونَ بِكَ شخصًا توغّلَ اليأسُ بهِ حتّى النُّخاعِ ؛ لذا ما باتَ يُغريه شيئًا فاستحالَ إلى ما هوَ عليهِ!
أظُنُّهم صدقوا...حتمًا حلَّ بِكَ إفلاسَ آمالٍ...!
ثُمَّ إنّهم يعزونَ قسوتَكَ هذهِ إلى رُكامِ ضجرِ العيشِ ، وإلى مئةٍ
ألفِ دمعةٍ احتبسها قلبُكَ...وينسبونَ القُبحَ فيكَ لتلكَ الأحزانِ السوداويّةِ التي غَزَلَت خُيوطَ ألمٍ استكانت بظِلالِ جفونِكَ ؛ فغدت شُقوقًا تنعي جمالَكَ وتُشيّعُ جُثمانَهُ!
آهٌ عليكَ!
حُرِمتَ من تنهيدةِ ضيقٍ تُنَفِّسُ شيئًا من صُراخٍ صامتٍ تكدّسَ في جوفِكَ...
أتعلَم ؟
بتُّ أعي أنّهُ كان مُقدّرًا لكَ المكوثُ بأكثرِ القلوبِ جفافًا ؛ فماتَ فؤادُكَ ارتِواءًا بالقسوةِ وفرطِ اللامُبالاةِ!
لقد أخبروني يومًا أنَّكَ كُنتَ تُعاني إسرافَ إدراكِ الأشياءِ والشعورَ بِها ؛ حتّى فقدتَ نشوةَ الدّهشاتِ ولذَّتها وغدا خوضُكَ للحياةِ عبثًا...فوقفتَ ذاتَ يومٍ على ناصيةِ الُحلمِ تنتَظِرُ هبوبَ رياحَ الأملِ ؛ فأتت عاصفةُ يأسٍ أطاحت بِكَ فهويتَ أرضًا متوغِّلًا بِوحلِ البؤسِ من أعلى رأسِكَ حتّى أخمصِ قدميكَ!
يا لقدرِكَ المُهشَّم!
لقد كانَ عِنادُكَ بغيرِ محلِّهِ حين استخفَّ أحدُهم بثباتِكَ ؛ فآثرَ غرورُكَ ثباتًا مُخلّدًا...!
لقد غرِقت روحُكَ بالتّعاسةِ مُذ واجهت قذارةَ غدرِهم!
ذاتَ نهارٍ حدّثوني بكَ قائلين :
مسكينٌ هو هذا...لقد استأصلوا نقاءهُ ببراعةٍ ، وتجاهلوا تفاصيلَ برائتهِ وأقدموا على جريمتِهم لامُبالين!
لقد بتروا كُلَّ يدٍ سبقَ وأن لوَّحت لهُ ، ومزّقوا كُلَّ كَفٍّ حانيةٍ كفكفت عبراتهُ ذات يوم!
لقد يتّموهُ من كُلِّ ما سِوى الهمِّ والغمِّ!
ربّاهُ كم تجرّعَ هذا من البؤسِ آبارًا لا أكوابًا...
لقد نالَ منهُ الجميعُ ولم يَنَلْ شيئًا ؛ بل ابتُليَ بانحناءِ حظٍّ لا يُستقامُ ، وكانت سنينهُ بأكملِها عُجافٌ لا ارتِواءَ بعدَها..!
وددتُ لو اقرأُ اسمَ اللّٰهِ عليكَ فتهدأ...وددتُ لو همستُ إليكَ لا تنطَفِئ ولا تجزَع!
وَ وددتُ لو أُعيدُ لكَ هشاشةَ الطينِ ، ولكنَّ ملامِحُ حُزنِكَ الجّبّارةِ حققت نَصرها ونالت من كُلِّ لينٍ فيكَ!
والآن فلننظُر للأمرِ بشيءٍ من الحكمةٍ :
أجِدُ أن صلابتَكَ هذهِ نصرًا أنت وحدُكَ جديرٌ بهِ ، ولم ولن يلِق يومًا بالمُهمّشين قلبًا ، الصُلباءِ قالِبًا!
اصغِ لي الآن ودَعني أُلقّنُكَ عزاءَ فقدِكَ لذاتِكَ :
" وداعًا لذاتي المأساويّةٍ ، ومرحبًا بذاتٍ رقدت بقلبٍ ضالٍ فاهتدى ، وأهلًا بكمِّ لامُبالاةِ وكثيرَ برودِ سُكِبَ في حُنجرتي فتصخّرت وتصلّبت "
اقرأ هذا على قلبِكَ وتناسى ما سلَف ، فلتَكُن تجربَةَ عيشٍ عقيمةً هَوَت بِكَ نحوَ واقِعٍ أفضل...!
أُبلِغُكَ سلامًا من دمعٍ كُتِمَ بي ؛ كَي لا يفيضُ ، فأمطَر!
وأنقُلُ لكَ تحيّةً من ذاكَ المتمرِّدِ الكامنِ بين ضلوعي!
إنّهم يجزِمونَ أنّكَ لم تَكُن جمادًا بالفطرةِ ؛ بل أنّكَ كائِنٌ ما أسرفَ بالكِتمانِ حتّى تلاشَت قُدرَتَهُ على البوحِ ، ويرونَ بِكَ شخصًا توغّلَ اليأسُ بهِ حتّى النُّخاعِ ؛ لذا ما باتَ يُغريه شيئًا فاستحالَ إلى ما هوَ عليهِ!
أظُنُّهم صدقوا...حتمًا حلَّ بِكَ إفلاسَ آمالٍ...!
ثُمَّ إنّهم يعزونَ قسوتَكَ هذهِ إلى رُكامِ ضجرِ العيشِ ، وإلى مئةٍ
ألفِ دمعةٍ احتبسها قلبُكَ...وينسبونَ القُبحَ فيكَ لتلكَ الأحزانِ السوداويّةِ التي غَزَلَت خُيوطَ ألمٍ استكانت بظِلالِ جفونِكَ ؛ فغدت شُقوقًا تنعي جمالَكَ وتُشيّعُ جُثمانَهُ!
آهٌ عليكَ!
حُرِمتَ من تنهيدةِ ضيقٍ تُنَفِّسُ شيئًا من صُراخٍ صامتٍ تكدّسَ في جوفِكَ...
أتعلَم ؟
بتُّ أعي أنّهُ كان مُقدّرًا لكَ المكوثُ بأكثرِ القلوبِ جفافًا ؛ فماتَ فؤادُكَ ارتِواءًا بالقسوةِ وفرطِ اللامُبالاةِ!
لقد أخبروني يومًا أنَّكَ كُنتَ تُعاني إسرافَ إدراكِ الأشياءِ والشعورَ بِها ؛ حتّى فقدتَ نشوةَ الدّهشاتِ ولذَّتها وغدا خوضُكَ للحياةِ عبثًا...فوقفتَ ذاتَ يومٍ على ناصيةِ الُحلمِ تنتَظِرُ هبوبَ رياحَ الأملِ ؛ فأتت عاصفةُ يأسٍ أطاحت بِكَ فهويتَ أرضًا متوغِّلًا بِوحلِ البؤسِ من أعلى رأسِكَ حتّى أخمصِ قدميكَ!
يا لقدرِكَ المُهشَّم!
لقد كانَ عِنادُكَ بغيرِ محلِّهِ حين استخفَّ أحدُهم بثباتِكَ ؛ فآثرَ غرورُكَ ثباتًا مُخلّدًا...!
لقد غرِقت روحُكَ بالتّعاسةِ مُذ واجهت قذارةَ غدرِهم!
ذاتَ نهارٍ حدّثوني بكَ قائلين :
مسكينٌ هو هذا...لقد استأصلوا نقاءهُ ببراعةٍ ، وتجاهلوا تفاصيلَ برائتهِ وأقدموا على جريمتِهم لامُبالين!
لقد بتروا كُلَّ يدٍ سبقَ وأن لوَّحت لهُ ، ومزّقوا كُلَّ كَفٍّ حانيةٍ كفكفت عبراتهُ ذات يوم!
لقد يتّموهُ من كُلِّ ما سِوى الهمِّ والغمِّ!
ربّاهُ كم تجرّعَ هذا من البؤسِ آبارًا لا أكوابًا...
لقد نالَ منهُ الجميعُ ولم يَنَلْ شيئًا ؛ بل ابتُليَ بانحناءِ حظٍّ لا يُستقامُ ، وكانت سنينهُ بأكملِها عُجافٌ لا ارتِواءَ بعدَها..!
وددتُ لو اقرأُ اسمَ اللّٰهِ عليكَ فتهدأ...وددتُ لو همستُ إليكَ لا تنطَفِئ ولا تجزَع!
وَ وددتُ لو أُعيدُ لكَ هشاشةَ الطينِ ، ولكنَّ ملامِحُ حُزنِكَ الجّبّارةِ حققت نَصرها ونالت من كُلِّ لينٍ فيكَ!
والآن فلننظُر للأمرِ بشيءٍ من الحكمةٍ :
أجِدُ أن صلابتَكَ هذهِ نصرًا أنت وحدُكَ جديرٌ بهِ ، ولم ولن يلِق يومًا بالمُهمّشين قلبًا ، الصُلباءِ قالِبًا!
اصغِ لي الآن ودَعني أُلقّنُكَ عزاءَ فقدِكَ لذاتِكَ :
" وداعًا لذاتي المأساويّةٍ ، ومرحبًا بذاتٍ رقدت بقلبٍ ضالٍ فاهتدى ، وأهلًا بكمِّ لامُبالاةِ وكثيرَ برودِ سُكِبَ في حُنجرتي فتصخّرت وتصلّبت "
اقرأ هذا على قلبِكَ وتناسى ما سلَف ، فلتَكُن تجربَةَ عيشٍ عقيمةً هَوَت بِكَ نحوَ واقِعٍ أفضل...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق