
السماء! " الأم التي يتسع حضنها للجميع دون استثناء "
كم تحمل بين ثناياها من الأسرار و الوعود!
وكم من أمنية تلاشت في حضنها الواسع وتألقت فخورة بأنها تحققت!
وكم من أمنية ما زالت رهينة للإنتظار!
وماذا عن النجوم! تلك المخلوقات التي تقيم لنفسها عزاءا حين تموت !
سقطت أثناء استغراقي في تأمل السماء قطرة مطر على وجنتي؛ فجال سؤال في عقلي على الفور: هل يا ترى تحزن السماء؟ أيعقل أن تكون قطرات المطر هي دموعها! و إن كانت بالفعل تحزن وتبكي، فلم ذلك و هي العظيمة !
ربما أكون قد وجدت إجابة لتساؤلاتي بما يتعلق بصديقتي...إنها تبكي لأنها لا تجد من يرفع أبصاره نحوها، فهي تتألق كل ليلة بثوب أسود ساحر مزين بماسات براقة تلقي ببعضها نحو الأسفل قاصدة المزيد من الإنتباه، لكن قليلا ما يلبى ندائها؛ فتحزن لأنها بعد كل هذا العناء لا تجد من يغازلها ويثني عليها لجمال ثوبها..قليلون فقط هم من يستجيبون لها، أما الباقي فهم مشغولون بالأسفل و معضلاته، ولا يدرون أنهم اذا رفعوا أعينهم وأيديهم إليها لجعلتهم أكثر راحة و أكثر سعادة، لكنهم يجهلون. فتطمس حزنها السرمدي لوهلة ، ثم تلقي بجامه على الأرض...
صديقتي تبكي لأنها وحيدة، رغم إحتوائها للجميع.
وبعدما أطلت التأمل فيها، أرسلت لها أمنية مصحوبة بنبض وقلت: هاك فردا جديدا لتضميه لعائلتك ...أراك بعد غروب جديد. تصبحين على خير وأصبح أنا على امنيتي.
ملاك محمد ابراهيم زبيدات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق