رسالة إلى شاعر || خالد حميدة

ما أقسى الفواتح وما أعظم البدايات هذا ما علّمتني أياه اللغة والتراكيب وها أنا ذا أوجه مدادي إليك يا من تلهو بالتعابير وتسلو بالمفردات، عظيمها وصغيرها الأمر سيان يكفيك نورا أن تطلق ليراعك العنان فتعجز الأقلام وتستنطق الأفنان لتكتب زهر القول وقول الزهر وتجود بعبير الكلام وكلام العبير وتهمس ببوح الأريج وأريج البوح وترسم أزهارا، أطيارا، أشجارا، أكوانا، بكلمات تتألق في حضرتها الكلمات وتلون النهارات بالحب
والليلات بالبشائر وهاتيك ليلاتٌ تسلو وغادات ترهف السمع وهيفاوات تتوهج نورا حينما يمرّ عليهن فؤادك طيف غزل ويطول أجل.
لا تسلني عن تراكيبي ومفرداتي فهي قطرٌ من يمّك وغوث من خيالك ومداد من فضاءك، صديقي ره هناك عجائزنا أعمدة النور والحكمة! انظر في نواحينا لتجد حلاوة أغانينا طيب معانينا ومودة تلاقينا صفاء مآقينا واكتب آيات وأنشِد وأنشُد تعابيرا خلف الغمام محلها لتسطر عن قوم حلّ بهم الموت فأحلّوا به الحياة وروعتها وزخرفها وبهجتها وابتهاجها والختام ألق والفراق غرق والسلام السلام على من نكأ جرحا ودسّ ترياقا ورتق.

خالد حميدة