اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب الأدب والأيديولوجيا : شعر مفلح ال

وتر _ قصة قصيرة | بقلم: الكاتبة الفلسطينية سعاد شواهنة ـ جنين

عقدت استطالة شعرها هذا النهار بعبثية مفرطة وارتدت بنطالا مريحا إذ تفكر بقضاء كثير من الوقت باللعب مع الأطفال، ترمي لهم الكرة، وربما ينجح واحد منهم فيلتقطها، ويردها إليها ربما يمررها إلى صديقه في الصف، وتمر الكرة بسلسة كبيرة، وعلها تفلت في كثير من الوقت، فتركض خلفها محاولة إمساكها، على أنها ستترك المجال مشرعا
لطفل سيحاول تقليدها، وسيركض كما تركض فيمسك عنها الكرة وتضحك لصبي تختفي أكثر ملامحه خلف استدارة كرة.
قلبت الساعات سريعة ممتعة، تطوف بين الأطفال، تستمتع بصخبهم، بضجيجهم وشغبهم ولا تجد بين شفتيها رغبة في رسم أي كلمات حادة جافة توقف روحهم عن الشغب، فالروح لا تستيقظ في العمر مرتين، وكم تذكر في عيونهم أياما كانت فيها تلك الطفلة بشعرها البني المنفوش، والوجه الممتلئ الذي يفتر احمرارا، تركض في شوارع حارتها الضيقة، وتلعب الغميضة مع أولاد الحي، وقد كان يكفيها أن تعد للعشرة حتى تبدأ البحث عنهم في الأرجاء والزوايا الضيقة، المتوارية، لم تكن تلك إلا لعبة تسلي بها الوقت، ولا تدري كيف ظل سلام يلعب الغميضة كل هذا الوقت، ويختفي عنها تماما حد الغياب وتبحث عنه فلا تجده، يختفي حد الغياب، دون أن يترك لها تلك المساحة الضيقة، والإشارة الصغيرة فتبحث عنه، وتعرف أنه سيأتي من خلفها، يضع كفه فوق كتفها ويقول: ( لم تجديني اليوم أيضا).
كان الأطفال يقضون استراحتهم بين المراجيح والرمال، يلعبون بعفوية دون ضابط إيقاع يعدل لهم لحن اللعب والصراخ، بينما كانت تقضي مع زميلاتها بعض الوقت، وتقلب معهم بعض الأحاديث والحكايات، إذ سمعت زميلة لها تكرر ما سمعته لتوها في إذاعة إخبارية عن أنباء التحضير لاستقبال عدد من الجثامين من دولة الاحتلال مساء الغد، سألتها بلهفة عما سمعت، وكيف لها أن تجد معلومات أكثر حول الأسماء.
في طريق عودتها إلى المنزل كانت تقرأ على روحها دفء ذاكرة جمعتهما معا، وصخب شوق لا زالت تحمله له، أعدت الوقت لاستقباله في الغد، اختارت فستانا أزرق معتق، ستسير في موكبه وهي ترتديه ولن تهتم بتلك العيون التي تهتم بتلك العيون التي ستستغرب هذا اللون البارد، الذي يكشف عن امتداد ساقيها، في موكب جنائزي حار، فهي تعلم كم يحب سلام استدارة خصرها النحيل في هذا الفستان، وامتداد ساقيها الممتلئين، على أنه يحبها إذ ترتدي حذاء رياضيا مريحا ليركضا معا، وتتمكن من أن تتبع خطوه.
في الصباح أعدت نفسها للخروج، سيكون لديها متسعا من الوقت قبل أن تبدأ مراسم التشييع ظهرا، ذهبت إلى مصفف شعر جديد، ترتاد المكان للمرة الأولى، بعد أن تعذر عليها أمس الحصول على موعد مناسب في الصالون الذي تذهب إليه عادة، دخلت المكان، كان هادئا جدا، يخلو من الزبائن والعابرين سواها، في زاوية بعيدة يقف مصفف الشعر يطالع وجهه في المرآة، يهتم برتابة مظهره، يلتفت إليها وهي تتأمله باستغراب:( اليوم ليست لدي حجوزات قبل الظهر.) نظرت في عينيه مرتبكة:( لكن علي أن أكون جميلة في عينيه، كما في ذاكرته، سيسير هناك كثيرون في موكب جنائزي، وعليه أن يراني، أن يلمحني وهو ساكن في نعشه، على قلبه أن يستيقظ ويخفق لي)، قالت الكثير من الكلمات الأخرى، وهي تجمع نفسها وتغادر المكان، لكنه أوقفها: (تعالي سأسرح لك شعرك، وأزين لك وجهك، أنا أيضا انتظر سلام، ستأتي اليوم مع عدد من الجثامين.) جلست وهو يصفف شعرها ويتابع:( كنت أحب سلام، لها جمال مختلف يختفي تحت قطع الثياب الكثيرة التي تريديها، والشال الكثيف الذي يغطي شعرها، لا أعرف كيف تسللت من بين ذراعي، لا أعرف متر اختفت بعيدا، متى صار لها أذن أخرى تلقي بالا لحديث ليس همسي لها، وليس دفء كلامي، اختفت سلام بعيدا في دنيا الموت).
مضغت الوجع بين شفتيها وقالت:( سلام يحب أن يرى شعري منسدلا في حدود عنقي، أن انتظر سلام، كان يحب أن يلعب الشطرنج، ويحلم أن يصبح طيارا، ويقول: يوما ما سنعيد افتتاح المطار الذي دمر ثانية، سلام لم ينتظر موعد طائرة الإقلاع إلى دنيا الموت، غافلني ورحل بعيدا وكان جسده طائرة الغياب.)
نظر إليها، (تبدين جميلة الآن، متأكد أن للموتى عيون ستستيقظ لتتأملك.) ابتسم وتابع:( لا أعرف كيف ينادينا الموت ونحن في غمرة الحياة، كانت سلام تتسلل وترسم لنفسها مكانا بين ذراعي، وكنت اسرح شعرها، واشم عطر عنقها، وأزينها دائما، في ذلك اليوم زينتها أيضا، قالت لي أن صديقات لها سيزرنها اليوم، ولهذا أوصتني أن اهتم بزينتها أكثر لتكون أبهاهن)، تنفس وجعا خانقا في روحه وتابع:( هي المرة الأولى التي تكذب فيها سلام، فقد كانت تواعد الموت على إحدى الطرقات المتاخمة للمستوطنات، لم تواعده كثيرا، كان لقاء واحدا وحسب، عانقها واختفت بعيدا).
تأملت أحاديثه، واسترجعت صدى صوت حكايتها، بينما كان يتأمل خطوت كفيه، وفنها في وجهها وعيونها، شفاهها، شعرها قوة ثرثرة صمتهما، والتحام وجعهما، وربما احتياج كل منهما لذراع يستند إليها، ولا يفعل شيئا على أنه يروي وجعه ولا يئن، هكذا بادرها بكفه، فأسندت إليه ذراعها، وسارا معا، وهي تقول:( لنا الوجهة ذاتها هذا النهار)، تمتم مبتسما:( وربما يسمح لنا الموت فنتشارك طريق الحياة معا)

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...