اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

رغـبات آسـنة _قصة قصيرة | عادل المعموري

عيناه الشاحبتان ترمقانها وهي ممددة فوق السرير , تعلو وتنخفض أنفاسها بإيقاع رتيب .. خيط أنين يخرج من حنجرتها المنهكة ،لا يقطعه إلاّ نوبة سعال جافة بين حين وآخر ،..صدى أحزانه يرتطم بجدران تئن من عتمة الظل..وجع الذكرى يحز ناصية الأمل لديه..منذ لأي وهي تعاني من أمراض شتى ..يفترس وجهه الحزن والوحشة . بعد زواج ابنته وسفرها إلى أوربا أورثه وجع العزلة ..بقي وحيدا ،يحاول عبثا البقاء.. يوغل في سراب المتاهة لعله يحضى بقبس من نار.. سنوات طويلة وهي ترقد هكذا بلا أمل
..يستعين بخادمة من مكتب التشغيل ليلملم بقاياه ويستريح قليلا ..ها قد عاودتها نوبة السعال كالعادة ..تنظر إليه تشحذُ منه المساعدة .. يهمُ بالنهوض نحوها متثاقلاً ، تسبقه الخادمة الصغيرة , تحمل كأس الماء , تسندها واضعة كفها خلف كتفيها الهزيلتين ، تسقيها قليلاً من الماء وتعيد الكأس إلى مكانه فوق الكومدينو القريب .
تعدَل فوضى الشرشف فوق الجسد الذاوي . .. يقطَّب ما بين حاجبيه ويستذكر جسدها الذي كان في قمة عنفوانه قبل أن يداهمه المرض..كم كانت جميلة ،بضة ،ممتلئة , انسلخت عينيه من الماضي البعيد لتقارن الآن بين الجسد الواهن الراقد منتظراً الرحيل وبين هذا الجسد الطري الذي يتوهج أمامه ..انحناء الفتاة .أشعل في داخله شعور غريب لم يألفه من قبل .. خفق قلبه الغافي ليرمى برماد الخيبة في سلة النسيان , يركز نظره على الردفين الممتلئين وهما يتماوجان كأمواج البحر في فورة غليانه .. يبلل شفتيه ويخفض بصره .. يتمتم لنفسه بكلمات مبهمة ..يستغفر ربه لتلك الجرأة التي تزعزع إيمانه وصبره ..الجنس لديه باتفي خبر كان .. مجرد التفكير فيه يجلب مزيداً من الألم واللوعة ..يكفيه ما وصل إليه من ورع و تقوى بعد هذا الانقطاع الطويل وانغماسه بالصلاة والتسبيح ..يغمض عينيه محاولا تدارك تلك الوساوس ودفعها عنه ..الرغبة تعلن انبجاسها من قاع بئر الحرمان .. الرغبة تومض ببريق كاد أن يكون خابيا فيما مضى..القلب بدا يختلج وتتقافز ضرباته ..يزدرد ريقه ويمسح بكفه المعروقة وجهه المتغضن ، جاءه صوت الفتاة ...لا يدري لمَ يشعر أن نبرات صوتها في تلك اللحظة بالذات تحمل دعوة سرية، أو هكذا يخيل إليه :
- هل تحتاجني سيدي ...حان موعد انصرافي إلى بيتنا ؟
حملق فيها ناقلاً نظراته من رأسها إلى أخمص قدميها , تقف نظراته الجائعة على صدرها الناهد النافر .. لماذا لم ينتبه من قبل الى هذا الصدر الذي يبان بياضه من فتحة الجيب الواسعة .
. يتمتم بهمس متحاشياً أن تسمعه الجثة الراقدة على قارعة أيامه ،حتى ظنَّ أن الصوت الذي يخرج من أعماقه ليس صوته مطلقاً :
- أرجوكِ .......ابقِ معها الليلة ؟.
- لا أستطيع ياسيدي ... أهلي سيفتقدونني.
- قولي لهم سأبقى مع سيدتي لسوء حالتها الصحية .. وسأعوَّضك عما تريدين ..أرجوكِ ؟...سكتت الفتاة ..أخرجت جوَّالاً صغيراً من جيبها و سارت إزاء غرفة المطبخ .. سمعها تتكلم مع عائلتها وبالأحرى مع أمها..يسمعها تردد كلمة أمي مرتين .. ينهض من كرسيه ويلحق بها ..تقوده خطوات يشوبها الارتباك والتوجس ..يحدّق بها تتكلم عبر الموبايل ثمة بريق يلتمع في عينيها الواسعتين .. عيناها تثقبان صورة الفتاة التي تستحم على ساحل البحرالمعلقة على الجدار المقابل لشباك المطبخ ..المطبخ يتصل بالصالة مباشرة , أنهت المكالمة .. أ مسك بيدها ..تراجعت فزعة ورمقته بنظرة استنكار , عاجلها وهو يتصنع الامتنان :
_أشكرك.. لقد أتعبناكِ ..أنتِ تستحقين كل خير .. تبتسم نصف ابتسامة لترتسم غمازتيها تحت الوجنات .. يؤججان مرجل النار في روحه الضامئة ..تردَّد كثيرا قبل أن يتكلم ..احتار في اختيار كلمات تناسب الموقف ..بعد قليل مدَّ كفه المعروقة واضعا إياها على كتفها وهو يردَّد :
_أشكرك ..أشكرك ..وجودك معنا يشعرنا بالسعادة ...أنتِ فتاة طيبة ..تسحب كتفها من ثقل يده المرتجفة وهي تقول له بود مصطنع :
_سأنام قليلا ....إن احتجتني في شيء.. أنا في غرفة المعيشة .عن إذنك ؟
.
ما أن وضعت رأسهاعلى المخدة حتى راحت تغط في نوم عميق ..كان يوماً شاقا تمر به مثل كل يوم ..حيث تقوم باعمال المنزل وتطبيب المريضة العجوز وتلبية احتياجاتها واحتياجات الرجل العجوز ..الساعة الصغيرة المعلقة على الجدار كانت تشير إلى الثالثة فجرا ..انتبهت فجأة إلى أنها كانت نائمة من غير ملاءة ..من أين لها هذا الشرشف الأحمر الذي يغطي جسدها ..شرشف أحمر تتوسطه باقات زهور ملونة وحواشيه موشاة بلون أصفر فاقع ؟ حاولت أن تتذكر أين رأت هذا الشرشف من قبل .. من الذي غطى جسمها به ؟ ليس في البيت من يفعل ذلك سوى سيدها ..هذا الرجل العجوز الذي تركته نائما يغط في نوم عميق في غرفته ..كانت متيقنة أنها أغلقتُ الباب وأحكمتُ القفل فيه للاحتياط ..(كيف دخل الرجل العجوز والمفتاح معي ؟) بررت ذلك ربما يوجد مفتاح آخر عنده، وليس بمستغرب كل ذلك .فهي لا تمكث عندهم بعد تجهيز وجبة العشاء ..عادت لتتمدد بفراشها الوثير..فكَّرت بأمر الرجل العجوز ونظراته الملتهبة .. لم تلبث أن عاودها النعاس فاسترخت فوق فراشها مستسلمة للنوم من جديد ..دخل عليها حافيا يمشي على أطراف أصابعه ..وقف أمامها وبدا يتطلع نحوها ..الشرشف لم يتبق إلاّ الجزء الصغير منه فوق ساقيهاالمكشوفين والباقي يفترش البلاط ..نظر ملياً إلى جسدها الممتلئ ..بقي هكذا يمشط بعينه كل جزء منها بكل هدوء ..تحركت قليلاً فارتجَّ صدرها ..تراجع خطوة واحدة إلى الوراء ..لمَّا استكانت ..عاودَ الاقتراب بحذر..يجاهد كثيرا لئلا تخونه عزيمته وتتخاذل مفاصله ..دنا منها وانحنى مقوَّساً جذعه النحيل مادا بوزه قريبا من صدرها ..دسَّ أنفه بين نهديها ..تناهى إلى سمعه سعال المرأة المريضة ..بدا سعالاً خفيفاً ثم أصبح شديدا ..جفلتْ الفتاةعلى إثر ذلك ..وجدته واقفاً قريبا منها كالشبح ..نهضتْ مفزوعة ،اطبقَ عليها .وبأصابعه المعروقة، مزَّق الستار ..حطَّم كل الدفاعات الواهية التي تتمرس خلفها ..دفعتهُ حمَّى الرغبة في أن يجثم فوقها ..وبخفَّة أفعى مُدَرَّبة استطاعت ن تسحب جسمها من سطوته ..هربت تجري نحو غرفة سيدتها..قبل أن يعبر عتبة الباب ..تكوّم متعثرا على أرضية الغرفة ..وقفت الفتاة مفزوعة وهي تعدَّل من ثوبها لتغطي صدرها العاري ..المرأة المريضة رمقت الفتاة بنظرة متوجسة فيها الكثير من العتب ،ثم تحولت نظراتها نحو كومة العظام الهرمة ..رمقته بعينين غاضبتين يموران بثورة مكبوتة ..تحاشى هو نظراتها ونهض بتثاقل يستجمع شتاته ..لم يعد بالإمكان إيجاد مبرر لِما حدث .. بيدَ أن الفتاة انسحبت مهرولةً وهي تنشج ..ُسمعَ بعد ذلك اصطفاق الباب الرئيس خلفها !
.انكشفً أمامها كل شيء ..لم تكن تملك سوى ان تمتمت بصعوبة قائلة له :
_نفس ٌ دنيئة لعجوز وقح لا يستحي ...تفووووو.. بصقت وهي تولي وجهها للجدار ..ثم انتحبت باكية .
بقلم / عادل المعموري.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...