1
صمت
..
تتنفسُ دمشق عبقَ أرواحنا
تحزن حين نبكي
ويُنعشها ملامح الصفاء
بين البيوت صوت بكاء يطول
طفل يقتله الوجع ولا دواء
أمكنة مُحاصرة
تباً لضيق الوقت
لعبث أشقياء يحتالون
يقولون أباه استشهد
منذ أيّام رحلتْ روحه
إلى السماء
يرى الأرض علبة كبريت
أبنه أكبر مِن قرص الشمس
أروع مِن بهجة القمر
يلوحُ بيده للتراب الجميل
والزمن الضرير يتعثر
جلجلة وضياع
أغصان متعبة تتأوه
تناجي
ريح تنقل الخبر
عروق تتنهنه
إيقاع غريب يجول
تتثاقل خطوات
أهازيج تخفض الصوت
خشيّة
يستميت صبح
عبير لا يفتأ يسري
وأثير يتنشق لوعة
الصمت البهيم
2
عهد
..
أتشوّقُ أنيقَ الروح
نظيرة طفلة تنتظر العيد وحذاء يلمع تحتَ سرير
يتسللُ الأمسُ كالعادة ورعشة تنفضُ غبارَ شرايين
يبدو المشهد اليتيم بسرعة خاطفة
وتحملني قصيدة
نهبط الأرض معاً ويرتوي شغف المساء العليل
تتثنى سطور تعرف أنها تُشفي
ويتراقصُ ثراء فوقَ أرض بيضاء
غصون فجر يبتسم مِن تحت ستائر تراوغ
صرتُ أعرف لماذا يغفو النور وكيفَ يستفيق
طرقات قلب تحولني معزوفة صاخبة وتخرجُ عن مسارها
نفسٌ كانتْ تودّ أنْ تحافظَ على عهد قطعته في لحظة بهيمة
3
بريق
..
غيابي تراه يُحرّك أوتار الحنين
أمْ تضيعُ ملامحي أكثر وراء الضوء
أحاولُ ترتيب ذاتي تلكَ التي تبعثرت في لحظة خائبة
في الأرجاء في الصدى في مُهج العتمة بقايا وثنايا تذوبُ بصمت يُوجع
تتكالبُ ظروف وانكسارات وتجاعيد حكايات وثمّة بريق يأبى النزوح مِن صدر مرايا
تقتربُ أطياف وتبتعدُ مسافة وتتنقلُ ظلال عابثة
كلّ شيء يقول أنّ فرحاُ مرّ مِن هنا على جنح مستحيل
روح تغدو ورديّة يفوحُ مِن طيّاتها أريج شهي
رائع كلّ مساء يأتي برسالة بيضاء بلون الفل الدمشقي ولحن العراتليّة وندى سماء وعطر سافر البوح والكثير مِن الدمع المتواري ببراعة زهرات بريّة
4
قيثارة الروح
..
يَا أنت
يَا قيثارة الروح
يَا عطر العراتليّة والزنبق
يَا أغنية الفجر وصلاة العيد
يا نزف العطر وزقزقة المطر
آما آن الأوان كي تبتسم
ويصحو نهار يُضاحك
الأسراب والشمس
ونسمات تحملن لحن الفرح
إلى كلّ أمّ شهيد
إلى السهول المُنتظرة
إلى كلّ زهرة بريّة
تعالَ معاً
نُقطّبُ الجراح
نلملمُ الأسى
مِن كلّ المطارح
ما أحلاك مِن نشيد
يستولي على الشرايين
برفعة عنفوان
وشموخ
وطني يا قيثارة الروح
يا عطر العراتليّة الدمشقيّة
5
بصمة
..
نكتبُ كي يبقى لنا شيء يُذكر على سطوح هذه الأرض بعدَ الرحيل
مِن غير إرادة أتيت وسأغادر وقت يشاء الله وبيميني قد أتركُ
بعضَ أثر يدلّ على مروري المُجبر
كلّ ليلة تمرّ تستحمّ بعرق سهري الطويل وتراني نجمات ويتعامى فضاء يزدحم
تتعلق ذهني بمشاهد تعمل على نغمات ذاك الإيقاع الذي يُرتبني حسب هواه
تعرش دوالي عنب نبكي وشجيرات ياسمين دمشقي بينهما تذهب الروح
وتعود وقد تعطرت تلال ورديّة وسهول سوريّة
لا ينهض صبح إلاّ ومعه قطعة مِنّي ولمْ تزل تنكرني أنوار تقصد الابتعاد
وأتوزع في البلاد وشهقات تلاحقني وجلجلة تصير تضحكني وتارة أتقوقع
أسأل ما يُضير بعض بشر أن تسمو الآهات السمراء
وترفرف بينَ أسراب بيضاء في أعالي السماء
أفرشُ بساطَ أمل وأسري على بصيص ضعيف أراه مِن زاويتي المُعتمة الضيّقة
تهمسُ حولي بلبلة وأصيرُ مُترعة بحماس يحملني كي أعلو وأعلو وأهطل
كمَا أشاء فوقَ الأراضي العطشى لعشق الحياة
أتدفّق وأتدفّق لا يمنعني سكون ولا تعتيم أشقياء وروح تسحبني حيث العالم المسكون
بأجنحة عريضة وابتسامات يتربع فيه قاسيون بشموخه ويعبر بردى جميل التفاصيل
وكلّ زهرة عراتليّة ترقص وكلّ نسمة راضيّة تحملُ عطرَ الريحان والنعناع الأخضر
لا صوت للقذائف المُرعبة ولا رائحة للبارود ولا أمّ تبكي أولادها
مُتمنيّة فقط لو أنّها ضمّت الأجزاء الصغيرة قبلَ أنْ تتبعثر وتزهق
فسيفساء تنتظم بلا خوف فلا فروق إلاّ بنمنمات تتموسق ببساطة الرضا
كي تزيد الروعة وتصنع الجمال فلا أحد بعدها يسأل ويحرّك العواصف
فقط لإثارة الغبار
فلابد للضوء الواثق أنْ يعبر مهمَا تكدّس الغلّ ومهمَا وقفتْ عوائق
6
تردد
..
النسمات المُترعة بعبق الياسمين الشامي
تفاصيل الحارات القديمة الضيّقة
هدهدة أغنيات المساء
وحكايات بين ضلوعها كثير مِن الشجن
وتمطر في آب
أجل
كيف أرتّب الفصول والذكريات
الوقت يحتسي الحزن بأكواب
ليضيع صوت الحياة بين سبات ورعاف
بعضي يتوسّل ودمعات تسري وحيرة تتمركز الفؤاد
تضطرب أماني وتعربد كلمات وتستصرخ
تتلعثم مسافة وتنحني قامات مُضرّجة بخجل
وسلاسل تضيق والفجر لمْ يزل يتردد
صمت
..
تتنفسُ دمشق عبقَ أرواحنا
تحزن حين نبكي
ويُنعشها ملامح الصفاء
بين البيوت صوت بكاء يطول
طفل يقتله الوجع ولا دواء
أمكنة مُحاصرة
تباً لضيق الوقت
لعبث أشقياء يحتالون
يقولون أباه استشهد
منذ أيّام رحلتْ روحه
إلى السماء
يرى الأرض علبة كبريت
أبنه أكبر مِن قرص الشمس
أروع مِن بهجة القمر
يلوحُ بيده للتراب الجميل
والزمن الضرير يتعثر
جلجلة وضياع
أغصان متعبة تتأوه
تناجي
ريح تنقل الخبر
عروق تتنهنه
إيقاع غريب يجول
تتثاقل خطوات
أهازيج تخفض الصوت
خشيّة
يستميت صبح
عبير لا يفتأ يسري
وأثير يتنشق لوعة
الصمت البهيم
2
عهد
..
أتشوّقُ أنيقَ الروح
نظيرة طفلة تنتظر العيد وحذاء يلمع تحتَ سرير
يتسللُ الأمسُ كالعادة ورعشة تنفضُ غبارَ شرايين
يبدو المشهد اليتيم بسرعة خاطفة
وتحملني قصيدة
نهبط الأرض معاً ويرتوي شغف المساء العليل
تتثنى سطور تعرف أنها تُشفي
ويتراقصُ ثراء فوقَ أرض بيضاء
غصون فجر يبتسم مِن تحت ستائر تراوغ
صرتُ أعرف لماذا يغفو النور وكيفَ يستفيق
طرقات قلب تحولني معزوفة صاخبة وتخرجُ عن مسارها
نفسٌ كانتْ تودّ أنْ تحافظَ على عهد قطعته في لحظة بهيمة
3
بريق
..
غيابي تراه يُحرّك أوتار الحنين
أمْ تضيعُ ملامحي أكثر وراء الضوء
أحاولُ ترتيب ذاتي تلكَ التي تبعثرت في لحظة خائبة
في الأرجاء في الصدى في مُهج العتمة بقايا وثنايا تذوبُ بصمت يُوجع
تتكالبُ ظروف وانكسارات وتجاعيد حكايات وثمّة بريق يأبى النزوح مِن صدر مرايا
تقتربُ أطياف وتبتعدُ مسافة وتتنقلُ ظلال عابثة
كلّ شيء يقول أنّ فرحاُ مرّ مِن هنا على جنح مستحيل
روح تغدو ورديّة يفوحُ مِن طيّاتها أريج شهي
رائع كلّ مساء يأتي برسالة بيضاء بلون الفل الدمشقي ولحن العراتليّة وندى سماء وعطر سافر البوح والكثير مِن الدمع المتواري ببراعة زهرات بريّة
4
قيثارة الروح
..
يَا أنت
يَا قيثارة الروح
يَا عطر العراتليّة والزنبق
يَا أغنية الفجر وصلاة العيد
يا نزف العطر وزقزقة المطر
آما آن الأوان كي تبتسم
ويصحو نهار يُضاحك
الأسراب والشمس
ونسمات تحملن لحن الفرح
إلى كلّ أمّ شهيد
إلى السهول المُنتظرة
إلى كلّ زهرة بريّة
تعالَ معاً
نُقطّبُ الجراح
نلملمُ الأسى
مِن كلّ المطارح
ما أحلاك مِن نشيد
يستولي على الشرايين
برفعة عنفوان
وشموخ
وطني يا قيثارة الروح
يا عطر العراتليّة الدمشقيّة
5
بصمة
..
نكتبُ كي يبقى لنا شيء يُذكر على سطوح هذه الأرض بعدَ الرحيل
مِن غير إرادة أتيت وسأغادر وقت يشاء الله وبيميني قد أتركُ
بعضَ أثر يدلّ على مروري المُجبر
كلّ ليلة تمرّ تستحمّ بعرق سهري الطويل وتراني نجمات ويتعامى فضاء يزدحم
تتعلق ذهني بمشاهد تعمل على نغمات ذاك الإيقاع الذي يُرتبني حسب هواه
تعرش دوالي عنب نبكي وشجيرات ياسمين دمشقي بينهما تذهب الروح
وتعود وقد تعطرت تلال ورديّة وسهول سوريّة
لا ينهض صبح إلاّ ومعه قطعة مِنّي ولمْ تزل تنكرني أنوار تقصد الابتعاد
وأتوزع في البلاد وشهقات تلاحقني وجلجلة تصير تضحكني وتارة أتقوقع
أسأل ما يُضير بعض بشر أن تسمو الآهات السمراء
وترفرف بينَ أسراب بيضاء في أعالي السماء
أفرشُ بساطَ أمل وأسري على بصيص ضعيف أراه مِن زاويتي المُعتمة الضيّقة
تهمسُ حولي بلبلة وأصيرُ مُترعة بحماس يحملني كي أعلو وأعلو وأهطل
كمَا أشاء فوقَ الأراضي العطشى لعشق الحياة
أتدفّق وأتدفّق لا يمنعني سكون ولا تعتيم أشقياء وروح تسحبني حيث العالم المسكون
بأجنحة عريضة وابتسامات يتربع فيه قاسيون بشموخه ويعبر بردى جميل التفاصيل
وكلّ زهرة عراتليّة ترقص وكلّ نسمة راضيّة تحملُ عطرَ الريحان والنعناع الأخضر
لا صوت للقذائف المُرعبة ولا رائحة للبارود ولا أمّ تبكي أولادها
مُتمنيّة فقط لو أنّها ضمّت الأجزاء الصغيرة قبلَ أنْ تتبعثر وتزهق
فسيفساء تنتظم بلا خوف فلا فروق إلاّ بنمنمات تتموسق ببساطة الرضا
كي تزيد الروعة وتصنع الجمال فلا أحد بعدها يسأل ويحرّك العواصف
فقط لإثارة الغبار
فلابد للضوء الواثق أنْ يعبر مهمَا تكدّس الغلّ ومهمَا وقفتْ عوائق
6
تردد
..
النسمات المُترعة بعبق الياسمين الشامي
تفاصيل الحارات القديمة الضيّقة
هدهدة أغنيات المساء
وحكايات بين ضلوعها كثير مِن الشجن
وتمطر في آب
أجل
كيف أرتّب الفصول والذكريات
الوقت يحتسي الحزن بأكواب
ليضيع صوت الحياة بين سبات ورعاف
بعضي يتوسّل ودمعات تسري وحيرة تتمركز الفؤاد
تضطرب أماني وتعربد كلمات وتستصرخ
تتلعثم مسافة وتنحني قامات مُضرّجة بخجل
وسلاسل تضيق والفجر لمْ يزل يتردد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق