اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

فراغٌ ــ قصةٌ قصيرةٌ | أحمد عبد السلام - مصر

عرَّفَنِي لِبعضِ أصحابِهِ مِن الطلبةِ، وشدَّ على يدِ أحدِهم بِحرارةٍ، ثم همسَ في أُذنِي:
_سامي هذا، مِن خِيرة شبابِنا؛ سافرَ إلى الخارجِ ستَّ مراتٍ؛ ولم يزْنِ إلا مرةً واحدةً!
صعقتْنِي كلماتُهُ، وغمغمْتُ مُستنكِرًا:
_وهل الأصلُ، أنْ يزنِيَ كلَّمَا سافرَ؟
في أوائلِ التسعيناتِ مِن القرنِ الماضِي، سافرْتُ لِدولةٍ بتروليةٍ، لِأعملَ مدرسًا خاصًا. كان مُحدثِي طالبًا جامعيًا في السنةِ النهائيةِ، وإمامًا لِأحدِ المساجدِ، وواحدً
من طلبةِ العلمِ الشرعِّي المُجتهِدينَ، فأذهلَني رأيُهُ، ولم أقتْنع بِتبريرِهِ فَعلةَ صاحبِهِ؛ بِأنَّهُ حينَ زلّتْ قدمُهُ، وفرطَ منه ما فرطَ، كان شابًا غِرًّا، عزبًا، غريبًا، غنيًّا، فارِغَا، ثمَّ إنَّهُ تابَ، وأنابَ.
بعدَ عامٍ من هذا الحديثِ، أتانِي مَهمُومًا مَغمومًا، على غير عادتِهِ. حاولْتُ التسريةَ عنْهُ، وحملَهُ على الفضفضةِ بِمكنونِ صدرِهِ، وبعدَ لأيٍّ، افترَّ ثغرُهُ عن ابتسامةٍ مُرَّةٍ، وزفرَ زفرةً حرَّى، وشرعَ يحدثُنِي بِصوتٍ تخنقُهُ العبراتُ، وكلماتُهُ تقطرُ أسىً:
_أنتَ تعرفُ سلمانَ أخِي طالبَ الهندسةِ، الذي يصغرُنِي بِعامينِ؟
أومأْتُ مُوافِقًا، ثم سرحْتُ في القصةِ الحزينةِ لِأخيهِ، الذي يختلفُ عنهُ تمامًا: فهو شابٌّ رياضِيٌّ وسيمٌ، أنيقٌ، شديدُ الاهتمامِ بِمظهرِهِ؛ وسيارتِهِ؛ ودراستِهِ، غيرَ أنَّهُ مُستهتِرٌ، يهوَى مُعاكسةَ البناتِ بِالهاتفِ، ويحترفُ مطاردتَهنَّ في الأسواق، ومواعدتَهنَّ في (المُولاتِ) التجاريةِ المزدحمةِ، ممَّا يجرُّ عليْهِ الكثيرَ من المتاعبِ، وقد نشِبَتْ بينَهُ وبينَ بعضِ الشبابِ والأهالِي مشاجراتٌ عديدةٌ، باءَ على أثرِ إحدَاها؛ بِطعنةِ مديةٍ نافذةٍ نجلاءَ، قطعَتْ وترَ الفخِذِ اليُمنَى، فأصبحَ لا يتحكمُ في كفِّ قدمِهِ. وكان ارتخاءُ قدمِهِ هذا، يسببُ له حرجًا بالغًا، وألمًا نفسيًّا هائِلًا، عندما يُضطرُّ لِسحبِها عندَ المشْيِّ، أو عندَما يحجِلُ على قدمِهِ الأخرَى، خاصةً إذا تصادفَ وجودُ نساءٍ في المكانِ.
استأنفَ مُحدِّثي:
_ذهبْتُ معَهُ إلى طبيبٍ متخصصٍ شهيرٍ، أتَى زائِرًا لِلعاصمةِ أيامًا معدوداتٍ، وبعدَ الفحصِ وعملِ الأشعةِ والتحاليلِ المطلوبةِ، أعطانَا بطاقةَ عملِهِ، وضربَ لنا موعِدًا لمقابلتِهِ، لِلعلاجِ بِالخارجِ، واتفقْنا على الأتعابِ، فسافرْنا في الموعدِ، وعُدْنا بِالأمسِ.
_الحمدُ للهِ على سلامتِكم، وما هي النتيجةُ؟ هل اكتئابُك هذا لِفشلِ العمليةِ؟
_لا؛ أبدًا، لقدْ نجحَتِ العمليةُ بحمدِ اللهِ، وتمَّ وصلُ الوترِ المقطوعِ، لكنَّهُ لن يستطيعَ المشيَ عليْها؛ قبلَ ستةِ أشهرٍ، معَ استمرارِ العلاجِ الطبيعيِّ.
_فعلامُ الحزنُ إذنْ؟
_قصدتُ صديقًا لِي في البلدِ الأجنبيِّ، فاصطحبَنا إلى عيادةِ الطبيبِ، ولم يستغرقِ الفحصُ السريريُّ أكثرَ مِن دقائقَ، قررَ بعدَها الطبيبُ إجراءَ العمليةِ، وحددَّ أتعابَهُ بِزيادةٍ عمَّا اتفقْنا عليْهِ سابقًا، فقبِلْنا مُرغَمينَ، قدَّمْنا إليهِ شيكاتٍ سياحيةً؛ فرفضَها، وطلبَ أتعابَهُ نقدًا. استأجرْنا شقةً سكنيةً بناءً على نصيحةِ صديقِنا، لِأنَّها أرخصُ من الفنادقِ، ولِاحتياجِنا إليْها فترةَ النقاهةِ. أجريْتُ عِدةَ اتصالاتٍ بِبلدِي، لِتحويلِ المبلغِ المتبقِي، وذهبتُ لِلبنكِ صباحًا لِصرفِ النقودِ، وعدتُ لِأجدَ حيةً رقطاءَ تشارِكُ أخي فِراشَهُ.
_مَاذا؟
_نعمْ.. تخيلْ! المريضُ الذي ينتظرُ إجراءَ الجراحةِ بعدَ ساعاتٍ؛ بدلًا مِن أنْ يمضيَها في التَّضرعِ والابتهالِ، كان يُغضِبُ اللهَ؛ ويهِمُّ بِارتكابِ الفاحشةِ؛ لولَا أنْ تداركتُهُ في الوقتِ المناسبِ.
_كيفَ؟
_صحْتُ بِهما فلم تتحركْ، واستمسكَ هو بِها، ولِأول مرةٍ في حياتِهِ أراهُ، يتصدَّى لِي، ويعصِي لي أمرًا!
_لِهذِه الدرجةِ؟
_ نعم كأنّهُ مسحورٌ! فطفقْتُ أخوفُهُ عِقابَ اللهِ، وأناشدُهُ الرحِمَ، حتَّى هدأَ واستكانَ.
_وهِيَ ماذا فعلَتْ؟
_لِدهشتِي الشديدةِ، ظلَّتْ جالسةً بِجوارِهِ في هدوءٍ، واضعةً ساقَها العاريةَ على الأُخرَى، وبِكلِّ برودٍ، شرعَتْ في إشعالِ لفافةِ تبغٍ، كأنَّها تشاهدُ فيلمًا سينيمائيًّا!
اشتدَّ حنقِي، فجررتُها من يدِها، وطردتُها خارِجًا، وألقيْتُ إليها ثيابَها، وأوصدتُ البابَ خلفَها، ثمَّ رحتُ أعنفُهُ بِشدةٍ، وهو واجمٌ، حتَّى أشفقْتُ عليْهِ مِن الانهيارِ، فضممْتُهُ إلى صدرِي، وبكيْنا سوِيًّا.
قلتُ بِلا تفكيرٍ:
_ألم يكنْ أخُوكَ حينئِذٍ، شابًّا غِرَّا، عزبًا، غريبًا، غنيًا، فارِغَا؟
حدجَنِي بِنظرةٍ ناريةٍ، ولم ينبسْ بِبنتِ شفةٍ، ثمَّ انصرفَ ساخطًا، وقاطعَني أيامًا!

أحمد عبد السلام - مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...