اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الصفعة | د.عبير خالد يحيي

" صدق أبي الله يرحمه لما قال عن أبيه عن جده عن عنعنات كتيرة ( بتموز بتغلي المي بالكوز )"
تمتمت وهي تستدير لتجتاز ثانية تلك الموجة العريضة، التي دخلتها برشاقة سمكة صغيرة ، وخرجت منها بتثاقل حوت ، مولية ظهرها للكوّة التي اعتلتها لوحة كرتونية مصفرّة مهلهلة كُتب عليها عبارة ( المعاشات ) لا تدري لماذا كلّما رأتها تتساءل بينها وبين نفسها " مين أقنع اللي كتبها أنه خطُّه حلو ؟ "

ترفع يدها حاملة ورقات نقدية معدودة، - وكأنها تخشى عليها من البلل أو الغرق - راتبها التقاعدي الذي قدّرته لجنة المعاشات ، والذي يكفل لمن يحوزه العيش بكرامة لأيام قليلة من الشهر، وقد أقرّته الدساتير والقوانين الخاصة بمديريات الشؤون الاجتماعية والعمل ، معتمدة على نظريات علم الإحصاء الذي يعمل على تنظيم اقتصاد وميزانية الدولة والمواطنين، سن الستين هو السيف الذي يشطر راتب من بلغه من الموظفين إلى شطرين، أحدهما أُلغي بكل ما كان عليه من متغيرات- هي لا تعرف مسمياتها الإدارية تماماً -رغم أنها عاشت معها أكثر من نصف عمرها، لم يشغلها الأمر كما كان يشغل زميلاتها، كان يكفيها أن تدرك أنها بين علاوة و غرامة وتأمينات...
خلَّصت نفسها من موجة الأجساد البشرية تلك، وقد زخمت أنفها رائحة عرق السنوات الهرمة التي نضحت بها تلك الأجساد، لتجد مساماتها ينابيع لعرق لم تفلح ثيابها -رغم أنها على طبقات - باحتجازها، بل تفشّت على شكل بقع عشوائية بشعة أفسدت أناقتها ...
غادرت المبنى، لتعتبر نفسها سعيدة الحظ بلُقيا سيارة تاكسي واقفة عند البوابة، فتحت بابها وانزلقت إلى داخلها، قائلة بصوت مقتضب :
-" كفر سوسة إذا بتريد ".
يدير السّائق رأسه إليها، قسمات شاب في نهاية الثلاثينات، الواضح أنه نزق ، ألقى إليها نظرة فاحصة، ثم أعاد وجهه إلى الأمام ليقول بلهجة قاطعة :
-" ٥٠٠ ليرة ".
تشهق شهقة لا تكاد تتمها ...ليعترضها مساوماً :
-" آخذك من طريق ما فيه حواجز ".
تحسبها بمحاكاة عقلية بسيطة ، هو جشع ومستغل هذا لا يختلف عليه اثنان، وهل بقي في هذا البلد مكاناً لمنطق أو تراحم؟ يجب أن تكون في البيت حوالي الساعة الرابعة عصراً، حتى تكون بمأمن نسبياً ، فالمدينة ليست آمنة من قبل الغروب بفترة، والساعة الآن الثانية والنصف ظهراً، ومع وجود الحواجز لن تصل البيت قبل الخامسة، إن غادرت هذه التاكسي قد يستغرقها الحصول على أخرى وقتاً، لذا الحكمة تقتضي أن تقبل بعرض قليل اللباقة هذا، نطقت باستسلام :
-" امشي أخي ، اتفقنا".
وحوقلت في سرها واحتسبت ...
انطلقت السّيارة ، وأطلقت هي العنان لخواطرها، خلا بيتها إلا من زوجها الطيب الذي بات قطعة أثاث متحركة بين أرجاء البيت ، لا يغادره إلا لَمَماً، لجلب الحاجيات الضرورية، هاجر كل أولادهم المتزوجين منهم والعازبين، تسيّد الصّمت المنزل ، لا يسقطه عن عرشه إلا صخب فرح عابر بسماع صوت الغيّاب عبر ( النت) عندما تمنّ عليهم الكهرباء بالحضور ...
تنتبه أن السّائق يمر بها بطرقات لا تعرفها، عندما تتساءل يجيبها أنه طريق خالٍ من الحواجز، يعرفه هو ...
لكنها تنظر ، وتدرك أنها في طريق تعرفه الآن ، تعرفه حق المعرفة ...! طريق الغوطة ...!
يغادر الدم كل أرجاء جسمها ليتجمّع في حنجرتها، تفجّره سيلاً على لسانها الذي يتحرّك بكلمات تشبه كرسياً مدولباً يدفعه مشلول يبغي الخروج من سجن شفاه فُتِحَت قسراً لدقائق معدودة :
-" الله يخليك لا تأذيني ! خود المصاري واتركني ... أنا بعمر أمّك
الله يستر على حريماتك ".
وبصوت حاول أن يجعله هادئاً، ولكنه لم يخلُ من النذالة يجيبها :
-" اسكتي ... ما رح ضرّكِ ، بس اسكتي "
توقّف أمام باب دار منعزل، التفت إليها، أشار لها بالنزول، لم تستطع أن تحرك أي من مفاصلها، نزل واستدار، وفتح باب السّيارة ، سحبها، لتسقط على عتبة باب الدار ، فتحه وأدخلها حملاً، وألقاها في فناء الدار الذي عاث فيه الخراب، ينفتح عليه أبواب حجيرات، شرع في فتحها باباً باباً ، لينكشف وراء كل باب فوضى عارمة ...! وكأن حرباً طويلة حامية الوطيس قد جالت وصالت حتى انتهى الأمر إلى هذا الحال المريع ...! و أخيراً فتح باب غرفة -حزرت أنها مطبخ - دَلَّها عليه مواعين قذرة تعالت فوق بعضها حتى بلغت عنان السّقف، عاد إليها، رفعها عن الأرض، وقفت تتمتم بالشهادة، نفض التراب عن ثيابها، وعدّل غطاء رأسها، أشار إشارة دائرية مسح فيها كل أرجاء الدار، وبصوت هادئ لا نخطئ تمييز النذالة فيه قال :
-" ما بدي منك شي، لا مصاري ولا شي، وما بدي آذيكي ، وعيب أنا عندي حريمات وبعرف أديش العرض غالي، ومعاذ الله أعتدي عليكي ، بس بدي منك تنضفي البيت... وأنا بعيوني برجعك لبيتك لما تخلصي تنضيف وتوضيب ....!"

د.عبير خالد يحيي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...