حوار :ــ غالية النجار
السؤال الأول من هو الشاعر أحمد عموري بإيجاز للأخوة القراءشاعر فلسطيني من مواليد دمشق 1965 .. المولد الأصلي قضاء مدينة صفد.. قرية القيطية
- يحمل دبلوم في الطبوغرافيا والأجهزة المساحية .. (دخل كلية الآداب في جامعة دمشق ولم يكمل) ..- عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين...- عضو جمعية الشعر والقصة.. أسس رابطة المثقفين في مخيّم جرمانا والّتي تُعْنى بحقّ العودة وثقافة المجتمع المحلي.. كتب مجموعة من الأغاني للفرق الفلسطينية الملتزمة
- شارك في الأمسيات والمهرجانات الشعرية في سورية و كتب مقالات في النقد الأدبي في
الصحف .. أصدر ديوان بعنوان ( طوبى للموعودة بالعواصف والجنون) عام 2003
و ديوان للشباب بعنوان ( أوراق للغناء) عام 2006 ..وديوان مشترك بمناسبة دمشق عاصمة الثقافة العربية ـــ فاز بعدد من الجوائز في سوريا والجزائر..ــــ تم التكريم في ملتقى شعراء دمشق وأصدقاء ثقافة اللاذقية وملتقى يا مال الشام وملتقى الروابي.......
السؤال الثاني الشاعر أحمد عموري ماذا يعني لك الشعر وفي أي سياق تضع دور الشاعر والشعراء لخدمة قضايا الإنسان عامة والعربي خاصة
الشعر هو الرئة التي تحمل الهواء النقي الضمير والقصيدة كطفلتي الوحيدة الحنونة حنين ..الشعر حياتي . ورغم انحسار دور الشعر إلى حدّ ما يبقى له تأثير مع شاعر يكون تركيزه الأساسي على ما يعاني المجتمع الإنساني من أمراض ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ..وقضايا التحرر والعدالة بالعيش الكريم . هما أساسان لدور الشعر والشاعر.
السؤال الثالث هل الاستاذ احمد راض عما قدمه للتراث الأدبي حتى الآن وما هو طموحه وأنه مايزال قادرا على كتابه المزيد
بالطبع لا .. هناك كل يوم حدث في قضيتنا الفلسطينية وللأسف كلها سيئة الذكر وكلها تحرك الحجر فكيف لا تحرك الشاعر والشاعر الملتزم على وجه الخصوص بقضية شعبه وهو الضمير الناصع والذي يبرز ويلهب المشاعر في الجماهير من أجل الصمود...نعم هناك مزيدا من العطاء على المستوى الأدبي إذا كان بالعمر بقية .
السؤال الرابع إذا كنا نتحدث عن الأدب بشكل عام من هم الشعراء الذين يقرأ لهم دوما الاستاذ احمد
بما أنني متابع للحركة الشعرية يعرض علي الشباب تجاربهم التي جمعوها في دواوين فأقرأ ومنها الملفت للانتباه وتحمل بذور الموهبة وعندها القدرة على التطور والنضوج ومنهم الشاعر نائل عرنوس والشاعر محمد معتوق والشاعرة ريما عفلق والشاعرة لينا المفلح. أما على صعيد الشعراء الرواد فأقرأ للشاعر صالح هواري أستاذي الحاضر الدائم من خلال قصائده والتي تحمل الغنائية و لصديقي الشاعر محمود حامد صديق الشاعر أحمد رامي والذي أبدع للسيدة أم كلثوم أروع الكلمات والقصائد وهما من نفس المدرسة الإبداعية . وبدر شاكر السياب والذي أراني في كتاباته الشعرية وآلامه وكذلك أمل دنقل وجراحاته و أدونيس كاسر حدود المعنى وحارث حدود اللغة والمتنبي شاغل الناس وابن الرومي الهجّاء الماهر وقصائده التي رسم فيها الملامح الحقيقية للأدب الساخر من الولاة في العصر العباسي.
السؤال الخامس هل التنوع في المدارس الشعريه مفيد ام ضار للمشروع الأدبي. من وجهه نظرك
لأي مشروع أدبي أساس وهو الإطلاع والخوض في دراسة التجارب والمدارس المتنوعة حتى يكون له الملكّة والقدرة على استنباط الخصوصية الذاتية وذلك لا يعني الانجرار نحو متاهة بل في وعي وفطنة لإنجاح التجربة الذاتية لمشروع المبدع.
السؤال السادس ونحن في حضره الأدب . هل الاستاذ احمد راض عن مستوى الدارسين والنقاد في عالمنا العربي
النقد عملية مكملة للحالة الإبداعية وضرورة لا يمكن تناسيها أو ركنها جانباً من أجل التمييز بين الجيد والغير ذلك .أم الرضا أو عدمه عن النقد فهو حديث ذو شجون سيدتي غالية فالنقد إجمالا متخلف عن الإبداع وكثيراً ما يعتمد على المجاملات وحتى الوصول إلى التشهير للأسف وأظن في هذه الحالة المدعي بأنه ناقد يحاكم صاحب العمل الإبداعي وليس العمل الإبداعي. ورغم ذلك هناك نقاد يشار لهم بالبنان على الساحة الأدبية العربية بالموضوعية والوعي الدكتور غسان غنيم والدكتور نزار بريك الهنيدي والناقد محمد رستم والناقد أحمد هلال.
السؤال السابع
إذا كان تعريف الشعر انه كلام موزون مقهى دال على معنى في اي سياق نضع تعريف الشاعر . وكيف نعرف مصداقيه الشاعر من عدمه
الشاعر إنسان أولاً وأخيراً سيدتي..آرائه قابلة للخطأ والصواب ولكن الثوابت تكن واضحة من خلال قصائده وتعامله في وسطه ووطنه أي لا يمكن الفصل بين ما تحمله قصائده ونفسه .والالتزام وعدم التلون حسب المكان والزمان أو حسب المصلحة وكثير من الشعراء وقعوا في مطبات التلون للأسف.
السؤال الثامن من المعروف أن انتشار المدرسه الحداثيه أصبح أمرا واقعا ما هو رأي الاستاذ احمد بالشعر الحديث
حسب تجربتي الشخصية ما يهمني من الشعر ليس الشكل أو المدرسة بل المضمون والهدف والرؤيا الذي يحمله هذا الشعر للإنسان وللوطن من قيم وسمو فقد كتبت جميع الأشكال حتى الهايكو وهذا النمط دخيل على الأدب العربي وأنا مع الحداثة في الأسلوبية والتجديد في طريقة طرح الأفكار المراد التعبير عنها والشكل شيء ثانوي
السؤال التاسع من المعروف أن هناك بعض المحطات في حياه كل إنسان مؤلمة أو سعيده هل ممكن أخبارنا عن تلكم للحظات بإيجاز
الحياة بين مدّ وجزر . المحطات المؤلمة خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت إلى شتات جديد بعيداً بعيداً عن فلسطين وكما كنت أحدث أنذاك أصدقائي هي بداية مشروع التسويات الغير عدالة لشعبنا الفلسطيني وقد صدقت نبوءتي وأذكر في أمسية في أواخر عام 1982 قراتُ قصيدة بعنوان بيروت ..بيروت \ يا أم الأراضي الثكلى \ يا أم الأنقاض ..تطوي وجهك شعاب النار المفتوحة ..يا عاشقة ليل الحرية الأبدي..أمسيت مرسى لعاشق الحياة..ومرسى لقلبي.والمحطة الثانية القاسية وفاة صديقي الشاعر والفنان التشكيلي زياد أبو خولة رحمه الله .والتي كان لها تأثير كبير لوجود تنافس شريف بيننا فنحن من المخيم نفسه كانت تجمعنا المحبة.واللقاءات الشعرية.وقد رثيته بأكثر من قصيدة.ومأساتي الشخصية نهب مكتبتي في الأحداث التي تجري في سوريا الحبيبة والتي كانت تضم حوالي ثلاثة عشر ألف عنوان.
أما المحطات السعيدة هو طباعة ديواني الأول طوبى للموعودة بالعواصف والجنون بعد مخاض طويل جدا . وكذلك تكريمي من قبل ملتقى شعراء دمشق إلى جانب الشاعر الكبير خالد أبو خالد والروائي الكبير د.حسن حميد و أستاذي الشاعر الكبير صالح هواري.
السؤال العاشر ماذا تعني للشاعر الكلمات التالية الوطن . الحب . الشعر . المرأه.
الوطن هو الدين والأمان ..والحب السكينة والقدر ... والشعر الحياة في ضجيجها ..والمرأة الشجرة الوارفة العطاء والدائمة الخضرة
السؤال الحادي عشر ونحن في حضره شاعر متميز إلى أي مدى يلعب الإعلام دورا في انتشار هذا الشاعر أو ذاك
بصراحة مطلقة الإعلام يأخذ منحى سلبي فكثير من المواهب بعد الإشارة عليها إعلاميا أصابها الغرور وبأنها وصلت إلى المثالية وإلى قمة المجد الشعري وهنا المعضلة الحقيقية والقاتلة .وكذلك وجود مبدأ حكّ لي حتى أحكّ لك وهذا يؤدي فعلياً إلى ركوب بعض المدعين الشعر موجة الشهرة الكاذبة .وهذا لا يعني أنني ضدّ الإعلام ولكن أن يختار الشاعر الحقيقي من يستحق التي عنه من قبل الإعلام. شخصيا رفضا أكثر من مرة الظهور تلفزيونا من خلال الاعتذار وبودّ. وكما ذكرت سابقاً الإعلام قد يكون مقبرة للشاعر المبدع .أنا لست مع الظهور إعلاميا بشكل دائم.فمن الضروري جعل المتلقي يبحث عن القصيدة وصاحب القصيدة.
السؤال الثاني عشر بما انك ابن مخيم ماذا يعني لك المخيم اولا وماذا يعني لك الجمهور والى اي نوع من الجمهور يميل الشاعر
المخيم يعني الجرح النازف للوطن والألم المتواصل والمنفى و الغربة القسرية عن فلسطين . أمام الجمهور فهو أحد ثالوث الإبداع الشاعر والمتلقي والديوان وما يحوي .كلهم في تكامل وأي خلل يؤدي إلى متاهة وضياع في العناصر الأخرى. أما الجمهور فأغلب الأمسيات لي تكون إلى كافة الفئات في المجتمع والحمد لله.وليس هناك تفضيل بينهم.
السؤال الثالث عشر نعلم أنك تصارع الظروف لكنك دائما مسكون بالوطن وهذا ملفت في إشعارك هل يشعر الشاعر بالرضى عما قدمه لشعبه واللمشروع الثقافي الفلسطيني ام لا
الوسط الثقافي العربي وخاصة الفلسطيني متقلب للأسف.. صديقك اليوم في لحظة يصبح ضدك لا لشيء سوى المصلحة ولا أخفي عنك سيدة غالية ..كثير من القصائد سببت لي قطيعة من كثير من الأشخاص وحتى من الفصائل الفلسطينية بسبب خلافي عند نهجهم المتعلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية. أما الرضى عن المشروع الثقافي الفلسطيني فهو مسألة نسبية ..وما دامت المعركة مستمرة مع العدو الأبدي الكيان الصهيوني .فمشروعنا الثقافي لم يكتمل حتى تعود حقوقنا المغتصبة وهي فلسطين بكامل أبعادها التاريخية. وهناك تقصير منا جميعا شعراء ومؤسسات في المشروع الثقافي.
السؤال الرابع عشر عندما نقرأ لك نشعر اننا أمام شاعر خبر اللغه. إلا يعتقد الشاعر أن استخدام تلك المفردات يتعب القاريء وخاصه ان هناك وجهة نظر تقول ان استخدام المفردات البسيطه أفضل للوصول لقلب وعقل القاريء
ربما هناك مما وردَ في فحوى سؤالك صحيح ولكن ضرورة التوازن بين مهمة الشاعر من تجديد اللغة وهي من وظائفه الأساسية وبين رفع من سوية المتلقي من خلال حثه على البحث عن المعنى والقصدية من المفردة المطروحة من الشاعر وفي ذلك إحياء للغة ورقيها في زمان أصبح الخلط بين العربية واللغات الغربية أثناء التحدث. و المقومات الخالدة كما ذكر ربُّ العزة عن خلود لغتنا \ إنا أنزلنه قرآنا عربيا\. ربما حفظي لأجزاء من القرآن والشعر الجاهلي جعل قاموسي أغنى وترد المفردات التي يراها البعض صعبة في قصائدي ودون قصدية مني.
السؤال الخامس عشر والأخير بما ان قصه الإنسان نصا أدبيا غير مشخص لغويا هل يمكن أن نقرأ في المستقبل قصيده ملحميه للشاعر احمد عموري
السيدة غالية.. قضيتنا الفلسطينية هي ملحمية الأحداث ومن المفترض مواكبتها أدبيا رواية و شعر . وبما أنه لدي حوالي ثمانية عشرة مجموعة شعرية وكلها تدور في فلك أحداث فلسطين المحتلة . لو تم جمعها حسب تواريخ الأحداث لكانت نواة حقيقية لقصيدة ملحمية وهذه أمنية أتمنى تحقيقها مستقبلاً.وطبعتها
لك سيدة غالية وللأصدقاء في إدارة مجلة بساتين القلوب وللقراء الكرام التقدير والمحبة ...وأتمنى ألا أكون ضيفاً ثقيلا عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق