اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

صـَــــــــــدَى السّــــــــــــــــــــــــنين ـ قصّــةٌ قصيرةٌ || مجيد الزبيدي

جَلَسَ ابنُ العاشرةِ على رصيف الشارع يبكي بحرقةٍ وألم ،وهو يدعكُ عينيه ِويمسحُ ما تسرّبَ من أنفهِ .حائراً لايدري ما يفعله ، كيف سيعود الى البيت ؟ من أين يأتي بأجرة الباص؟ وإن استطاع العودةَ ، كيف له النجاة من عقابها المنتظر؟ ستسلخ جلدَه من دون رحمة اوشفقة ، فقد اذاقتْ طفولتَه الذلَّ والحرمانَ وجادتْ عليه فقط بالضّرب والشّتائم لأتفهِ سبب؟.

صباح هذا اليوم وَضَعتْ بين يديه دجاجةً كبيرةً وأرسلته كما في كل مرّةٍ ليبيعها لها في سوقِ الدّجاجِ ، ناولته عشرةَ فلوسٍ أجرة الذهاب إلى السّوق فقط ، أما أجرة العودة فسيتمكن من الحصول عليها عند بيع الدّجاجة .لم تنسَ أن تكرر عليه ثمنَ بيعها ،والويل له وأن باعها بأقلِّ من ذلك ،حتى لوبقيَ ينتظر من يشتريها منه الى العصر. شعر بأنياب الجوع تمزق معدتَه ، تلفّتَ في كلِّ الإتجاهات ،باحثاً عمن ينقذه من حيرته وألمه وجوعه الذي بدأ بشعر بقسوته . المرأة العجوز بجانبه ،يبدو أنها أكملت بيعَ كلِّ دجاجاتها ، قبّلتْ الدراهمَ ومسّتْ بها جبهتَها المتعرقة ثلاث مرات ، أخرجتْ من بين طيّات خرقةٍ نصفَ رغيفٍ مطوي . كانت عيناه من بين دموعه ، يلاحقان يدَ العجوز وهي تفتح الرغيف . التفتتْ نحوه وكأن غريزة أمومتها ٌقد أحسّتْ ْبشدة جوعه .قالت وهي تنفض ثبوبها لتذهب : خذه لاحاجتي به ،سأذهبُ لبيتي.تلقفته يدُه منها وعيناه قبل لسانه يلهجان بالشكر والامتنان .
مضى وقت طويل نظر حواليه، بدأ سوق الدّجاج يخلو من الباعة والمشترين. يكادكلّ من جاء لبيع دجاجه قد انتهى من بيعه وغادر ،الا هو .عاد من جديد لنوبةٍ جديدةٍ من البكاء المرير.يالهُ من حظٍّ سيئٍ ، لو لمْ يفقدْ دجاجتَه لكان الآن في البيت منذ ساعات، ولنَعُمَ برضاها وناولته كسرة الخبز ،ولخرجَ يلعب مع أصدقائه ، لكنَّ حظه العاثر هذا اليوم ، جعل الدجاجة المربوطة من رجليها تقفز من يدِ تلك المرأة التي كانت تساومه على ثمنها ،وراحت تتقافز بمساعدة جناحيها لتصلَ منتصفَ الشارع ، حاولَ جاهدا اللحاق بها ،لكن عجلات السيارة المسرعة كانت أسرع منه ، جعلتْ من لحم دجاجته وريشها ملتصقان بالأسفلت . صرخ مذعورا : الدجاجة... الدجاجة... رقّتْ لحاله بعض النسوة القريبات منه للحظات ، إْحداهن أبدت أسفها : حرام ... دجاجة كبيرة تساوي دينارأ بحاله ، حرام راحتْ تحت العجلات ...يامسكينة ، ثم ما لبثن أن عُدْنَ الى سعار البيع والشراء،أما هو فظلَّ حائرا لا يدري ما يفعله، فقط لجأ الى البكاء والنشيج .
انقضت ساعاتُ الظهيرة ، وكاد العصر يلملم أذيالَ الرحيل . التفتتْ الى زوجها : أين ذهب هذا مقصوف العمر، لم يعد للآن؟!...اذهب اليه وأتِ بالنقود، أخشى أن يشتري ببعضها طعاما ليتسمم به...نفض الزوج يده من طعامه وسارع الى الباص ليذهب باحثا عن ولده الصغير الذي تأخر في العودة . لم يجهده البحث طويلا ، وجده متكورا قرب سياج السوق غارقا بالدموع ، ووجه الشاحب بدا بلون وجوه الموتى ، فزَّ الطفلُ حين امتدتْ لترفعه ذراعا ابيه وانطلق صراخه ونشيجه : أبي... أبي... الذنب ليس ذنبي ...أرجوك أبي أنقذني من غضبها وعصاها...
تلك الليلة لم يستطع النوم خشية أن تأتيه الى فراشه وتنتقم لفقدان دجاجتها وتطرقه بعصاها التي لا ترحم...
في الصباح، وعند ذهاب والده الى عمله ، أيقظته: أقعد ... سأريك نجوم الظهر ابن ال.......... ربطته الى عمود السقيفة ، وراحت عصاها تجلد جسدَه الصغير بلا رحمةٍ او شفقةٍ غير عابهةٍ بصراخه وتوسلات جارتهم التي هبّت لنجدته من عصا امرأة لا تعرف الرّحمةَ أبدا.
**سكت صديقي وهو يسحب نفساً طويلاً من سيجارته...وعاد ليقول :
- آه... ياصديقي تلك أيامٌ مضتْ ... عُدنا لذكريات مضى عليها خمسون عاما ...نعم خمسون عاما ، رحم اللهُ أبي كان مغلوباً على أمرهِ ، وغفر لزوجة أبي ، كانتْ قاسيةً وشديدةً معي ووديعةً جداً مع أخوتي أطفالها الصغار .
مَسحَ صديقي دمعتين تسللتا إلى أهداب عينيه وأشار الى صانعه ليلبي طلبات زبائن مطعمه الكبير.
------------------------
(*) من مجموعتي القصصية ( ذاكرة الطين - 1990)

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...