
فعاندتني ذاكرتي في حواري مع الهواء
وكأننا خلقنا لنلتقي
فناديتها و في لحني حنين و دعاء
جمعت طقوس المعابد لأعبر ذاكرة القدر
وأسرجت شموع الأمل لعلها تلبي النداء
غبت في حاضري باحثا عنها
وفي محرابها كنت أتنسك صبح مساء
تتقاذفني أصواتها المقبلة عبر نسمات الليل
لتنبئني بحلول فجر جديد
فمن دونها لم يعد بوسعي أن أطوى الأيام
في قربها تسحرني تحييني
كما يحيي النبات السقيم الماء
بغيابها تفقد ملامحها كل الاشياء
ماعاد بي شيء يطيق الاحتمال
على عتبات الذكريات المتناثرة
أقلب صفحات ذاكرتي
وروحي تحمل روح شغف الانتماء
لن يهنأ بالي ما لم تشرق شمس
حضورها لأنسج من خيوطها رداء الوفاء
قالت: ستأتي عما قريب لتوافيني
في موعد اللقاء
كنت أعد الوقت على أصابع الأيام
مددت يدي نحو السماء
هرعت إليها عندما دقت الساعة
قلب أبى إلا الركض شوقا للقائها
ليكون الكون كله شاهدا
فتحركت في أعماقي فرحة اللقاء
وتراقصت أطياف السحاب معانقة الزرقة
في أعالي السماء
ها أنا وصلت في الموعد إلى المطار
مسحت زجاج الواجهة و تساءلت
هل هي حقا على متن الطائرة التي بدأت
تلامس الأرض بارتجاجات الهبوط؟؟؟
تساقطت نظراتي عليها كرذاذ المطر
خشيت أن لا أجدها
ناديتها من دواخلى ليطمئن قلبى
بدأت أشق الساحات
بحثت عنها بين المسافرين
وتاه نظري حول الوجوه القادمة
فى فضاء لا تحده أفق الرؤى
رأيتها مقبلة
وكأنها ملاك يمشى على الأرض
فدبت الحياة فى جسدى
إذ بها واقفة بالقرب مني
انا لست انا من دونها و لا من الأحياء
تقدمت نحوها ببضع خطوات
تبسمت ابتسامة خفبفة و تنفست الصعداء
خشيت عليها من لهفة مشاعرى
وكل ركن من أركان قلبي ينبض
فنظرت اليها ملء روحى بعيون
تكاد تذرف دموع الفرح
فيها أمنيات تغازل الممكن على استحياء
أحمل معى مفتاح أمل لأقضى معها كل الأوقات
ألقيت عليها السلام
ردت بتحية حملتني فوق الغيم حد السماء
أخذنى تفكيري و اعتلى الحنين
سارية البوح بإشتهاء
طربت نفسي لوقع خطاها
تراقصت دواخلى على انغام كلماتها
قرأت طلاسم وجهها
تبادلنا جزءا من ذكريات الأيام التائهة في عيوننا
تمنيت لو أنها لن تنقضي
كان لقاءا لا ينسى بعد ذاك الغياب
ألغى كل العوالم
وارتدى حلة اللحظات الجميلة
بكل ود و وفاق و انسجام
فكان أثيريا حد الارتواء
تجاوز حدود الزمان و المكان
أراني بأم نبضي ما ورائيات الجمال
وجدت نفسي مستلقي وراء الكون
في رحابها سما وجودي
تعلوني ابتسامة ملئها السعادة
فسكنت روحي تيارات من البهجة
و عانقت الضياء
فتناثر الدمع على سنوات الضياع بدونها
فقلت لها: بكل هدوء و نبل الحكماء
هذه يدي مدي إلي يديك
جددي أحلام روحي بالبقاء
كانت دعوة رسمية لها للدخول إلى
عالمي للأبد
لتعيش معي بعيدا عن عيون الناس
لا ينازعني فيها إنس و لا جان
أعبر بها طريق القمر
أقف على شرفات الكون أراقب المساء
فكل ثانية من عمرى لها فيها وجود
كنت فرحا بالقدر،حيث جمعني بها
جعلنى ألتقيها مرة أخرى
هناك فى محرابها عاطر الأجواء
كأنما ولدت حين التقيتها من جديد
و كان لي كل ما أتمناه
فآثرت عن عالمها الاستغناء
فبأي قول أخاطب سيدة عالمي
وقد ملكت النفس مني دون عناء
واستطاعت اختراق قلبى
كاختراق الضوء لحجب الفضاء
هيمنت على مشاعري
منحتها إياها و عقلي
وهبتني تأشيرة الرضا
تعلقت بخيط ضوئها لأصل إلى السماء
ازدحمت كل النجوم على أبواب روحي
فتفتحت ورود الفجر البيضاء
لم تعد بيني و بينها حدود و لا مسافات
فحبي لها كخيوط الشمس الدافئة
لاتعترف بالحواجز أو الممرات
أحببت هذه الدنيا لأنها فيها و على الدوام
اشتريت ودها
هي فتاة مرحة
وقلبها أبيض اللون من شدة النقاء
هي كحورية هبطت من جنة عدن
فأنارت ما بين المشرقين و المغربين
بنور وجهها
الذي دك أبنية الظلام
ومنها استعارت شمس صباحي بعض الضياء
وانحنى القمر إجلالا لذاك البهاء
ليس لها على الارض مثيل
لا أحدا يملك سحرا كسحرها و لا جمالا
كجمالها البديع
هي فوق العقل و المعقول
صوتها هادر بحس الحياة يرتوي من ينابيع
لطفها فيستمد نوره من نورها
حسنها أخرس كل اللغات
هي حاضرة فى
ملامح حرفي وبين السطور
ولا أجد لها وصفا في عالم الكلمات
ولاشبيها في دنيا البشر
لتسقط كل الأسماء
هي أكبر من جميع العبارات
أنا هي و هي أنا حد اليقين والارتقاء
لولاها ما عرفت ألوانا للحياة
باختصار هي أنثى تختصر كل النساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق