اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الشاعرة هناء داوودي بين بناء الذات والذات الشعرية


نتيجة بحث الصور عن هــــــناء داوودي

كتبت : وجدان عبد العزيز
لاشك يبقى هاجس الانسان حين اكتمال وعيه ، يحاول ان يطور ذاته لبناء شخصيته ، فقد تكون الخطوة الاولى : هي تعميق الثقة بشخصيته وبالتالي ضبط السلوك وفق اتزان الشخصية وميولها وقدرتها على استعياب الاخر ..
تقول الشاعرة هناء داوودي في حوار معها عن بداياتها : ( برأيي في أي مجال الخطوة الأولى هي الأهم و يجب أن تتمتع بالثبات و التصميم ليكون هناك استمرار و باقي الخطوات تأتي تلقائياَ..خطوتي الأولى منذ الطفولة حيث عشقت الحرف في سن مبكر و أجزم أن قبضة اليد هي والدتي التي كانت تُحفزني على القراءة في كل وقت و بالطبع بما يتناسب مع كل مرحلة عمرية أمر بها رغم أنه كان لي بعض التجاوزات فقد استهواني الأدب منذ بداية الصبا فقرأت للكثير من الكتاب و الشعراء كنجيب محفوظ و احسان عبد القدوس و كنت منبهرة بالرائع نزار قباني..و أعتقد أن المخزون اللغوي الذي اكتسبته حينها هو ما ساعدني لاحقاَ و كان سر شغفي و تعلقي بالكتابة) ،

ونحن نعرف  أن الثقافة وجميع ميادين البناء الفوقي عملية تاريخية معقدة تخلقها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية،فإنها تعمل بدورها على خلق القوانين العامة للتطورمؤثرة في إحدى تلك المراحل على تطور العملية الاجتماعية/ الاقتصادية نفسها، والتي تتأخر في بعض الظروف التاريخية الخاصة لأسباب خارجية وداخلية معينة عن العملية الثقافية، التي تتأثر بدورها إذا وجدت نفسها عرضة لتحديدات اجتماعية وتاريخية خاصة.. اذن الشاعرة داوودي تأثرت بعوامل التربية ومن ثم بالعلاقات الاجتماعية والبيئة وراحت تطور قابلياتها الثقافية ... ومن خلال تجوالنا في حدائق الشعر العربي الحديث، تبرز لنا معالم قصيدة النثر، بوصفها، أداة خلق وابداع، وليس اداة تعبير، فالكلمات في الشعر تعبر عن معان اكثر من معانيها الحرفية، وان وظيفتها اوسع واعمق، فهي توحي وتشير اكثر مما تعبر، وقد اكد (ادونيس) ذلك، عندما اخذ يبلور مفهوماً حول لغة الشعر، يمكن عدّه مفهوماً عاماً للجماعة كلها، وذلك في مقالته (محاولة في تعريف الشعر الحديث)، ويرى (ادونيس) فيها ، ان الشاعر هو من يخلق اشياء العالم بطريقة جديدة، وان لغة الشعر يجب ان تكون لغة كشف وتساؤل، فالشعر الحديث هو، بمعنى ما، فن جعل اللغة تقول مالم تتعلم ان تقوله، خلاف اللغة في الشعر العربي القديم، التي تقوم على التعبير، بمعنى انها لغة تكتفي من الواقع ومن العالم بأن تمسهما مساً عابراً رفيقاً، وهذا ما يجهد الشعر الحديث في ان يستبدل بلغة التعبير لغة الخلق .. اسوق هذه المقدمة، كمدخل لدراسة مجموعة من اشعار هناء داوودي ، التي حملت الصراع الكبير بين الحضور والغياب .. وكما هو معلوم ان الصمت والكلام والحضور والغياب ثنائيات فلسفية تعد مفتاحا مهماً من مفاتيح قراءة النظرية التفكيكية للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، الذي قدم واحدة من أهم النظريات الخلاقة في القرن الحادي والعشرين، من حيث إضفاء نزعة تفكيكية حقيقية للأشياء من حولنا، بداية من البنية السياسية الكبرى للعلاقات الدولية بين أطراف الغالب ( المركز) والمغلوب (بقية دول العالم) ومرورا بكافة أشكال الإنتاج الإنساني والإبداع الفني الكتابي والتصويري، إلى آليات قراءة الأشياء، وتحليلها وتفسيرها المستمر باعتبارها كينونة متحولة ومتجددة المعنى. وقد أفرزت هذه النظرية العديد من المصطلحات من أهمها وأكثرها رواجا وشيوعا واستخداما في الحقول المعرفية الإنسانية: الصمت/ الكلام، الحضور والغياب، الكتابة والاختلاف. تقول الشاعرة داوودي :

(حين تضيق بي الروح
وأعجز عن أن أبلل
ريق العشق بقطرة لقاء
أتخبط في فوضى الوقت
أزفر شوقي
لهفة ...لهفة
أتجاهل خبث الأمل
حين يعدني بالانصاف
فلا بوصلة تدلني لموطئ فرح
و لا لوهلة باركني الهوى
شقيةُ أنا
لا سماء أطالها
و لا أرض ضمت أضلعي
التي تصطك من البرد
أقداري جرداء
سفني غارقة
قيثارة العمر
تعزف ألحان الصبر
بلاهوادة)

هذا الحضور وفوضى الوقت الذي تصر عليه الشاعرة ، يقابله غياب تحاول الشاعرة ايجاد بوصلة تدلها على موطيء قدم لفرح  هو الاخر في عداد الغياب .. اذن تعيش صراع وقلق ، يهز اعماقها ويعصف بها ، الا انها تبقى تحمل اصرار الحياة وتعزف الحان الصبر بلا هوادة ... ثم تثير اسئلة عن صخب الحضور وتشخص الاخر برجل اطاح بحالة السكون ، فصار يحرك مشاعر الاعماق ، تقول عنه : (ناثراَ في الروح فرحاَ لا صِنوَ له/لتدعني أتبعكَ بغير رشد/أنثرُ على ظلكَ بتلات الوجد/أتعثر بضحكتكَ حين صمت/أتعربشُ على سلالم الصبر/لأقطف من كرومك ثمرة حب/أثمل بها عند اكتظاظ الشوق) ، وتصاعد صراع المتضادات في رؤية الشاعرة داوودي بين الغياب والحضور ، وبين السكون والحركة ، وبين الصمت والضجيج .. وقد لانلمس هذه الاشياء انما نحسها احساسا من خلال محمولات النصوص من دلالات ومعاني ، أي بمعنى انها تعاملت مع اللامرئي ، لاستدراج المتلقي وجعله يعيش اجواء المعاني التي قصدتها الشاعرة ، لذا هي تقول :

(حينما ينوء الفؤاد بحمله
فلاحيلة للحنين
و لا عناق يدركه
أكتفي بلعق أمنيتي
مترقبة لغد يأتي بك
كي تحصد مواسم الكرز
على ثغري..)
فتنفي العناق الحسي ، لتكتفي بلعق الامنية اللاحسية ، غير انها تبقى تعيش حالة الانتظار لترضي فضولية الجسد ورغباته الحسية ، (مترقبة لغد يأتي بك/كي تحصد مواسم الكرزعلى ثغري..) ، هي دعوة صريحة حين التمعن في ظاهرية الكلمات الى قبلة حسية بدليل كلمة "ثغري" ، الا انها تتحلى بالشفافية والخجل الجميل لما تكتفي بلعقها كأمنية ؟؟ ، والحقيقة الشاعر الحديث في ظني يمتلك طاقة تخيلية كبيرة على خلاف شاعر الاسطورة قديما، نتيجة ما حققه الإنسان من تقدم مذهل في الميادين كافة. وكلنا يعلم أن الخيال وظيفة من وظائف العقل.. وأن العقل يوظف التراكم المعرفي والفني والتقني... ويوظف الذاكرة المفعمة بالإنجازات، في قيامه بوظائفه.‏ ومن ارسطو فصاعدا بدأ الفكر يفترق عن الشعر لانصراف الانسان عن عالمه الداخلي "ذاته" الى العالم الخارجي بغية معرفة المزيد عنه والتحكم فيه .. بدءاً من هذا الفهم بدأ يفترق الشعر عن الفكر، وبدأ يتميز النص الشعري من النص الفكري، الذي اصطلح على تسميته بالنص العلمي، مع أن مضمونهما واحد في كثير من الحالات.. فكلاهما منشغل بالقضايا ذاتها، وكلاهما يبحث عن الحقيقة... لكن أصبح لكل منهما طريقته واستراتيجيته في التعبير، وفي تناول الأمور... ففي حين نجد أن النص الشعري منذ القدم، قد احتفظ باستراتيجية التعبير الأسطوري، المتمثلة بالغنى الدلالي، وبالنداوة الروحية، وبالدفء العاطفي، وبالحضور الإنساني (الذاتي والعام)، وقبل ذلك كله احتفظ بالتعبير بواسطة الصور.... نجد النص العلمي قد نحا منحى آخر هدفه الانضباط الدلالي، والتحديد المعرفي الدقيق، والموضوعية، والحياد، والاستقلال عن ذاتية منتجه قدر الامكان ..
ـ هــــــناء داوودي * فــــوضى أنــثى دمـــشقية 


المصدر:
  جريدة العراق اليوم

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...