⏪⏬
في ثلاثينيات القرنِ العشرين
في زمنِ جوعٍ و حسرة
كان على ربوةٍ عالية
راعٍ يرعى غنمَه
الراعي ..
كان سيّداً من الأشراف
ربَّما يُدندنُ بأُغنيةٍ حزينة ،
أو يُسبّحُ بحمدِ الله
أو ينتظرُ قدومَ غيمةٍ مُباركة .،
رُبَّما ..،
أيَّ احتمالٍ يتسلّى به ..
---
العاصفةُ الهوجاءُ الصفراء
هَبّتْ دونَ سابقِ إنذار
ريحٌ ......،،
وكثيفُ غُبار
حجبَ الأنظار
---
بعد هدوءِ العاصفة
بحثَ عن غنمِه
ولم يعثرْ على شاةٍ واحدة ..!
فما كان إِلّا أن هبطَ
الى القريةِ القريبةِ
دونَ تلكَ الرابية ..
تجوّلَ فيها ،
فلم يجد لأغنامِه
أيَّ أثر ..
إستغاثَ بأهلِ القرية
علّهم يرجّعوا لهُ
ما وجدوا منها ..
* * * *
الناسُ لا يكترثون
لعلّهم جياعٌ فطمعوا بها
وصمّوا آذانَهم
عن صوتِ الراعي الحيران ،
الذبلان ..
---
بعدَ يأسٍ ومعاناةٍ ثقيلة
ألقى الراعي
على سياجِ بيتِ شيخِ العشيرة
رايتَهُ الخضراءَ الشريفة ،
قاصداً ذاتِ الشيخِ الأمين
كأنَّهُ يُحمّلهُ
مسؤوليةِ الأهوالِ والقَدَر
والشيخُ ذو نخوةٍ ومروءة
محسودٌ عليها ..
لكنَّهُ يبدو
لم يكُن مُمكناً لهُ
فرضَ إرادتِه
على بَني عمومتِهِ والجيران
فالجوعُ سيدٌ على الجميع ،
وأقوى من إرادةِ السلطان
---
بعد أيام
نفضَ البيتُ أبناءَهُ كالخريف
كما هي أوراقُ التوت
ورمتِ الأقدارُ أبناءَهُ بالموت
الواحدَ تلو الآخر !
---
سبحانَ الله ..!
الراعي فقدَ أغنامَه
والشيخُ فقدَ أبناءَه
وماتَ الشيخ
ولم يبقَ في البيتِ
سوى إثنين هُما ( إثنتان ):
إبنتُهُ الوحيدة
وحفيدتُهُ الطفلةُ ( كاف )
من إبنِهِ الرابع ( عيدان ) ..
---
سبحانَ الله ..!
تلكَ الطفلةُ
كانت أُمّي .. !
يرحمُها الرحمن ..
بأبيها يَقسِمُ كلُّ العشيرة ،
والخلّان..
*شاكر السامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق