اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

اختيار | قصة قصيرة ...*آمال الحرفي

 ⏪⏬
شمس حارقة تكاد أشعتها تذيب الأمخاخ في الجماجم. صفان طويلان من السيارات المرصوصة خلف بعضها البعض. شرطي بقامة طويلة وأكتاف عريضة و ذو شنب كث، ينفخ في صفارته بملء رئتيه. مارة يمشون الهوينى فوق الخطوط البيضاء بعد فتح الطريق
أمامهم. تلك أجواء إشارة المرور التي أجبرتني على التوقف، وأنا في غاية الاستعجال.أرغمني لونها الأحمر على الامتثال لأمره الصامت و انتظار الضوء الموالي .
خلال دقائق الانتظار تلك، صرت أتساءل من أين تستمد هذه الإشارة سلطتها؟ أ من الطابع الثوري للون الأحمر؟ أم من التوافق الكوني عليها لتنظيم حركة السير؟
انعكست حمرة الإشارة على وجهي و صرت أتصبب عرقا، لدرجة أنني رغبت في خلع وشاحي و فك أزرار سترتي.
رغبة في تلطيف الجو، عمدت لتشغيل مكيف هواء السيارة. حينها سمعت صوت قرع على زجاج النافذة. توجهت بناظري نحو مصدر الصوت، إذ بها سيدة يبدو من لون بشرتها و ملامح وجهها العريضة، أنها تتحدّر من إحدى البلدان الإفريقية.
أنزلت الزجاج قليلا، فسمعتها تنطق بالكاد بضع كلمات باللغة العربية :
سلام.. فاطمة.. درهم.. سبيل.. الله..
قامت هذه السيدة بتغيير إسمي دون إذن مني. أمر اعتدناه من أمثالها، إذ تصير كل النساء "فاطمة" و كل الرجال يصبحون "محمدا" بإشارات المرور.. إلا أنني اعتبرتُ كلماتها المقتضبة، ذكاءً مهنيا من طرفها، ما دامت اختارت أن تستجدي المارة و أصحاب السيارات بما تعلمته من لغة أصحاب البلد .. كيف لنا أن نفهم قصدها إن هي قدَّمت طلبها بِلُغتها الأم؟
استوقفتني ألوان ثوبها الفاقعة وإظهارها لكل كتفيها وبعض من ظهرها. وجدتُني أتفحص قدها الفارع والامتلاء الغريب لبعضٍ من جسمها، و شعرها الأشعث الكثيف الذي جدَّلته ضفائر متعددة.
بالجهة الأخرى من السيارة، وقفت امرأة ثانية، ترتدي عباءة سوداء و تضع وشاحا على رأسها، تسللت من تحته بعض من خصلات شعرها البني.. كانت ملامحها جد متناسقة، و بشرتها تشع بياضا و خالية من كل عيب.
تمتلك تلك السيدة عيونا فاتنة لدرجة جعلتني أمعن النظر في لون العسل الذي يفيض منهما. نظراتها العميقة و الدمع الواقف على أطراف عينيها، كانا أبلغ من أي كلام يمكن أن ينطق به لسانها. اكتفت برفع قصاصة ورق، مكتوب عليها:“عائلة سورية تحتاج للمساعدة”.
مددت يدي للعلبة التي أضع بها عادة قطع النقود التي أحتاجها لأداء ثمن ركن السيارة، فلم أجد بها سوى درهم يتيم.. يا له من موقف محرج. أحسست بضيق في صدري ، كما أن حرارة جسدي استمرت بالارتفاع أكثر فأكثر، بالرغم من انبعاث هواء منعش من فوهات المكيف.
صرت ألتفت ذات اليمين و ذات الشمال، ثم أحذق بالدرهم دون أن أجد لنفسي مخرجا. كلتاهما تحاصرني بنظراتها لدرجة أنني تمنيت لو وجدت العلبة فارغة، و كنت سأخرج ساعتها من باب "النية أبلغ من العمل" دون أدنى حرج.
بدت لي المهمة في غاية الصعوبة رغم بديهية الوضع، و ذاك بسبب غياب معيار تفضيلي منصف بين السيدتين. أيهما أختار؟ أيهما أجدر بالمساعدة؟ أ تلك التي تحلم بالعبور للضفة الأخرى للمتوسط؟ أم تلك التي أرغمتها ويلات الحرب على الفرار من بلدها؟
بطل المشهد كان ذاك الدرهم الذي ارتفعت قيمته بارتفاع مدى حيرتي واستمرار إلحاح السيدين على الظفر به.. كيف لهذا الملعون أن يصير ذو شأن عظيم؟ و هو لا يتعدى أن يكون قطعة نقدية صدئة لا تف حتى بثمن رغيف خبز؟
حيرة تعاظمت مع تعاقب الثواني و استمرار نظرات السيدتين للدرهم في يدي. حيرة تحولت لارتباك حين ترامت إلى مسامعي أصوات منبهات السيارات التي تتأهب للمغادرة بعد أن تلونت الإشارة بالأخضر دون أن أنتبه لذلك.
غضب الشرطي العملاق، و حركات يديه العصبية الدالة على عرقلتي لحركة المرور، جعلني أعيد الدرهم لمكانه و انطلق كالسهم دون أن أحسم موقفي من السيدتين كلتيهما بل من القضيتين ككل. لم أستطع تحديد موقفي لا من جذور بلدي التي قيل أنها تمتد لأعماق إفريقيا و لا من انتمائه العربي و لحمة بلدانه التي باتت كلاما فضفاضا و لا تتعدى أن تكون سوى حبر على ورق.

*آمال الحرفي



ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...