عشقتُها منذ أن كنّا صغارْ
وكان حبّي لها مثل المطارْ
تطير فيه كعصفورٍ صغيرٍ
ثمّ تهبط إن طار النهار
في خدرها كي تنادي حلمها
حتّى أكون لها حلماً مُنار
وأصبحتْ هي عندي قِبلةً
عشقيّةً، أو هي البيت المزار
أو جنّةً من نخيلٍ زرعها
أو لؤلؤٍ نوره شقّ البحار
كان اللقاء يداوي روحنا
من علّة الجهل، من ضيق الحصار
بين الزهور الحبالى نلتقي
بين الغصون، وما بين الثمار
خلف المضارب نجتاح الهوى
نعصي التقاليد، لا نعصي الكبار
كانتْ، وكنتُ لها حلم الصّبا
لكنّنا ما بأيدينا قرار
ماذا جرى؟ لستُ أدري! بل أنا
أدري بأنّي فقدتُ الانتصار
في بلدةٍ تحسب الأنثى جهاراً
شهوةً لا تولّيها اعتبار
*أحمد كركوتلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان جراحة في الحبّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق