*زين عالول
الثامن من آذار كان عيد المرأة، والواحد والعشرين هو عيد الام ولادة الأجيال، وهو ايضاً عيد الأرض والحقل ولادة الأزهار والريحان ..عيد تتويج الفصول عيد الربيع . .وتفتح البراعم والأصول..
من هنا سيدتي الأم والمرأة ألف تحية لك وألف تهنئة لك وإجلال وإكبار بأعيادك وإنجازاتك فهذا الْيَوْمَ وكل يوم هو تكريم لشخصك وتكريم وتعزيز لحقوقك.. فأنت نصف هذا المجتمع واليد المحركة في مصنع الحياة..فعيدك هو كل يوم وليس الْيَوْمَ فقط ،فالمرأة الحقة هي التي تحملت الصعوبات خريفاً شتاءً وحراً وصيفاً لتشارك رجلها في تحقيق التقدم كل يوم، وهي التي تربي أبناؤها خير تربية ، وتنشأهم النشأة الصالحة القائمة على الأخلاق الحميدة، كم من الأمهات تخلت عن الاقتران بعد طلاقها أو ترملها لتقف وتساند أبناؤها وتربيهم التربية الصالحة حتى تأخذ بيدهم لمسالك القوة والثقة والأمان ليكونوا أبناءً صالحين لهذا المجتمع فهي شمعة تحترق لتضيئ من حولها هي المرأة العاملة..
والمرأة المكلومة أم الشهيد في سبيل الوطن الحبيب..وهي أم وأخت الأسير التي تعول الكبير والصغير في غياب راعي البيت القابع داخل السجون..هي الأم الحنون التي لا تبعثرها الريح والأخت الصدوق والإبنة البارة الصوفية الحنون.وأم اليتيم والمساكين..فالأم هي قمة الجبل الشاهق العنيد..الصلد الشامخ في وجه الريح..
ولازلت تكدين على تحقيق المزيد والمزيد من تحصيل الحقوق في العدل والمساواة والعدالة والكرامة الإنسانية جنباً لجنب الرجل حتى تكون الغاية خدمة المجتمع بأسره، لا أحد ينكر أهمية دورك الإجتماعي والإقتصادي والسياسي لدفع عجلة التقدم والتنمية. لكن اسمحي لي سيدتي المرأة بالوقوف ملياً في هذا الْيَوْمَ التاريخي للوقوف على ما تم إنجازه ونقد معوّقاته حتى نسير مع شريكنا الرجل الى عالم أكثر جمالاً وأقل صعوبةً وأكثر عطاءً وآقل مرضاً وبؤسا…
في الاْردن والدول العربية لا زالت المرأة رغم إنجازاتها ورغم أخذها لبعض من حقوقها، لا زال أمامها الكثير والكثير من المعوقات في تحقيق المساواة على مستوى أحكام الدستور الذي أكد مواطنتها الكاملة .. ففي السوق الأردنية لا زالت مشاركتهن الإقتصادية دون المستوى المطلوب حيث نرى البعض من النساء يشترطون مهن معينه ويترفعون عن أخرى غيرها.. كما أن ارتفاع نسب البطالة رغم ارتفاع نسب التعليم ورغم الإنفتاح التكنولوجي وهذا يعود للعادات والتقاليد التمييزية ويعود لقوانين العمل التي تفرق بين الجنسين في الأجور وفِي تقييد الحركة والوقت .. و ناهيك عن العنف والتحرشات الجنسية في أسواق العمل..
و تفضيل الذكور عن الإناث وعدم تثبيت حق المراة في منح اولادها الجنسية لو كانت متزوجة من سوري أو لبناني والعكس صحيح ..
ورغم ذلك فقد وصلت بعض سيداتنا العربيات لاعلى قمم الهرم رغم المعوقات، ونظرات المجتمع الذكوري وهذا ينطبق على معظم ألدول العربية..لذا فهي بحاجة لمزيد من العلم ولمزيد من الوعي والإصرار والعمل الدؤوب والجهد الجبار وعدم الإستكانة لتحقيق المزيد والمزيد من العدل والمساواة لحقوقها..لتكون عند المسؤولية الملقاة على عاتقها..
نريد ميركل عربية.. ونريد تكرار لزهى الحديد الاردنية الامريكية التي نالت أعلى الجوائز لإنجازاتها في الهندسة المعمارية وكانت تؤمن بالمساواة..لجيل المستقبل ،ونريد السيدة العربية المرأة الحديدية كتاتشر وأنديرا غاندي ..بالنسخة العربية.. ولا ننسى ملكتنا الجميلة رانية العبد الله التي وقفت على المنابر العالمية لترفع رأس المرأة الأردنية والفلسطينية عالياً وهناك آلاف النساء العربيات كطبيبات وقائدات وممرضات ومعلمات ومهندسات ومحاميات ..وغيرها من المهن والتي نفتخر بهن على المستوى العالمي..
ولكن هناك الكثير من العتب سيدتي أقولها لك بحب وصدق …لا تخفتي من حلمك …ولا من شعرك ولا من نبوءة والديك… لا تجعلي السراب يأخذك لحقول من النرجسية والانا بل ازرعي لتحصدي الحقيقة.. وليس العدم.. كوني جميلة من الداخل قبل المظاهر،احفري دوائر العطاء والإخلاص برفق وحنيّة في بيتك ..في عملك.. لتشكيل عنوان الاسرة والمجتمع فأنت بوصلة التقدم وبصمة التنمية وعطاء العسل يا نحلة المجتمع.. انظري حولك جلياً بعمق وذكاء لتكوني إشراقة شمس التحضر وتنوير أضواء الرقي والتميز والتجديد لكل من حولك…
كل التحية للمرأة الفلسطينية التي تعارك وتقارع الاحتلال ..وكل التحية للمرأة الفلسطينية في سجون القهر والعدوان وفِي الشتات.. وكل التحية للمرآة المقدسية التي تترك بيتها لتحمي المقدسات ..تحية للمرأة العاملة في كل مكان …كوني قوية صامدة كوني صخرة الصمود..وقلعة التقدم والتغيير..وبصمة التجديد.. ولا تدعي أوقاتك تذهب هباءً في مقاهي النرجيلة و الفارغ السخيف.. واملئي وقتك بالمفيد وليس هدر الوقت . والرغي بين صفحات الواتساب.. والفيسبوك الذي أثبتت الإحصائيات أننا أكثر دول العالم إنشغالاًبه .. كوني المرأة القوية الفعالة القنوعة، التي تنسج خيوط الحرير في سجادة الحياة..لتدفأ البيت وتصد الريح وتنزع مقالع التخلف والجهل والتخلف والرجوع….
من أقوى الأمثلة على السيدة القوية على مر التاريخ الألمانية زوجة الألماني (Karl Benz )صانع سيارة المرسيدس ..(بيرتا بنز)،التي أنجبت خمسة أبناء والتي دعمت زوجها مادياً ومعنوياً حتى تم اختراعه لسيارة المرسيدس والتي يبدو أن كلمةبنزين أخذت من اسمه وهو المخترع لأول سيارة يدفعها محرك يعملباحتراق داخلي للوقود، هذه السيدة التي تركت على الأرض بعد وفاتها 5 أبناء، إضافة إلى لقب يفخر به الألمان ونجده بكتاب “غينيس” للأرقام القياسية، وهو “أول امرأةقادت سيارة لمسافة طويلة بالتاريخ”، كما تركت تناقضا غريبا، السيارةالتي اخترع أنواعها رجال وصنعوها وطوروها، لم يقم أي منهم بقيادتها لمسافة طويلة قبل أن تسبقهم لهذا المجدامرأة. ظنوها الشيطان يتنقل على الطرقات لأنها تسير لوحدها بعربة دون خيول..برأيهم ذاك الزمن هو شعوذة وسحر . تركت زوجها نائم فجرًا، وركبت السيارة ومعها ابنهاالبالغ 15 وشقيقه الأصغر سنا بعام،وقادتها من مدينة Mannheim حيث تقيم، إلى مدينة أخرى حيث يقيم أهلها تلك الامرأة القوية آمنت بقدراتها وافتخرت بزوجها واختراعه وآمنت به وساندته بفلوسها وقامت بتلك المغامرة لانها وثقت بزوجها وبقدرته على ذاك الإختراع المهم في تلك الأيام التي كان التعصب على أوجه.. أردت اليوم في مقالي أن أشمل المرأة والأم فكلاهما وجهان لعملة المجتمع وبنفس الوقت لو صدأ أي من جهتهما لانتزع المجتمع وانحرف ..
لكن أعود وأكرر أيضاً حافظوا على أمهاتكم تاج رؤوسكم ومتنفس روحكم هي الحب والهناء.. هي العطاء والحنان .. وهي الطمأنينة والأمان.. لو ملأت كل صفحات الكتب والصحف والدفاتر..ولو استنفذت كل المحابر…وتصفحت كل أماكن التواصل ..
لما أعطيت أمي حقها في المجد والتقدير.. وقبلات الإمتنان والشكر والتفضيل..ولا حقها لتنوير ظلام عقلي عند التدريس ولا ومرارة تأنيب ضميرها ووجعها عند مرضي.. وسكب دموعها عند تأوهي ..أمي …يا قمراً أضاء سبيلي.. ويا شمساً أذابت جمود قلبي..وفجّرت ينابيع أملي..ويا صدراً زرع الأملوالرجاء بعد فشلي..شكراً لحبك شكراً لحنانك..شكراً
فقد علمتني مفرداتي.. وكتبت معك أول حروفي.. وحسنت خطي وقومت خلقي…اكسبوا رضى الوالدين قبل رحيلهما… عليكم بالحرص عليهم قبل فوات الأوان..
في هذه الحياة وعندما تموت سوف تنادي عليك الملائكة أن قد ماتت ومات من كنت ترحم بسببهم. أمي يعجز اللّسان عن الكلام…والعقل عن التفكير، والقلب عن التعبير.. والغصة عند التذكير..ولكن أمي أحبك قبل رحيلك وأحبك أكثر وأكثر بعد رحيلك.. أحبك أمي وكل الأمهات والسيدات كل عام وأنتن بألف خير وبألف عافية …والرحمة والمغفرة على من فارقونا بالجسد وهم لا زالوا ملتصقين بالروح والنفس..يارب أحسبهم من أهل الفردوس وجنات الخلد والنعم.. فأجمل هبة خص الله بها النساء هي العقل والأمومة و التفكر بالقيم…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق