اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الشاعر بدر شاكر السياب في ذكرى رحيله

في الساعة الثانية وخمسين دقيقة من صباح 24 – 12 - 1964 وفي المستشفى الأميري في الكويت رحل أحد أبرز مؤسسي الحداثة الشعرية في شعرنا العربي المعاصر الشاعر بدر شاكر السياب بعد صراع طويل مع المرض تاركاً بين أيدينا أحد أهم أسفار التجديد في حركة الشعر العربي الحديث ..
فقد ولد هذا الشاعر عام 1926 في قرية ( جيكور ) بالقرب من أبي الخصيب جنوب العراق على شط العرب وهي قرية بسيطة قوام بيوتها اللبن غير المشوي والطين وجذوع النخل وكلمة
جيكور فارسية الأصل تعني ( بيت العميان ) وفي عامه السادس ماتت أمه بعد أن أنجبت ولدين غيره ( عبد الله ومصطفى ) وتزوج والده من امرأة أخرى ورحل ليعيش حياته الخاصة ، فعاش بدر في بيت جده ، ورعته جدته لأمه ثم أرسل إلى مدرسة في قرية ( باب سليمان ) غرب جيكور حيث درس المرحلة الإبتدائية التي بدأ فيها ينظم الشعر بالعامية ثم الفصحى ، ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية ، وتابع بعد ذلك دراسته الثانوية في البصرة ، اهتم بوصف الطبيعة في أشعاره الأولى ثم السخرية وبعد ذلك أسس جريدة مخطوطة أسماها ( جيكور ) كان يوزعها ثلة من أصدقائه .
وفي عام 1944 أرسل إلى بغداد لينتسب إلى دار المعلمين العالية فيحصل على شهادة في آداب اللغة الإنكليزية ليعمل بعدها كمدرس للغة الإنكليزية في الرمادي ثم موظفاً في مديرية التجارة العامة في بغداد .
كان ضئيلاً قصير القامة ضعيف البنية أسنانه ناتئة قليلاً وأذناه كبيرتان ، ويرى الكثير من الدارسين أن الشعر عنده كان بمنزلة التعويض عن الوسامة التي افتقدها .. تزوج عام 1955 من فتاة اسمها ( إقبال ) أنجبت له بنتين ( آلاء – غيداء ) وولد ( غيلان ) .
وبدأ يعاني منذ عام 1960 من ضعف في حركة أطرافه السفلى ، تنقل بين مشافي بيروت وانكلترا للعلاج ، وفي 6/7/1964 أدخل المشفى الأميري في الكويت لشلل تام في أطرافه السفلى وضمور في عضلات الجسم واضطرابات نفسية إلى أن وافاه الأجل في يوم الخميس 24 – 12 - 1964 ليسدل الستار على حياة شاعر كبير ومجدد ترك أثراً هاماً في حركة الشعر العربي ، وروي أنه لم يمش مع الجنازة سوى ثلاثة أشخاص .
أهم أعماله الشعرية :
1- أزهار ذابلة 1947
2- أساطير 1950
3- حفار القبور 1953
4- المومس العمياء 1954
5- الأسلحة والأطفال 1955
6- أنشودة المطر 1962
7- المعبد الغريق 1962
8- شناشيل ابنة الجلبي 1964
9- إقبال 1965 ( نشر بعد وفاته )
10- قصيدة بين الروح والجسد ( ألف بيت ) ضاع معظمها
جمعت دار العودة ديوانه عام 1971
وله أيضاً في الدراسة مختارات من الشعر العالمي الحديث ومختارات من الأدب البصري الحديث .

إعداد : محمد عزوز
ونقدم الآن رائعته الشهيرة :

أنشودة المطر للشاعر بدر شاكر السياب
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجذافُ وَهْناً ساعةَ السحر....
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
كأنّ صياداً حزيناً يجمعُ الشباك
ويلعنُ المياهَ والقدر
وينثرُ الغناء حيث يأفلُ القمر
مطر، مطر، المطر
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع كالحبّ كالأطفالِ كالموتى –
هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ
بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار
أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
أكادُ أسمعُ العراقَ يذخرُ الرعود
ويخزنُ البروقَ في السهولِ والجبال
حتى إذا ما فضّ عنها ختمَها الرجال
لم تترك الرياحُ من ثمود
في الوادِ من أثر
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر
وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع
عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين
مطر.. مطر .. مطر
وفي العراقِ جوعٌ
وينثرُ الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبعَ الغربانُ والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدورُ في الحقولِ… حولها بشر
مطر
مطر
مطر
وكم ذرفنا ليلةَ الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوفَ أن نُلامَ - بالمطر
مطر
مطر
ومنذ أن كنّا صغاراً، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطلُ المطر
وكلّ عامٍ - حين يعشبُ الثرى- نجوع
ما مرَّ عامٌ والعراقُ ليسَ فيه جوع
مطر
مطر
مطر
في كلّ قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنّة الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكلّ قطرةٍ تُراقُ من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدتْ على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتيّ واهبِ الحياة
مطر
مطر
مطر
سيعشبُ العراقُ بالمطر
أصيحُ بالخليج: "يا خليج..
يا واهبَ اللؤلؤ والمحار والردى"
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
وينثرُ الخليجُ من هباته الكثار
على الرمال، رغوةَ الأجاج، والمحار
وما تبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يرُبّها الفرات بالندى
وأسمعُ الصدى
يرنّ في الخليج:
مطر
مطر
مطر
في كل قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة
ويهطلُ المطرُ

*الإعداد: محمد عزوز
سورية - سلمية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...