اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

الذرائعية وهوية النص العربي ...**د. عبير خالد يحيي

حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي
لجنة الذرائعية للنشر
*د.عبير خالد يحييالذرائعية وهوية النص العربيركزت الذرائعية على رد الاعتبار للنص العربي الذي أفقدوه جنسيته في الربع الأخير من القرن العشرين, بعد ان تآمروا على الجنس الأدبي بأكذوبة النص, هذا التآمر الذي قاده رولان بارت تحت راية سيادة النص بعيدًا عن جنسه وانتمائه, وبذلك فقد النص هويته الأدبية وعاش في فوضى عارمة أفقدته توازنه, فاختلط فيه الحابل بالنابل, حتى جاءت الذرائعية لتعيد للنص وخصوصًا النص العربي -
المنسي من قبل جميع المناهج النقدية العالمية- هويته العربية الخاصة جدًا بخصوصية اللغة العربية لغة القرآن الكريم.
يقول المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي في المجلد الثاني من الموسوعة الذرائعية والمعنون ب ( الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية ) :
يؤكّد الدكتور وليد قصاب في مقدّمة كتابه (مناهج النقد الأدبي الحديث/رؤية إسلامية) بقوله : إنّ ( )الكلمة شأنها شأن مخلوقات الله جميعًا – لم تخلق عبثًا، ولا تكمن قيمة اللفظ فيه في حدّ ذاته، مهما كان هذا اللفظ جميل الإيقاع، رشيق الجرس، باهرًا مدهشًا، ولكنها تكمن فيه وفي مدلوله أيضًا، والدال والمدلول لا ينفصلان، وقيمة الأدب في مادته وأدائه، في مضمونه وشكله، ولا يجوز التطرف في إيثار أحدهما وإسقاط الآخر، لا عند المبدع ولا عند الناقد....)
ومع كل ما تقدّم, أجدني أتّفق مع الدكتور وليد القصاب في الكلمة, واختلف معه في توسيع المعنى والاتجاه بهذا المفهوم نحو النص الأدبي حديثًا الذي تطوّر تطوّرًا مهولًا شكلًا ومضمونًا، وقاد حركة التحرر والانسلاخ عن الجنس الأدبي ... أرى النص بمنظاري المتواضع : كائنًا حيًّا، يولد ويموت، يمرض ويشفى ويتحرّك، ويضعف ويسمن كالإنسان، ويمتلك جينات وراثيّة من أمّ أصيلة رؤوم، اللغة العربية، مشيرًا بأصبعي الغليظ نحو النصّ العربي فقط، فهو مقدّس بقداسة المصحف الكريم، الذي أخذ النصّ العربي بين جنبيه، وأعطاه تلك الصفات الحيويّة والسلطة القويّة، واحتضن اللغة العربيّة بمبدأ القياس والقداسة، و جعل أمّة الإسلام كاملة تنقاد له وتخضع تحت قوته الإلهيّة، فهذا النصّ هو من يأمر و ينهي ، وهو من يحدّد القول والفعل والتصرّف لكلّ موحّد على أرض الله، وهو من يفكّر ويحس، وفيه تكمن أيديولوجيات العلماء والمفكّرين وأصحاب العقول، منه انطلقت
المخترعات والأفكار والنظريّات، وهل من مخلوق أقوى من هذا النص....!؟ لذلك تجدني أتفق مع النص، لكني أرفض التحرّر من الجنس، لأن تلك الحريّة ستسقط هويّة النصّ, وتنشر الفوضى في شرعيّته وانتمائه بشكل واسع....

طمس الأدب العربي لقرون في بركة الغرب الآسنة، والتمس منهم التقدّم والتحضّر بعد فصل النصّ العربي عن النصّ القرآني، للسعي وراء الحداثة والتبعيّة الغربيّة
والتغريب المعمّد بالتخريب من قبل البعض من أصحاب الحرف المنجرف والمستعجل، ولا يعلم هؤلاء أن أغرب سرقة قد تمّت لعلوم ومبتكرات النصّ العربي ، وجميع المسالك العلمية والنقديّة لعلماء العرب المسلمين مثل دوال ومدلولات الجرجاني والفارابي وغيرهم والتداول البلاغي، وحوّلها العلماء الغربيون أمثال سوسير وبيرس ودريدا ورورتي إلى مصطلحات مرطونة، انشغل وانبهر بها المترجمون والباحثون والكتّاب العرب، حتى صارت التبعيّة الغربيّة قدّاسًا للكثير من المدّعين بالعلم والأدب، وحين سمحت لي الصدفة بمحض عملي في منظومة التعليم مع الأجانب, ودخولي ساحات اللّغات وتدريسها لأربعة عقود خلت، ودخولي

الدورات والندوات والسمنارات العلمية الكثيرة على العلوم اللغويّة الحديثة، واجهت تلك المهزلة عن كثب وأدركت نقديًّا:

 إنّ النصّ العربيّ مهمّش، وكأنّه لا ينتمي إلى لغة تعدّ من أصعب اللّغات في العالم أجمع، ومع صعوبتها تلك، فهي تعدّ- باعتراف الغرب أنفسهم- أجمل وأدق وأعرق وأفصح تلك اللغات قاطبة لفظًا وكتابةً وشكلًا ومضمونًا وسردًا ودقةً في التعبير وموسيقى.

 إنّ للنصّ العربي بناء فنّيّ كالبيت وبناء جمالي، أحدهما يكمّل الآخر، وهذان البناءان يختلفان تمامًا عنها في اللغات الأخرى.
 للغة العربية خصوصيّة في اللفظ والتعبير والجمال البلاغي, فهي تفوق جميع اللغات الغربيّة في البديع و البيان...
 اللغة بحدّ ذاتها انعكاس للمجتمع، فهي تعبّر عنه وعن سيرته الذاتية, والأمّة العربيّة أمّة مختلفة عن أمم العالم قاطبة، لذلك ليس من المعقول احترام لغتنا العربية على أساس أنّنا أفضل منهم اعتباريًّا, لذلك همّشوها لكون جميع النظريّات الأدبيّة والنقديّة الغربيّة استندت على مظاهر ماديّة لا تلائم أفكار الإنسان العربي ولا الإسلام ...
 للنص العربي حدود هندسيّة وأعمدة وقوائم كالبنيان, لو سقط منها عمود واحد انهار هذا البناء...
 يضاف إلى ذلك التصادم الحضاري والديني بين الأمّة العربيّة والأمم الغربيّة للتفاوت الحضاري والاختلافات الجوهرية بين الحضارة العربية والحضارات الغربية .
 وأدركت أيضًا أهم نقطة و أخطرها، أنّهم سرقوا علومنا اللغوية وأعادوها إلينا مصطلحات غريبة مرطونة، تحت ذريعة أنّ لغتنا العربيّة منغلقة على نفسها، و لا تقبل المفردات الغريبة من اللغات الأخرى، وليس لها شأن في صنع المصطلحات كاللغات الأوربيّة، وأهم تلك السرقات الدّال والمدلول، وعلم السيمياء والتداول اللساني والكيمياء والطب العربي، ثم أعادوه إلينا بمصطلحات جديدة غريبة التبست على كتّابنا ومثقفينا، نسبها فلاسفة الغرب لأنفسهم، ونحن نترجم وننشر فرحين بما ننجز ....

وأول غيث الذرائعية كان دقّ الإسفين الفولاذي (الموسيقا) بين السرد والشعر, وذلك بتأسيس أطلس للأجناس الأدبية, والذي يحمل خرائط ملونة تحدّد حدودًا ثابتة وفارقة بين جنس وآخر. وهذا ما ضمه المجلد الثاني من الموسوعة الذرائعية (الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية), وفي هذه الحيثية يقول المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي :

وما أريد قوله بحقّ النصّ العربي، أنّه بنيان هندسي رصين، يمتلك جنسًا ثابتًا لا يقبل النطفة الحرام، ألّا من ارتباط شرعي بزواج وعقد إسلامي، لذلك نجد إسفينًا قد دُقّ بين جنس وآخر، وأكبرهم ما دقّ بين النص الشعري و النص النثري، إسفين الموسيقى، فهو إسفين حديدي، حاول بعض أضداد الجنس مثل رولان بارت خلعه في زمن ما بعد الحداثة ولكنّه فشل....

وفي رؤيتي الجديدة المنبثقة عن الذرائعية، أرى الجنس الأدبي العربي إقليمًا له حدود وجغرافية وصفات تميّزه عن بقية الأجناس الأخرى، يمتلك جنسية خاصة به,
يذكر فيها اسمه وصفاته وحدوده، ومنها سنتعرّف ببساطة على خارطة كل جنس أدبي والوقوف عند حدوده، فلا يجوز تجاوز تلك الحدود إلّا بشروط وقوانين تفرضها علينا السلطة الأدبية الجنسية ومساحتها وحدودها الرسمية والشرعية, وذلك نوع من الاحترام والتقدير منّا للجنس العربي الأصيل و الأنيق, وكما في الجدول المفصّل أدناه :
.
كتب الباحث والناقد المصري كريم عرفان عقب اطلاعه على ( الذرائعية في التطبيق) مقاله الذي عنونه ب:
الأدب العربي ..ميلاد جديد
كنت دائمًا أرى أن هناك ما يسمى "خصوصية النص العربي" ؛ و أن اللغة العربية تفرض قوانينها وشروطها الخاصة على النص؛ فلا يرى إلا وفقًا لآلياتها وأساليبها ؛ ولكن للأسف الشديد كان النص العربي يقع فريسة لبعض الذين يكتبون النقد- ولا أقول نقاد - و الذين عكفوا على الدراسات النقدية الغربية واتخذوها إمامًا ومرشدًا ..يحاكمون النصوص العربية والمبدعين باللسان العربي وفقًا لما فهموه ودرسوه من بنيوية وما بعد البنيوية وتفكيك ونظريات تتصل بالحداثة وبما بعد الحداثة, وكلها دراسات غربية تفتقر إلى الحس العربي, وكان حكمهم : هو نفى النص العربى من دائرة الأدب العالمي بحجة أن النص العربي لا يصلح ولا يخضع لتلك المقاييس العالمية التي وضعت من قبل أناس غربيين لا يفقهون اللسان العربي ومقاييسه وأسراره. وكنت دائم التساؤل ..ألا يوجد في أمتنا العربية رجل رشيد يصحح هذه الأوضاع ويدعو أمته إلى رؤية النص العربي من زاوية جديدة ..زاوية تحترم اللغة العربية وخصوصيتها و قوانينها ..رجل واحد ..يدعو أمته إلى ما فيه عزة لغتها ورفعة أدبها .. ومرت فترة طويلة وانزوى الأدب العربي جانبًا قانعًا باليسير, وأصبح النقد في عالمنا العربي تابعًا أسيرًا للنظريات الغربية أو للذين يكتبون عن الهوى دون استناد على علم أو اعتماد على تنظير؛ بل حتى لا يفقهون "ماهية النقد "! واستمر هذا الوضع المؤسف حتى ظهر أخيرًا من يجدّد لهذه الأمة أمر أدبها ..وهو الأستاذ والأديب والعالم الجليل الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي .. الذى جاء من بلاد الرافدين ( العراق ) يحمل نظريته الجديدة التي من شأنها أن تجدد لهذه الأمة أدبها وتمنحها رؤية نقدية عربية مستقلة, أو إن شئت فقل منهج يؤسس به للنقد العربي, ويحمى به النص العربي ولغته من التشويش الذى لحق به نتيجة تبني بعض كتاب النقد مناهج غربية لا تليق بالنص العربي, فللنص العربي أبوابه ومداخله.. وللغة العربية آلياتها التي لا يُفهَم النص إلا بإلقاء الضوء عليها . فكانت نظريته التي احترمت عروبة النص وآمنت باستقلاليته " النظرية الذرائعية" وعلى عكس مايروّج الكثيرون عن العقلية العربية, أنها تميل إلى العاطفة وتركن إلى الراحة وترفض الإبتكار ولا تهتم بالتأسيس العلمي والعقلي ..جاءت النظرية الذرائعية تمثل " رؤية نقدية ميكانيكية تطبيقية موحدة جديدة" على حسب قول واضعها ومبتكرها أ/ عبد الرزاق عوده الغالبي .وكل نظرية في حاجة إلى تطبيق, والتطبيق في حالة الذرائعية امتحان عسير ومسئولية تاريخية جسيمة, فمن يتصدى له يجب أن يتحلّى بمواهب شتى ..من علم بالأدب وفنونه, ومعرفة بالنقد ومكوناته وعلومه, وأيضًا ثقافة واسعة, بالإضافة إلى إيمان عميق بالنظرية, وولاء كامل للغة العربية, وعليه أن يقف أمام موجات من الغضب النقدي الذى يتمثل في من ارتضى آليات النقد الغربية حكَمًا على الإبداع العربي, وأن يتحمل الهجمات من المخالفين الذين يتربصون بهذا الابتكار الوليد. فكان من تحمل هذه المسئولية التاريخية الجسيمة .. الأديبة و الباحثة والناقدة السورية.. د/ عبير خالد يحيى ..التى أخلصت للنظرية الذرائعية ورأت فيها الإنقاذ الوحيد للنص العربي, وأيقنت أنها السبيل الوحيد لتأسيس رؤية نقدية عربية أصيلة نابعة من لغتنا وحضارتنا ومبادئنا الأخلاقية .وعكفت على تطبيق هذه النظرية على النصوص الأدبية التي تناولتها فأبدعت، وجسدت النظرية نقدا مرئيًّا أمام الجميع, وبذلك تم إعلان نجاح النظرية الذرائعية. وبعد هذا التطبيق الباهر من د/ عبير خالد يحيى ..أعلن استقلال النقد العربى ..وميلاد تاريخ جديد للأدب العربي ..والآن أصبح على كل من أراد أن يبدع باللسان العربي, أو من يتحمس للغة العربية وأدبها قارئا أو ناقدا أو متلقيا أن يتخذ من الذرائعية منهجا وطريقا ينير أمامه طريق الأدب والإبداع . ماهى الذرائعية ..النظرية الذرائعية, أو كما أطلق عليها مبتكرها ومؤسسها العلامة/ عبد الرزاق عودة الغالبي (الذرائعية فى التطبيق فى تحليل النص الأدبى PRAGMATIC IN- ACTION) هى أول نظرية عربية نقدية متكاملة جاءت لتدحض ما قاله مفكرو الغرب وفلاسفته مثل .. وليام غوتليب تنمّان Guillaume Theophile Tennemann ؛ وإرنست رنان Ernest Renan الذين اعتبروا أن الأمة العربية بعيدة عن إنتاج مذاهب عقلية وفلسفية مستقلة؛ فجاءت تلك النظرية لتوضح أن الأمة العربية بها قامات فلسفية و علمية قادرة على صناعة وابتكار مذاهب مستقلة نابعة من لغتها وحضارتها ..تعريف الذرائعية :- يعرف العلامة / عبد الرزاق عودة الغالبي ..الذرائعية بقوله : ( الذرائعية : رؤية نقدية ميكانيكية تطبيقية موحدة جديدة ) فالذرائعية جوهرها احترام النقد وإضفاء صفة العلمية عليه واعتباره العراب للأدب وهو الذي يضع قوانينه ويضبط مصطلحاته ويحدد منطلقاته ويعرف غاياته ومراميه" فالنقد علم واسع وهو أهم العلوم البحتية التي تحتضن الأدب، والعراب الحنون للأدب " كما يقول العلامة الغالبي ..فالذرائعية ترى النقد علما يصطف مع العلوم الأخرى المنضبطة كالكيمياء والفيزياء والرياضيات ..فهو يستحق أن توضع له القواعد الدقيقة التي تضبط حركاته وسكناته . فالذرائعية تضطلع بأدوار لعل أهمها التفرقة بين الأدب واللا أدب كما يقول العلامة الغالبي ..فهى نظرية تضع المعايير الدقيقة لاختبار بنية النص الأدبي, وتمنح الأديب أدواته التي يمكنه أن يكتب بها .خصائص الذرائعية :- للذرائعية خصائص وسمات كثيرة أبرزها سبع خصائص وهي:
1-علمية النقد
2-رؤية نقدية ميكانيكية
3-إمكانية التطبيق
4-التجنيس الأدبي
5-الوسيط الحتمي
6-التحليل الأولي
7- الأخلاقية
وهذه هي السمات والخصائص التي تتحلى بها النظرية الذرائعية, وسنتناولهم فيما يلي :

1 –"علمية النقد " .. نادت الذرائعية بعلمية النقد, فالناظر إلى الكتابات النقدية يراها مجرد كتابات إنشائية لا تستند على علم أو تعتمد على تنظير إنما هي رؤى انطباعية اتخذت من النقد اسما لها ..لذلك جاءت النظرية الذرائعية بالجديد الذي غاب عن النقاد العرب وهو ( المنهجية ), فالذى يمارس النقد عبر اتباع النظرية الذرائعية يمارسه بطريقة منهجية منظمة ..ويجب أن يتحلى الطرح النقدى باحترام العلمية والبحثية, وهذا ما يجعل النقد علمًا له أسسه وأركانه وليس مجرد كتابات انطباعية .
2- " رؤية نقدية ميكانيكية " ويبنى على ذلك الأساس العلمي تبنّي الذرائعية آليات ممنهجة تجعل الناقد أو المحلّل يستطيع عبر اتباعه الآليات والقواعد التي وضعتها الذرائعية, يستطيع معرفة الجمال الذي تتحلى به القشرة الخارجية للنص – والذي تميّز به النص العربي- وأيضًا يستطيع العلم بمخبوءات النص ومراميه, وكشف اللثام عن المعاني الباطنية غير الصريحة . لذلك جاء تعريف العلامة الغالبي لها بأنها : ( رؤية نقدية ميكانيكية تطبيقية موحدة ) ..
فالقواعد التي وضعتها الذرائعية من شأنها أن تجعل الناقد أو المحلل ينفذ إلى عمق النص ومعرفة تفسيره وإخراج مخبوءاته, وأيضًا مراعاة الشكل الخارجي الجمالي المميز للنص العربي وذلك بشكل أوتوماتيكي ..
3- "إمكانية التطبيق " وحسب التعريف الذي وضعه العلامة الغالبي – مؤسس النظرية - فالذرائعية " رؤية نقدية ميكانيكية تطبيقية " فهى ممكنة التطبيق وليست مجرد تنظير مجرد لا يمكن تطبيقه وإعماله على النصوص الأدبية العربية ..وقد قامت بتطبيق هذه النظرية وإثبات نجاحها الناقدة والأديبة د/ عبير خالد يحيى ..التى أثبتت نجاح النظرية عبر تطبيقاتها العملية إذ قامت بقراءة النصوص الأدبية التي تناولتها قراءة نقدية ذرائعية وكان النجاح هو حليف النظرية الذرائعية عبر مجهودات الناقدة والاديبة د/ عبير خالد يحيى .

4- " التجنيس الأدبي " يعد التجنيس الأدبي الركيزة الأساسية في الذرائعية, وقد هاجمت الذرائعية التمرد الشائع على التجنيس واعتبرت ذلك مسلكًا فوضويًا من شأنه أن يقوم بتخريب الشكل المتميز الذى يتحلى به النص العربي, وقد اعتبرت الذرائعية أن التجنيس وإضفاء الجنس على العمل الأدبي المكتوب هو "المرحلة الأولية "للنقد .

5- " الوسيط الحتمي " ويعد من أبرز خصائص النظرية الذرائعية هو احترامها وتقديرها للغة العربية, فاللغة العربية هى الوسيط الحتمي -كما عرفها العلامة الغالبي – والتي تختلف شكلًا وتعبيرًا وبنيوية عن جميع لغات العالم, وذلك ماقررته الذرائعية, وهو الذى يغيب عن فكر المتلقي العربي, فالنص العربي يختلف عن بقية النصوص التي كتبت باللغات الأخرى؛ والذرائعية هي النظرية التي احترمت خصوصية اللغة العربية, وما تتميز به من آليات وأساليب بيانية وجمالية تفتقدها اللغات الأخرى .

6 – " التحليل الأولي " حافظت الذرائعية على القشرة الجمالية للنص الأدبي وتبنت القيام بتحليل النص "تحليلًا أوليًّا "على العكس تمامًا من التفكيكية التي تبدأ بتكسير السطح اللامع للنص الأدبي لكي تبلغ أعماقه المعتمة التي لا يبوح بها, وذلك التناول من شأنه أن يهدم الشكل الجميل للنص الأدبي العربي ...فالذرائعية تعصم المتلقي من التعمق والتكلف في البحث عن تأويلات لا نهاية لها ..وكما تقول د/ عبير خالد يحيى .."فقد أولت الذرائعية القشرة الجمالية للنص الأدبي ما تستحقه من اهتمام, وجعلتها تتماشى بالتوازي مع المضمون, وقد تتقدمه وقد تتخلف عنه بحسب النص المكتوب " فلم تحطم الذرائعية تلك القشرة الجمالية كما فعلت تفكيكية دريدا بل اكتفت بالتحليل الأولي, حتى لا يتكسر النص ويتشظى ويؤدى إلى الوقوع في شرك التناقض والشروخ, فهى نظرية تحترم الظاهر والباطن للنص معًا؛ فالذرائعية قد نادت بمبدأ " الأفكار المتدرجة "وهى الأفكار المتعاقبة والمكملة لبعضها والتي يعثر عليها الناقد عندما يغوص في النص الأدبي, والتي لا تفضي إلى التناقض كما يقول دريدا, وهذا ما تقتضيه حتمية الوعي النصي كما قررت الذرائعية .
7-" الأخلاقية " وللذرائعية سمة هامة وخصيصة كبرى تتمتع بها, فهى لا تمنح صفة الأدب للنصوص غير الأخلاقية؛ فالذرائعية تعتبر الأدب هو ما يثبت القوائم الأخلاقية للمجتمع؛ وهو ما تفرضه الذرائعية على الأديب من واجب يحتم عليه أن يلتزم بقوائم الأخلاق والمثل الإنسانية العليا ولا يحق له التعرض لمنظومة الأخلاق العامة والأديان والأعراف والقوانين بشكل هدام, فيجب أن يخضع الأديب لمقومات (مذهب التعويض الأدبي doctrine of compensation )..وكما تقرر الذرائعية " فيجب أن يكون النقد هو الحارس الأمين لمنع التجاوزات الأدبية الهدامة التي تخترق بنية الأعراف والقوانين والأخلاق لعالمنا بكل طوائفه وأجناسه.. ولا يعد أديبا من يخترق منظومة الأخلاق والأجناس الطائفية وينشر العداء والفرقة بين الناس . "

لا يتوفر وصف للصورة.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...