صلاح فضل يحلل أساليب السرد في الرواية العربية
* حازم خالد :ــ
تقترب من السرديات الحديثة جملة البحوث النقدية من منطق الخطاب النقدي بمناهجه المختلفة، فقد استطاعت في العقود الثلاثة الماضية أن تؤسس معرفة متنامية ودقيقة بالنصوص السردية في تجلياتها المختلفة، حتى غدت نموذجاً مشجعاً لما يسمى بعلم الأدب في تشكله المتطور الدؤوب؛ المتجدد بقدر ما ينبثق في المخيلة الإنسانية من إبداع.
وفي كتابه "أساليب السرد في الرواية العربية" للدكتور صلاح
فضل يؤكد ازدهار البحوث السردية التي تدور حول طبيعة المنظور السردي وأشكال الرؤية القصصية، وعمليات تكوين بؤرة السرد ومستوياتها وعناصر توجيهها في تناغم مع البحوث التي تحلل تعدد الأصوات وعلاقتها بنوعية الضمائر ولغة الخطاب الروائي في حالات العرض والسرد، وارتباطها بقضايا مستويات الزمن القولي والتاريخي، وما ينجم عن تضافرها من إيقاعات متفاوتة وأساليب عديدة.
ويشير فضل إلى أن النصي المحدث كان تنمية للاتجاهات السابقة عليه، وأنه أفاد بصفة خاصة من النقد المخصص للفنون البصرية الحركية – خاصة السينما – في ضبط مصطلحاته وتحديد التقنيات الموظفة فيه.
ويضرب مثلا أن لغة السينما بجدتها وحيويتها وعلاقتها بالزمان والمكان على أساس تجريبي مباشر، وما يتخللها من عمليات تركيب ومونتاج، وعنايتها بالمفصلات السردية قد أثرت جمالياتها الجديدة الوعي النقدي، وساعدته في اكتشاف أدوات تقنية محدثة لتحليل نظم السرد وكيفيته العديدة. فإذا انتقلنا من أجهزتها وتطبيقها على النصوص الروائية المحددة، واجهتنا بعض الأسئلة المعلقة التي نقف منها عند أمرين من وجهة نظر المؤلف: أحدهما، هل الأفضل أن نقوم بتطبيق هذه المفاهيم بطريقة آلية – على جميع ما نتناوله من نصوص سردية، فنحيلها إلى عدد من الرسوم والجداول البيانية المجافية بطبيعتها للحس الفني والتذوق النقدي لألوان الشعرية المتفاوتة؟ أم نقصر هذا النوع من البحث المنهجي التجريبي على الدوائر الأكاديمية والجامعية، لتكوين قاعدة معرفية صلبة، تنطلق على هديها الممارسات النقدية العامة التي لا تفقد بهجة المصاحبة الحميمة للنصوص بمنطلق الأدب ولغته الأثيرة ، فتظل الدراسات الجامعية "معامل" لتكوين الأطر والنماذج الطليعية في المعرفة، التي تعني المتخصصين فحسب، تزود الحياة الثقافية والنقدية بنتائج بحوثها التي تستحضرها الدراسات المستبصرة، دون أن تحمل أجهزتها ومعادلاتها المطولة، أو تخرج على منطقها العلمي الصحيح. فهي تتراءى بروحها المنهجي في جملة الكتابات النقدية العامة التي تفيد من منجزات البحوث التجريبية وتتخفف من مصطلحاتها وتفصيلاتها التقنية.
بهذا تتعدد السبل دون أن تتبدد الجهود، وبهذا يمكننا أن نحل إشكالية صعوبة لغة النقد الحديث وصعوبته على القارئ العادي بتوزيع الوظائف الطليعية التجريبية على المجال الأكاديمي والتطبيقية الموجهة على النطاق الثقافي العام.
أما السؤال الثاني فهو عن مدى إمكانية الإفادة من هذا الحصاد المعرفي الجديد في جملته للكشف عن بعض الوسائل العملية التداولية لتحديد الفروق النوعية بين أشكال الرواية المختلفة، على أسس تقنية جمالية، تتجاوز ما ألفناه من تصنيفات مذهبية أصبحت قاصرة.
شعارات قديمة
ويؤكد د. صلاح فضل أنه لم يعد بوسع النقد المعاصر أن يتحدث عن المادة القصصية اعتماداً على مضمون الخطاب السردي وتوجهاته المذهبية، فقد انتهت سيادة الأيديولوجيا وشعاراتها القديمة، ولم تعد النوايا الطيبة هي التي تحدد مستويات الأعمال ودرجة أهميتها، فقد اتضح أن مستويات التوظيف ترتبط بالإنجازات التقنية والجمالية. ودخلت علوم اللغة بصرفها ونحوها ودلالتها، ومباحث الأسلوب بإشكالياتها المتعددة وأدواتها الإجرائية، ثم علم النص بما أسفر عنه من طرق تحليلية للأبنية الصغرى والكبرى وكيفية ترتبها، جاءت كل هذه العلوم لتصنع خرائط جديدة للحقول الإبداعية، واستحدثت معها مصطلحاتها وآلياتها.
تنمية للاتجاهات السابقة
تتعدد السبل دون أن تتبدد الجهود
والسؤال الذي يطرحه الكتاب: هل يمكن أن نستخلص من جملة المعارف التقنية في السرديات عدداً من المؤشرات الدالة، يسمح لنا بإقامة تصنيف نوعى جديد، يتيح لنا رصد ما يسمى بالأساليب السردية؟ يجيب المؤلف: أحسب أن هذه المحاولة التركيبية – على صعوبتها – تستحق الاجتراح والمجازفة. كما أظن أن الوسيلة التي تؤدي لإنجازها لا بد أن تنتقل من مرحلة التنظير وتأليف الطرق والمناهج للشطر الثاني من العملية الجدلية المتمثلة في التطبيق العملي على نصوص بعينها عبر الإنتاج الروائي في ثقافة محددة. حيث يمكن تشغيل آليات القراءة والتأويل والتصنيف، ومقاربة الإبداع بحس تركيبي أيضاً، يبتعد عن الحرفية المدرسية، محاولاً الإنصات لإيقاع النص الحميم واكتشاف خصوصيته في الوقت الذي يمسك فيه بخواصه النوعية التي تجمعه مع غيره في أسلوب واحد.
وقد أدت قراءة عدد يسير من الروايات العربية التي صدرت في الآونة الأخيرة، والموزعة على مختلف مناطق العالم العربي بقدر ما تسمح به ظروف التواصل في النشر والتسويق، دون عناية بالتمثيل الجغرافي المحدد، أدت إلى تبلور بعض الملامح المميزة لثلاثة أساليب رئيسية في السرد العربي المعاصر، ترتكز على شكل التوافق بين ثلاث مجموعات ثنائية من العناصر الروائية هي الإيقاع والمادة والرؤية.
أما الإيقاع، فهو ناجم عن حركتي الزمان والمكان أساساً، كما أن المادة تتمثل في حجم الرواية، أي امتدادها الكتابي من ناحية، وطبيعة لغتها من ناحية ثانية ، بينما تبرز الرؤية من خلال كيفية عمل الراوي وتوجيه المنظور.
فالزمان والمكان يتمثلان في مادة الرواية وحجمها، والراوي لا يمكن تحديد موقعه ولا منظوره إلا عبر المادة المقدمة، والمنظور يرتبط جذريا بحركة اللغة والحوار وهكذا. غير أن طريقة انتظام هذه الوحدات تنتج لنا – طبقاً لاتفاق ثنائيتين من ثلاث في الألوية – أسلوباً سردياً متميزً.
ونتيجة لذلك يقدم د. فضل اقتراحا بفرضية أولية بوجود ثلاثة أساليب رئيسية في السرد العربي خاصة هي:
أولا: الأسلوب الدرامي: ويسيطر فيه الإيقاع بمستوياته المتعددة من زمانية ومكانية منتظمة، ثم يعقبه في الأهمية المنظور وتأتي بعده المادة.
ثانيا: الأسلوب الغنائي: وتصبح الغلبة فيه للمادة المقدمة في السرد حيث تتسق أجزاؤها في نمط أحادي يخلو من توتر الصراع، ثم يعقبها في الأهمية المنظور والإيقاع.
ثالثا: الأسلوب السينمائي: ويفرض فيه المنظور سيادته على ما سواه من ثنائيات، ويأتي بعده في الأهمية الإيقاع والمادة.
ومع أنه لا توجد حدود فاصلة قاطعة بين هذه الأساليب؛ إذ تتداخل بعض عناصرها في كثير من الأحيان، ويختلف تقدير الأهمية المهيمنة من قراءة نقدية إلى أخرى، مما يجعل التصنيف غير مانع بالمفهوم المنطقي.
يقول د. صلاح فضل: "فيما يتعلق بجملة الإنتاج الروائي لهؤلاء الكتاب أنفسهم، أو لغيرهم ممن لم تتح لنا فرصة التوقف أمامهم ، فإن البحث التطبيقي وحده هو الذي يكشف مدى التزامهم بأسلوب واحد، أو تحركهم عبر أكثر من أسلوب في مسارهم الإبداعي بأكمله بمراحله المختلفة، مما لا يمكن الفصل فيه إلا بعد البحث التجريبي، لكن الذي يعنينا الآن إنما هو تقديم هذا النموذج الأولي في صيغة مقترح نقدي لقراءة طرف من الإنتاج الروائي العربي، لا على أساس أسماء المبدعين وشخصياتهم وأقدارهم، ولا على أساس توزعهم الإقليمي أو الوطني، أو توجهاتهم الأيديولوجية والمذهبية، وإنما بناء على الأساس الوحيد الذي يظل صالحاً للتمييز العلمي الصحيح، مهما تغيرت مكوناته ونسبه، وهو نوع الأساليب التقنية الناجزة وجمالياتها الوظيفية".
يذكر أن كتاب "أساليب السرد في الرواية العربية" للدكتور صلاح فضل، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة
*.(وكالة الصحافة العربية)
* حازم خالد :ــ
تقترب من السرديات الحديثة جملة البحوث النقدية من منطق الخطاب النقدي بمناهجه المختلفة، فقد استطاعت في العقود الثلاثة الماضية أن تؤسس معرفة متنامية ودقيقة بالنصوص السردية في تجلياتها المختلفة، حتى غدت نموذجاً مشجعاً لما يسمى بعلم الأدب في تشكله المتطور الدؤوب؛ المتجدد بقدر ما ينبثق في المخيلة الإنسانية من إبداع.
وفي كتابه "أساليب السرد في الرواية العربية" للدكتور صلاح
فضل يؤكد ازدهار البحوث السردية التي تدور حول طبيعة المنظور السردي وأشكال الرؤية القصصية، وعمليات تكوين بؤرة السرد ومستوياتها وعناصر توجيهها في تناغم مع البحوث التي تحلل تعدد الأصوات وعلاقتها بنوعية الضمائر ولغة الخطاب الروائي في حالات العرض والسرد، وارتباطها بقضايا مستويات الزمن القولي والتاريخي، وما ينجم عن تضافرها من إيقاعات متفاوتة وأساليب عديدة.
ويشير فضل إلى أن النصي المحدث كان تنمية للاتجاهات السابقة عليه، وأنه أفاد بصفة خاصة من النقد المخصص للفنون البصرية الحركية – خاصة السينما – في ضبط مصطلحاته وتحديد التقنيات الموظفة فيه.
ويضرب مثلا أن لغة السينما بجدتها وحيويتها وعلاقتها بالزمان والمكان على أساس تجريبي مباشر، وما يتخللها من عمليات تركيب ومونتاج، وعنايتها بالمفصلات السردية قد أثرت جمالياتها الجديدة الوعي النقدي، وساعدته في اكتشاف أدوات تقنية محدثة لتحليل نظم السرد وكيفيته العديدة. فإذا انتقلنا من أجهزتها وتطبيقها على النصوص الروائية المحددة، واجهتنا بعض الأسئلة المعلقة التي نقف منها عند أمرين من وجهة نظر المؤلف: أحدهما، هل الأفضل أن نقوم بتطبيق هذه المفاهيم بطريقة آلية – على جميع ما نتناوله من نصوص سردية، فنحيلها إلى عدد من الرسوم والجداول البيانية المجافية بطبيعتها للحس الفني والتذوق النقدي لألوان الشعرية المتفاوتة؟ أم نقصر هذا النوع من البحث المنهجي التجريبي على الدوائر الأكاديمية والجامعية، لتكوين قاعدة معرفية صلبة، تنطلق على هديها الممارسات النقدية العامة التي لا تفقد بهجة المصاحبة الحميمة للنصوص بمنطلق الأدب ولغته الأثيرة ، فتظل الدراسات الجامعية "معامل" لتكوين الأطر والنماذج الطليعية في المعرفة، التي تعني المتخصصين فحسب، تزود الحياة الثقافية والنقدية بنتائج بحوثها التي تستحضرها الدراسات المستبصرة، دون أن تحمل أجهزتها ومعادلاتها المطولة، أو تخرج على منطقها العلمي الصحيح. فهي تتراءى بروحها المنهجي في جملة الكتابات النقدية العامة التي تفيد من منجزات البحوث التجريبية وتتخفف من مصطلحاتها وتفصيلاتها التقنية.
بهذا تتعدد السبل دون أن تتبدد الجهود، وبهذا يمكننا أن نحل إشكالية صعوبة لغة النقد الحديث وصعوبته على القارئ العادي بتوزيع الوظائف الطليعية التجريبية على المجال الأكاديمي والتطبيقية الموجهة على النطاق الثقافي العام.
أما السؤال الثاني فهو عن مدى إمكانية الإفادة من هذا الحصاد المعرفي الجديد في جملته للكشف عن بعض الوسائل العملية التداولية لتحديد الفروق النوعية بين أشكال الرواية المختلفة، على أسس تقنية جمالية، تتجاوز ما ألفناه من تصنيفات مذهبية أصبحت قاصرة.
شعارات قديمة
ويؤكد د. صلاح فضل أنه لم يعد بوسع النقد المعاصر أن يتحدث عن المادة القصصية اعتماداً على مضمون الخطاب السردي وتوجهاته المذهبية، فقد انتهت سيادة الأيديولوجيا وشعاراتها القديمة، ولم تعد النوايا الطيبة هي التي تحدد مستويات الأعمال ودرجة أهميتها، فقد اتضح أن مستويات التوظيف ترتبط بالإنجازات التقنية والجمالية. ودخلت علوم اللغة بصرفها ونحوها ودلالتها، ومباحث الأسلوب بإشكالياتها المتعددة وأدواتها الإجرائية، ثم علم النص بما أسفر عنه من طرق تحليلية للأبنية الصغرى والكبرى وكيفية ترتبها، جاءت كل هذه العلوم لتصنع خرائط جديدة للحقول الإبداعية، واستحدثت معها مصطلحاتها وآلياتها.
تنمية للاتجاهات السابقة
تتعدد السبل دون أن تتبدد الجهود
والسؤال الذي يطرحه الكتاب: هل يمكن أن نستخلص من جملة المعارف التقنية في السرديات عدداً من المؤشرات الدالة، يسمح لنا بإقامة تصنيف نوعى جديد، يتيح لنا رصد ما يسمى بالأساليب السردية؟ يجيب المؤلف: أحسب أن هذه المحاولة التركيبية – على صعوبتها – تستحق الاجتراح والمجازفة. كما أظن أن الوسيلة التي تؤدي لإنجازها لا بد أن تنتقل من مرحلة التنظير وتأليف الطرق والمناهج للشطر الثاني من العملية الجدلية المتمثلة في التطبيق العملي على نصوص بعينها عبر الإنتاج الروائي في ثقافة محددة. حيث يمكن تشغيل آليات القراءة والتأويل والتصنيف، ومقاربة الإبداع بحس تركيبي أيضاً، يبتعد عن الحرفية المدرسية، محاولاً الإنصات لإيقاع النص الحميم واكتشاف خصوصيته في الوقت الذي يمسك فيه بخواصه النوعية التي تجمعه مع غيره في أسلوب واحد.
وقد أدت قراءة عدد يسير من الروايات العربية التي صدرت في الآونة الأخيرة، والموزعة على مختلف مناطق العالم العربي بقدر ما تسمح به ظروف التواصل في النشر والتسويق، دون عناية بالتمثيل الجغرافي المحدد، أدت إلى تبلور بعض الملامح المميزة لثلاثة أساليب رئيسية في السرد العربي المعاصر، ترتكز على شكل التوافق بين ثلاث مجموعات ثنائية من العناصر الروائية هي الإيقاع والمادة والرؤية.
أما الإيقاع، فهو ناجم عن حركتي الزمان والمكان أساساً، كما أن المادة تتمثل في حجم الرواية، أي امتدادها الكتابي من ناحية، وطبيعة لغتها من ناحية ثانية ، بينما تبرز الرؤية من خلال كيفية عمل الراوي وتوجيه المنظور.
فالزمان والمكان يتمثلان في مادة الرواية وحجمها، والراوي لا يمكن تحديد موقعه ولا منظوره إلا عبر المادة المقدمة، والمنظور يرتبط جذريا بحركة اللغة والحوار وهكذا. غير أن طريقة انتظام هذه الوحدات تنتج لنا – طبقاً لاتفاق ثنائيتين من ثلاث في الألوية – أسلوباً سردياً متميزً.
ونتيجة لذلك يقدم د. فضل اقتراحا بفرضية أولية بوجود ثلاثة أساليب رئيسية في السرد العربي خاصة هي:
أولا: الأسلوب الدرامي: ويسيطر فيه الإيقاع بمستوياته المتعددة من زمانية ومكانية منتظمة، ثم يعقبه في الأهمية المنظور وتأتي بعده المادة.
ثانيا: الأسلوب الغنائي: وتصبح الغلبة فيه للمادة المقدمة في السرد حيث تتسق أجزاؤها في نمط أحادي يخلو من توتر الصراع، ثم يعقبها في الأهمية المنظور والإيقاع.
ثالثا: الأسلوب السينمائي: ويفرض فيه المنظور سيادته على ما سواه من ثنائيات، ويأتي بعده في الأهمية الإيقاع والمادة.
ومع أنه لا توجد حدود فاصلة قاطعة بين هذه الأساليب؛ إذ تتداخل بعض عناصرها في كثير من الأحيان، ويختلف تقدير الأهمية المهيمنة من قراءة نقدية إلى أخرى، مما يجعل التصنيف غير مانع بالمفهوم المنطقي.
يقول د. صلاح فضل: "فيما يتعلق بجملة الإنتاج الروائي لهؤلاء الكتاب أنفسهم، أو لغيرهم ممن لم تتح لنا فرصة التوقف أمامهم ، فإن البحث التطبيقي وحده هو الذي يكشف مدى التزامهم بأسلوب واحد، أو تحركهم عبر أكثر من أسلوب في مسارهم الإبداعي بأكمله بمراحله المختلفة، مما لا يمكن الفصل فيه إلا بعد البحث التجريبي، لكن الذي يعنينا الآن إنما هو تقديم هذا النموذج الأولي في صيغة مقترح نقدي لقراءة طرف من الإنتاج الروائي العربي، لا على أساس أسماء المبدعين وشخصياتهم وأقدارهم، ولا على أساس توزعهم الإقليمي أو الوطني، أو توجهاتهم الأيديولوجية والمذهبية، وإنما بناء على الأساس الوحيد الذي يظل صالحاً للتمييز العلمي الصحيح، مهما تغيرت مكوناته ونسبه، وهو نوع الأساليب التقنية الناجزة وجمالياتها الوظيفية".
يذكر أن كتاب "أساليب السرد في الرواية العربية" للدكتور صلاح فضل، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة
*.(وكالة الصحافة العربية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق