اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

طعم الحديد ـ قصة قصيرة ...*هُدى محمد وجيه الجلاّب ـ سورية

اعتدت أنْ أسلك درباً واحدة، خطوات معدودة توصلني إلى الشارع العام ثمّ أركب أول سيارة أجرة تصادفني كي تقلني، لا أدري ما الخاطر الغريب الذي دعاني إلى التغيير فقررت أنْ أقطعَ المسافة مشياً على قدميّ ..
فوق أرض حجريّة بين حارات ضيقة تتقابل جدرانها بشموخ، وأخشاب نوافذ تتعانق بودّ، شعرت ببعض الراحة.
قرأتُ ملامح ذكريات مرسومة بالدهان على الأحجار، استنشقتُ عبيرَ حُبّ صاف مع رائحة زهور عراتلية تتدلى جدائلها بسحر ودلال، سحبت أنفاس الرضا بعمق فارتاحت نفسي قليلاً ..
بودّي أنْ أقطف زهرة بيضاء مُزركشة، مِن عبّ الأوراق المتعانقة..
أرفع كعبيّ لأقف على رؤوس أصابعي، لا فائدة بقيت دون نوال أيّ زهرة، لا أدري الأغصان عصيّة أمْ يدي قصيرة الحيلة؟
أتابع السير وفي قلبي حسرة على زهرة يتيمة تداعب أرنبة أنف راغب بمزيد من العبق الدمشقي الساحر.
نسيت الأمر حين شغل فضولي كلمات معترضة سمعتها مِن وراء ستائر شبابيك مفتوحة، أحدهم يقول بصوت عريض: الحرب هلكت الجميع الله وكيل. مِن نافذة أخرى بصوت ناعم: الله لا يسامح من يُخرّب الشام. صوت مخنوق: كأنّ القيامة قامت يا ناس. بحزم: ما عادت الأمور تُحتمل تعبنا.
استوقف فضولي نشرة أخبار تنطلق بحريّة مِن نافذة منخفضة بعض الشيء دون ستائر. حاولت استراق نظرة إلى الداخل، رآني صاحب البيت الضخم فهبّ كالنمر
وقال واثقاً: - أهلاً تفضلي.
هربت كفأرة جبانة. وروح غريبة سحبتني خارج نطاق الحارات الشعبية كي تبعدني عن صخب ثرثرة وخيالات إلى وحشة طريق شبه مقطوعة، كأنّ تلك الروح تريد أنْ تريني بعض لقطات فتبعت إرادتها علّني أكتشف طعماً
أجهل كيمياء مذاقه ..
على الطريق الطويلة التي اختارها قدر لحظة غريبة ولبرهة قصيرة حسبت أنّني ليلى الحكاية الخيالية التي حكتها أمّي على طرف سريري الصغير، فتخيلت الذئب الضخم ينتظرني على فارغ الصبر فاتحاً فمه على مصراعيه وراء شجرة هرمة يريد أكلي دون ملح أو بهارات. هل أرجع؟ لا سأتابع، مَنْ يختار التغيير عليه أن يتحمّل أنواع المفاجآت
وإلاّ لا معنى للعناء ..
سأمتحن طعم الخوف، ما سمعت عن خوف تجسّد وقطع الرؤوس أو أكل أيّ مخلوق، لأنّه مُجرّد حالة وهم يصنعها خيالنا بلحظة ضعف ..
يعود الزمن إلى الوراء خطوات معدودة ويفتح أبواب دهاليز مُغبّرة: انتابني الخوف أول مرّة في حياتي حين سمعت عن عالم الجن المخيف ثمّ الفئران والحشرات،
تخيلتُ الخوف حينئذ وحشاً مفترساً سيهجم علينا يمزقنا ويأكلنا بأسنان طويلة. حكايات الرعب، الغول الذي يسرق البنات، أبو كيس العملاق، ذئب ليلى، رهبة الامتحانات، خسوف القمر، كسوف الشمس، جنون البقر، الإيدز، انفلونزا الطيور. خوف وخوف يا ويلي ..
أحاول جاهدة تغيير موجة الرعب هذه، لكي أتناسى موضوع الذئب المزعوم والغيلان والأمراض، أفتح باباً جانبياً لدخول مشاعر رقيقة، أحاول أنْ أستدرج إلى المُخيّلة شريطاً آخر من صور الماضي الجميل ..
أنبّه وأحرّض بعض حواس بعاطفة فاترة لأستفزّ دواخل مُتقلصة، كيف كانت الأيّام حلوة؟ كيف كان لجمال ضوء القمر طعم وهو يداعب بأصابع طويلة جسد أرض مُستلقية تحت ظلال هادئة بدلال واستسلام؟
كيف كنت ألحظه نوراً راقصاً يلامس أطراف الأشجار بروعة الجمال؟ - سقى الله أيّام زمان، لماذا أشعر بغيمة سوداء تخيفني وتخنقني على مدار الوقت؟ خوفي عليكِ يا شام،
آه كم غزلك يُطربني، كم أنتِ جميلة في الليل والنهار لكنّني ألامس نسيج وجعك في هذا الوقت حيث يبهت عبق ياسمينك المُدلل الذي كان يُتسربل الجدران بفرح
مخضوضر الوجدان ..
أتطلع نحو جبل قاسيون أجده ما زال واقفاً بكبرياء، ألقي عليه تحيّة المساء: سلام الله عليك أيّها القوي، يا مَن تبهر بسحرك جميع الأضواء، أيّها العظيم القابع كأمّ حنون تسهر لترعى بيوتات الشام، عجباَ كمْ قصّة وراء كل ضوء، وراء كلّ جدار؟ أسألني: تُرى نُشعل الأضواء كي نرى الأشياء أم كي لا نخاف منها، أمْ لترانا هي ولا تشعر بطعم الرعب من وقع خطواتنا القاسية؟ مِن تفجير ورصاص وأوهام ..
خوف يلبس شراييني أنْ تفقد بلادنا الحلوة بريق عينيها من عمى ألوان الوقت النشاز ..
بينما تسبح أفكاري في محيط عام وخاص مِن قبح وجمال، أنعطفُ شاردة البال فألمح بعض قساة ملثمون يضربون فتى بعمر الزهور بقضبان حديديّة ..
أقرفصُ خلف حاوية نفايات بلا قوّة، أغطي أنفي وفمي بيد مُرتجفة قصيرة لا حيلة لها ويُطلق على الفتى المسكين أربع رصاصات في غفلة ضمير وغياب رحمة ..
أضغط كفّ يميني أكثر لأصمت مُرغمة وتصرخ دواخل مُعترضة مُزمجرة ..
اهتزازات ثارت عاصفة ثمّ تلاشت في فضاء لا يريد الاستماع للمزيد من القصص المؤلمة.
سمعتْ ملائكة السماء نداء أرواح بيضاء فنزلت إلى سطح الأرض المغدورة وحملت الشهيد على بساط مُفعم بعبق الحسرة والغار.

*هُدى محمد وجيه الجلاّب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...