الى اخي الشهيد ناظم في يومه ١٦آب من ٢٠٠٦
من كتابي "أحداث وانفعالات"
بالقرب من نافذتي تبكي حمامة..
همست لروحي دربًا في الذكريات ..
تتبعته ..
زورقا حملك ياأخي نحو سفرك البعيد.
كنت انتظر الحمامة كل يوم تأتيني بالخبر اليقين..
انك عدت سالما من طرق الرصاص ..
ودوي القنابل في شرق البلاد حيث الحصاد..
كنت أنتظر الحمامة ، لا أنام ..
وكأنها مرسلةٌ منك تدعوني أن أستريح ..
أنْ ليس اليوم يومه.. فتمهلي في طرح الدموع..
إنه أمسى وسط الجموع...
وأصبح ولم يبق منهم الا البعض القليل..
موتٌ مؤجل؟
والحمامة قرب نافذتي تهدؤني في عتمة الليل الطويل..
شيء غريب..
يتقطر الدمع من عيني في سكون..
سفرك بعيد لكنني أأمل منك الرجوع..
وترجع..وتنساب روحي في استراحة المحارب..
وخوفي مطمور في قلبي..من قرب الرحيل..
وقبلتي الحائرة على خدك المهدول..
من تعب الحروب..
وترحل بثقل متاعك..ومن كثر الجروح..
أعود فأنتظر الحمامة قرب نافذتي ..
كي أنام..
واحتدمت الاخبار ذات يوم..
لا خبر ولا جواب..
ووالدنا تأبط قبره..وحلَّ عن ظهره ثقل المصاب..
جاءت حمامتي تلهث..إنه قريب..
وقدِّمتَ ملطخا من أُم رأسك حتى قدميك..
تبكي من قطعة سوداء شُدت على طرف الطريق..
أن الموت قد لفَّ اباك..
والحسرة اشتدت عليه فقرر مجبرًا على الرحيل..
دون الوداع ..
ربما ظنَّ أنه سيلقاك عند الطريق..
وافترشتَ خلف البيت خندقا للحزن..
وسكبتَ من روحك فيض الدموع ..
آه..يا أبي الحبيب؟
وانتهت السنين ..
ولم نرَ من الحرب غير صوت النهيق..
والزورق يرسو بانتظارك..وأنا انظر اليه..
لما مازال هناك..؟
مابال الحمامة تنظر من بعيد ؟
وقد توقفت عن الهديل!
وجاءت الحرب الضروس..
حرب قابيل وهابيل من جديد..
وتناثر الدم كأمطار السموم ..
من براكين الحقد..
ونزالات عجاف السنين..
على كل الرؤوس..
ماعادت الحمامة قرب نافذتي..
ولا أسمعتني ماقد قيل..
بل لمحتُ روحا أُدميت تنظر من قريب..
حيث امي تنام..
"أيتها الام..أصبح الصبح على إبنك فهو قتيل..
فأنهضي..وصُبّي دموعا وعويل"
وقفتُ ولوحّتُ للروح.. أن اتركي أمي..
فأنا لها بديل..
وصببت دمعي وآهاتي وكل قبضات الكروب..
ياويلي ولدي ..أخي قتيل ..
مرميٌّ هناك وسط بركة الدماء!
وأنا هنا مغروسة قرب سرير ..
يحوي أمي تصرخ ولا تعِ ممَّ العويل!
ورحلتَ في سفرك البعيد ..حيث أبوك..
وتنافستْ سنين العدم على أُمّك..
وتلقف الموت صاحبة الرحم الحزين..
وبقيتُ أنا بالانتظار ..
أن يعود القارب وأسلك اليكم حر الطريق..
حيث السلام..
واليوم اصبحتُ على الحمامة ،
وهي تعود الى الهديل..
هل تزورني..؟
أم هل تنبؤني بخبر جميل ؟
أم هي دعوة منك اليَّ الى الرحيل..؟
كلها حبًّا فليس لروحك الا كل ماهو جميل..
ياأخي العزيز.
..............
ابتهال الخياط
من كتابي "أحداث وانفعالات"
بالقرب من نافذتي تبكي حمامة..
همست لروحي دربًا في الذكريات ..
تتبعته ..
زورقا حملك ياأخي نحو سفرك البعيد.
كنت انتظر الحمامة كل يوم تأتيني بالخبر اليقين..
انك عدت سالما من طرق الرصاص ..
ودوي القنابل في شرق البلاد حيث الحصاد..
كنت أنتظر الحمامة ، لا أنام ..
وكأنها مرسلةٌ منك تدعوني أن أستريح ..
أنْ ليس اليوم يومه.. فتمهلي في طرح الدموع..
إنه أمسى وسط الجموع...
وأصبح ولم يبق منهم الا البعض القليل..
موتٌ مؤجل؟
والحمامة قرب نافذتي تهدؤني في عتمة الليل الطويل..
شيء غريب..
يتقطر الدمع من عيني في سكون..
سفرك بعيد لكنني أأمل منك الرجوع..
وترجع..وتنساب روحي في استراحة المحارب..
وخوفي مطمور في قلبي..من قرب الرحيل..
وقبلتي الحائرة على خدك المهدول..
من تعب الحروب..
وترحل بثقل متاعك..ومن كثر الجروح..
أعود فأنتظر الحمامة قرب نافذتي ..
كي أنام..
واحتدمت الاخبار ذات يوم..
لا خبر ولا جواب..
ووالدنا تأبط قبره..وحلَّ عن ظهره ثقل المصاب..
جاءت حمامتي تلهث..إنه قريب..
وقدِّمتَ ملطخا من أُم رأسك حتى قدميك..
تبكي من قطعة سوداء شُدت على طرف الطريق..
أن الموت قد لفَّ اباك..
والحسرة اشتدت عليه فقرر مجبرًا على الرحيل..
دون الوداع ..
ربما ظنَّ أنه سيلقاك عند الطريق..
وافترشتَ خلف البيت خندقا للحزن..
وسكبتَ من روحك فيض الدموع ..
آه..يا أبي الحبيب؟
وانتهت السنين ..
ولم نرَ من الحرب غير صوت النهيق..
والزورق يرسو بانتظارك..وأنا انظر اليه..
لما مازال هناك..؟
مابال الحمامة تنظر من بعيد ؟
وقد توقفت عن الهديل!
وجاءت الحرب الضروس..
حرب قابيل وهابيل من جديد..
وتناثر الدم كأمطار السموم ..
من براكين الحقد..
ونزالات عجاف السنين..
على كل الرؤوس..
ماعادت الحمامة قرب نافذتي..
ولا أسمعتني ماقد قيل..
بل لمحتُ روحا أُدميت تنظر من قريب..
حيث امي تنام..
"أيتها الام..أصبح الصبح على إبنك فهو قتيل..
فأنهضي..وصُبّي دموعا وعويل"
وقفتُ ولوحّتُ للروح.. أن اتركي أمي..
فأنا لها بديل..
وصببت دمعي وآهاتي وكل قبضات الكروب..
ياويلي ولدي ..أخي قتيل ..
مرميٌّ هناك وسط بركة الدماء!
وأنا هنا مغروسة قرب سرير ..
يحوي أمي تصرخ ولا تعِ ممَّ العويل!
ورحلتَ في سفرك البعيد ..حيث أبوك..
وتنافستْ سنين العدم على أُمّك..
وتلقف الموت صاحبة الرحم الحزين..
وبقيتُ أنا بالانتظار ..
أن يعود القارب وأسلك اليكم حر الطريق..
حيث السلام..
واليوم اصبحتُ على الحمامة ،
وهي تعود الى الهديل..
هل تزورني..؟
أم هل تنبؤني بخبر جميل ؟
أم هي دعوة منك اليَّ الى الرحيل..؟
كلها حبًّا فليس لروحك الا كل ماهو جميل..
ياأخي العزيز.
..............
ابتهال الخياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق