رُبَما مِنَ المُبَكِّـر بَعْد،
أَن أُحمَلَ في تابوتي الخَشَبيّ
وَأَنا في ثِيابِ بلادي المُثقَلةِ،
بالألَمِ وأَنينِ الفنتازيا ..
قَلَّ نَظيرُها عَلى الأَرضِ البَعيدَة
لأَصنَعَ مِن كُلِّ وَهمٍ حَقيقَة !
-
ما زالتِ الرحلةُ شاقَةً وطَويلَة
لِتَنظيفِ الحُروفِ مِنَ التعفُّنِ
والبُحَيرةُ ساكِنَةً، شاحِبَةً وَشَحيحَة
لتطهيرِ ذلك الجسرِ مِنَ النجاسة..
مِن عُبورِ الثُقلاءِ بأَحذيَتِهم المُتَّسِخَة..
وقد جَعلناهُ جسراً مِن حَريرٍ ودَمَقس
-
لا تزالُ الأَرحامُ القذرةُ تتوالد ..
بالسلاطينِ وبأَقزامِ العقائد ..
وبأُمَراءِ المَوتِ الأَسوَد ...
لأَجعَلَ مِنَ الرحلةِ سِهاماً رائِعَة
تُشعِلُ الحَنينَ لأَرضِ الميلاد
وأَشُقُّ بها طَريقي
إِلى البَرْزَخِ الآخَر ...
-
حُروفٌ مِثلُ أَجسادٍ فارغَة،
كَما مَجاميعِ الأَوعيةِ الصامِتَة..
تَغيبُ عَنِ البَصَرِ والبَصيرَة ..
أَزجُّ بها في أتونِ الفِكـرِ
أُخضِّبُها بمكنوناتِ العَـقـلِ
أَنفخُ فيها الأَرواحَ لِتَتَحَرَّكَ وتُحلِّق
مثلُ آلِهةِ الخَمرِ..
تَفتحُ في المُخيَّلةِ شَهوَةَ الخَلق
مَطْهَراً لِشوائبِ الآلامِ الرخيصة
فَتَخرجُ مِنها الكلماتُ
مِن أَرواحِ الجبالِ كالعَقيق..
كالبُخارِ المُعتّق
جَـمْـراً وثَمـالة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق