اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب تطوير الزراعة تعزيز للاقتصاد ا

كائنات الظل .... *فؤاد حسن محمد ـ سوريا

رفيق شعبان أخطأ مرة أخرى عندما رفع تقرير غش في ابن شخصية مشهورة، لم يستجب لتغير مواصفات الورقة التي ضبطت مع الطالب،بل وقف هكذا حاملا القلم بيده، تخيل نفسه وهو يكتب مرفوع الرأس مثل الباشا أنه ليس ضعيفا،فكميات كبيرة من تضخيم الذات تخمد النار في موقد الخطر،بل على العكس سيطرت عليه مشاعر العظمة كالخيال، وكأن ما فعله سيحوله إلى بطل.
نصف ثانية فقط رفعته إلى مكان شاهق،رفيق شعبان ينظر إلى الكل من هنا ، لا يسمع، لا يرى ، بينما المركز الإمتحاني في اضطراب،على الرغم من هذا فلا بد أن يسجل له أن رغبته في رؤية مسؤول يتوسل إلى مواطن تحققت أصولا.

قالت الآنسة سوزان وقد وقفت تتأمله كقديسة :
- هذا ليس عدلا؟؟
-كيف الحل
سأل بصوت عال وألفى نفسه محاصرا لدرجة التورط ،تملكه ذنب في داخله، من غير أن يخلع إحساسه ما بين تقاطيع وجهه المتقلصة،لا حقا حين ينكفئ على نفسه ويشم رائحة الخيبة عندئذ سيسمع توبيخات سيئة، أما الآن فقد استدار وطرق زجاج المكتب بقبضته الضئيلة مرة أخرى،وأشار بحركة من سباته إلى الآنسة سوزان:
_ من فضلك لي عندك سؤال هل تعتقدين أني أحب ذلك؟؟؟؟
هو يعي المخاطر الكامنة في اللعب مع كائنات الظل ،وأن الأغلبية لا تريد أن تثقل كاهلها بأعباء اللعب معهم،لذا شعر الجميع بالغرابة، أن تقول الصواب فأنت ترهق نفسك وستدفع الثمن .
رفعت سوزان بحاجبها الأيمن، ثم أنزلت رأسها نحو الأسفل، في إشارة إلى الموافقة،وأكدت ذلك بقولها:
-أنت لا تسأل ...بل تؤكد أنك تحب ذلك
رن جرس الهاتف الأرضي،حدق بالآنسة سوزان، وكأنها هي السبب.
- ألو
- الأستاذ رفيق
- نعم
- معك لجنة المتابعة ...بعد انتهاء الإمتحان عليك الحضور إلى مديرية التربية.
قطب رفيق شعبان حاجبيه وأدرك أنه وقع في فخ المعارضة مع الآخرين، والأسوأ أن أعصابه تضاعفت انفعالاتها على خارطة محياه،مع هذا أبقى عينيه سليمتين ودون أي ارتباك،لكن الهواء نقص في رئتيه ليتنفس،فتهدج صوته وأحس أنه بحاجة إلى رئتين احتياطيتين كي يتكلم بصوت لا تفوح منه رائحة الضعف ،ولسبب ما لم يغب عن باله أن الاستمرار في التفكير يجلب التوتر،ويكفي في هذه اللحظة الصمت كي لا يذهب الغضب إلى أبعد الحدود.
قال رفيق شعبان وهو يخفي الأمر :
- أقول لك الحقيقة ، سيان عندي.
قالت سوزان وهي تنظر إليه بإعجاب :
- إنك عنيد
بالنسبة للمدرسين ذوي الجيوب الخاوية ، يجدون هنا في الامتحانات انتعاشا فسيحا،فكانوا محل شبهة ،لذا كان على رفيق شعبان أن يشير إلى ذلك،سواء أكان يجلب لهم السخط أو الرضى،شعور لا تفسير له بل رغبة في أن يكون له بعض الضمير الحي.
وراء ما حدث يقبع حزن سوري قديم ، قدم الدهر ،أن تختفي الفوضى ،ينقل رفيق نظره بفزع بحتا عن عزاء في وجوه الطلاب والمدرسين ،هو يدرك أنه لا بد من ذلك،رغم تعقد المشكلة،وتوجه نحو القاعات،كان الممر مضاء، ولا حظ أن مراقبة تطل برأسها من الباب،كانت جميلة ، ترتدي بلوزة كتف زاحط،اقترب منها وسلم عليها:
- مرحبا يا أنسة
- أهلا...
حكت أنفها وهي حركة يكون بلغ فيها الشخص أقصى الارتباك،قال لها برصانة:
- إني أخشى عليك من استجواب مندوب الوزارة
رفع إصبعه منذرا إياها من تكرار ذلك،كل شيء فوضوي، هنا الفوضى أصبحت من الأثاث،نظر إلى الطلاب من فتحة الباب،الكل معه مصغرات للغش،سمع المراقبين وهم يضعون سبابتهم على شفاهم،وهم يحذرون:
- هس...هسسسس
ما عساه أن يفعل بعد أن أصبح جزء من الفوضى، لكن بدون حماية،زم شفتيه ونفخ في الهواء،وقف ساكنا وفي النهاية قرر العودة إلى مكتبه،كان ينتابه شعور كفيل أن يخلق ألما حارقا،والأسوأ من ذلك نظرات الكراهية بالغة الأثر .
لقد كان مفتونا بما جرى،لدرجة لم ير مندوب التربية،لا بد أن ظهوره حدث بطريقة خيالية،كان يرتدي قميصا أزرقا وبنطالا أبيضا،ولما رآه عبس، على جانبه الأيمن كانت القاعات تضج بأصوات الطلاب،وكأنهم في منتزه .
مد يده إلى جيبه وأخرج بطاقة تعريف وقال بنبرة توبيخ:
-هل هذا مركز امتحاني أم محل بيع فلافل
كيف يستطيع أن يفسر للذي يقف أمامه مالا يمكن تفسيره.
- حالة عامة
حدق به بملامح جادة،ودون أي ابتسامه قال له :
- ألحقني إلى المكتب
في المكتب فتح محفظته ، وأخرج بطاقتين ، الأولى إنهاء تكليفه ، والثانية تكليف الآنسة سوزان بمهمة رئيس مركز.
قالت :
- بكل سرور
لف البطاقة على شكل إذن حمار، وخرج بمشاعر يكتنفها الغموض،جلس مندوب التربية وراء المكتب وقال لها:
- تعرفين ماذا عليك أن تفعلي
أخرجت تقرير الغش وأعطته لمندوب التربية الذي وضعه في محفظته ليتلفه خارج المركز الإمتحاني

*فؤاد حسن محم
جبلة- سوريا

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...