اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الأدب الكاذب .... مقال رائع للكاتب المنفلوطي صاحب النظرات

كُنّا وكانَ الأَدَبُ حالاً قائمةً بالنَّفسِ تَمنعُ صاحبَها أَنْ يُقْدِمُ على شرٍّ، أو يُحدِّثَ نفسَه به، أو يكونَ عَوْنًا لفاعليه. فإن ساقَتْهُ إليه شهوةٌ من شهواتِ النَّفسِ، أو نزوةٌ من نزواتِ العَقْلِ، وَجَدَ في نَفسِه عند غشيانِه من المضَضِ والارتماض ما ينغّصُه عليه ويُكدِّرُ صفوَه وهناءَه.

ثُمَّ أصبحنا، وإذا الأدبُ صُوَرٌ وَرُسومٌ، وحركاتٌ وسكناتٌ، وإشاراتٌ والتِفاتاتٌ، لا دخلَ لها في جوهرِ النَّفسِ، ولا علاقة لها بشعورِها ووجدانِها. فأحْسَنُ الناسِ عند الناسِ أدبًا وأكرمُهم خُلُقًا، وأشرفهُم مذهبًا، من يكذبُ على أن يكونَ كذبُه سائغًا مُهَذَّبًا، ومن يخلفُ الوعدَ على أن يُحسِنَ الاعتذارَ عن إخلافِه، ومن يبغضُ الناسَ جميعًا بقلبِه على أن يُحبَّهم جميعًا بلسانِه، ومن يقترفُ ما شاءَ من الجرائمِ والذُّنوبِ على أن يحسنَ التَّخلُّصَ من نتائجِها وآثارِها.

وأفضلُ من هؤلاءِ جميعًا عندهم أولئك الَّذين برعُوا في فنّ (( الآداب العالية )) أي فنِّ الرِّياءِ والنِّفاقِ، وتفوَّقوا في استظهارِ تلك الصورةِ الجامدةِ التي تواضعَ عليها (( جماعة الظُّرفاء )) في التحيّة والسَّلامِ. واللِّقَاءِ والفِرَاقِ؛ والزّيارةِ والاستزارةِ، والمجالسةِ والمنادمةِ.

وأمثال ذلك مما يرجعُ العلمَ به غالبًا إلى صغرِ النَّفسِ وإسفافِها، أكثر مما يرجِعُ إلى أدبِها وكمالِها؛ فكأنَّ الناسُ لا يستنكرون من السَّيِّئَةِ إلاَّ لونَها؛ فإذا جاءَتْهُم في ثوبٍ غير ثوبِها أَنِسُوا بها وسَكَنُوا إليها؛ ولا يعجبُهم من الحسنةِ إلاَّ صُورتُها؛ فإذا لم تأتِهم في الصُّورةِ الَّتي تُعجِبُهم وتروقُهم عافُوها وزهدُوا فيها، أي أنّهم يُفضِّلون اليدَ الناعمةَ الَّتي تحملُ خِنْجَرًا، على اليدِ الخشنةِ الَّتي تحملُ بَدْرَةً، ويُؤثِرون كأسَ البلّورِ المملوءةَ سُمًّا على كأسِ الخزفِ المملوءةِ ماءً زلالاً.

ولقد سمعتُ بأُذنيَّ من أخذَ يعدُّ لرجلٍ من أصدقائِه من السيّئاتِ ما لو وُزِّعَ على الخلقِ جميعًا لَلَوَّثَ صحائِفَهُم ثمّ ختمَ كلامَهُ بقولِه : وإنّي على ذلك أحبّهُ وأجِلّه، لأنّه رجلٌ (( ظريفٌ )) !

وأغربُ من ذلك كلِّه أنّهم وضعُوا قوانينَ أدبيَّةً للمغازلةِ، والمعاقرةِ، والمقامرةِ، كأنّ جميعَ هذه الأشياء فضائلُ لا شكَّ فيها، وكأنَّ الرذيلةَ وحدَها هي الخروجُ عن تلك القوانين الَّتي وُضِعَت لها، وما عهدُنا ببعيد بذلك القاضي المصريّ الذي أجمعَ الناسُ في مصر منذ أيَّامٍ على احتقارِه وازدرائِه، لا لأنَّه لعبَ القمارَ، بل لأنَّه تلاعبَ بأوراقِ اللّعبِ في أحدِ أنديةِ القمارِ، وسَمَّوْه لِصًّا دنيئًا، والقمارُ لصوصيّة من أساسِه إلى ذُرْوَتِه.!

أعرفُ في هذا البلدِ رجلَيْن يجمعهُما عملٌ واحدٌ، ومركزٌ واحدٌ: أحدُهما خيرُ الناسِ، والآخرُ شرُّ الناسِ، وإن كان الناسُ لا يَرَوْنَ رأيي فيهما.

أمَّا الأوَّلُ، فهو رجلٌ قد أخذَ نفسَه مُنْذُ نَشْأَتِه بمطالعةِ كتبِ الأخلاقِ، والآدابِ ومزاولتِها ليلَه ونهارَه، فقرأَ فيها فصُولَ الصِّدْقِ والأمانةِ، والعفّةِ والزهدِ، والسماحةِ والنجدةِ، والمروءةِ والكرمِ، وقصصَ السُّمَحاءِ والأجوادِ، والرُّحماءِ والمؤْثرين على أنفسِهم، وافْتَتَنَ بتلك الفضائلِ افتتانًا شديدًا، ثمّ دخلَ غمارَ المجتمع بعد ذلك، وقد استقرّ في نفسِه أنّ الناسَ قد عَرَفُوا من الأدبِ مِثْلُ ما عَرَف، وفهمُوا من معناه مثلَ ما فهمَ، وأخذوا منه بمثلِ الذي أخذَ فغضبَ في وجهِ الأشرارِ، وابتسمَ في وجهِ الأخيارِ. والأوَّلون أكثرُ عددًا، وأعظمُ سُلْطةً وجاهًا، فسُمِّيَ عند الفريقين شَرِسًا متوحّشًا؛ وامتدَح إحسانَ المحسنِ، وذمَّ إساءةَ المسيءِ، والمحسنون في الدنيا قليلُون، فسُمِّيَ وَقِحًا بذيئًا حتّى بين المحسنين؛ وبذلَ معروفَه للعاجزِ الخاملِ، ومنعَه القادرَ النابه، فلم يشعرْ بمعروفِه أحدٌ، فسُمِّيَ بخيلاً؛ واعتبرَ الناسَ بِقِيَمِهم الأدبيَّةِ، لا بمقاديرِهم الدنيويّةِ، فلقيَ الأغنياءَ والأشرافَ بمثل ما يلقَى به العامّةَ والدهماء؛ فسُمِّيَ مُتَكَبّرًا؛ وقال لمن جاءَه يساومُه في ذمّتِه: إنِّي أحبُّك ولكنّي أحبُّ الحقَّ أكثرَ منك؛ فكثُرَ أعداؤه وقلّ أصدقاؤه.

أمَّا الثاني، فأقلُّ سيّئاتِه أنّه لا يفي بوعدٍ يَعِدُهُ، ولكنّه يحسنُ الاعتذارَ عن إخلافِ الوعودِ، فلا يسمّيه أحدٌ مِخْلافًا؛ وما رآه الناسُ في يومٍ من أيّامِه عاطفًا على بائسٍ أو منكوبٍ، ولكنّه يبكي لمصابِ البائسين والمنكوبين؛ ويستبكي لهم، فعُدَّ من الأجوادِ السُّمَحَاءِ؛ وكثيرًا ما أكلَ أموالَ اليتامَى، وأساءَ الوصايةَ عليهم، ولكنّه لا يزالَ يمسحُ رؤوسَهم، ويحتضنُهم إلى صدرِه في المجامِعِ والمشاهدِ كأرحمِ الرحماءِ، وأشفقِ المشفِقين؛ فسُمِّيَ الوصيَّ الرحيمَ؛ ولا يفتأ ليلَه ونهارَه ينالُ من أعراضِ الناسِ، ويَسْتَنْزِلُ من أقدارِهم، إلا أنه يخلطُ جدّه بالهَزْلِ، ومرارتَه بالحلاوةِ، فلم يعرف الناسُ عنه شيئًا سوى أنّه الماجنُ الظريفُ.

ذَلِكَ هو الأدبُ الذي أصبحَ في هذا العصرِ رأيًا عامًّا يشتركُ فيه خاصّةُ الناسِ وعامّتُهم، وعقلاؤهم وجهلاؤهم؛ ويعلّمُه الوالدُ ولدَه، والأستاذُ تلميذَه؛ ويقتتلون اقتتالاً شديدًا على انْتِحالِه والتَّجَمُّلِ به، كما يقتتلون على أعزِّ الأشياءِ وأنفسِها، حتّى تبدَّلتِ الصورُ، وانعكسَتِ الحقائقُ، وأصبحَ الرجلُ المخلصُ أحرجَ الناسِ بصدقِه وإخلاصِه صدرًا، وأضلَّهم بهما سبيلاً، لا يدري أيكذبُ فيُسخطَ ربَّه، ويُرضي الكاذبين ؟ أم يصدقُ، فيرضي نفسَه، ويُسخطَ الناسَ أجمعينَ ؟ ولا يعلمُ أيهجرُ هذا العالَم إلى عُزْلَةٍ منقطعةٍ يقضي فيها بقيّة أيامِ حياتِه غريبًا شريدًا ؟ أم يبرزُ للعيون، فيموت همًّا وكمدًا ؟

يَجِبُ أن يكونَ أدبُ النفسِ أساسَ أدبِ الجوارحِ، وأن يكونَ أدبُ الجوارحِ تابعًا له، وأثرًا من آثارِه،فإنْ أبى الناسُ إلاّ أنْ يجعلوا أدبَ الحركاتِ والسَّكَناتِ أساسَ صِلاتِهم وعلائِقهم، وميزانَ قِيَمِهم وأقدارِهم، فلْيَعْتَرِفوا أنّ العالمَ كلَّه مسرحٌ تمثيليٌّ، وأنَّهم لا يؤدّون فيه غيرَ وظيفةِ الممثّلين الكاذبين.

متابعات المحرر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...