
فالمعلم راع ومسؤول عن تلامذته، على يديه تبنى الأمم وتزدهر وتمتد الحضارة، فلا
يزهو العلم إلا به ، كثيراً ما أتذكر كيف كان التعليم قديماً، كم كانوا يزودوننا بقيم وأفكار وأطروحات بل ويهتمون بتنمية مواهبنا فيصقلوها لنا بالتعليم، فوسّعت من أفاقنا لنتميز عن غيرنا...
لكن اليوم كثر عدد المعلمين وأغلبهم لم يعد يقدم مهنته كأداء رسالة بل إهمال لها واستهتار بالعلم من باب هذا الجيل الأكثر شغباً وتقصيراً في طلب العلم متناسيين بأن دور المعلم مساعدة الطالب على حب العلم والمادة الدراسية، فمن أولوياته هو القيادة نحو التجديد والإبداع، فما بالك اليوم يقوم المعلم بتهديد طلابه بالرسوب إن لم يبادر بتسجيل دورة متعلقة بمادته التدرسية باعتبارها أساسية لاهثاً وراء المال فقط، أو يقبل الرشوة ببيع أسئلة الفحص بحجة تحسين ظروفهم المعيشية...
لك أيها المعلم لتحسين ظرفك المعيشي أن تضيف لمهنتك التعليمية مهنة أخرى، فأنتم رجال العلم والأدب والفكر والأخلاق ،فلا تكونوا كالقطيع تنساقون وراء كلمات قائلها جاهل ،فكثيراً ما سمعت هذا القول صادراً عن أغلب المعلمين (أعطي درسك واختصر إن فهم الطالب أم لم يفهم)...
إذن...أين تكمن هنا مسؤوليتك أيها المعلم ،فأنت المسؤول تجاه أبناء مجتمعك تجاه نهضة وازدهار هذا المجتمع ،وأنت المحظوظ بمهنتك هذه،مهنة الاستثمار في الفكر والعقول،مهنة من أشرف المهن ،يكفي إنها رسالة خالدة ،لأنها أبعدها عن الأنانية وأشدها إنكاراً للذات، وأنت تجعلها اليوم أداة تجارة لكسب الأموال!!
كم نأمل أن تقطع تلك الخطوة التي بدأت منها وتذكر بأنك كالشجرة التي تثمر وتعطي دون مقابل، فكيف إذا كان هذا العطاء علماً نافعاً ومنه تمسح ظلمة الجهل بنورك ،وتملأ النفس الجامدة بالحياة ،والعقل النائم بالحركة ،هكذا أنت أيها المعلم قدّم الأفضل لأبناء مجتمعك ولا تبخل عليهم بعلمك وحلمك وصبرك...
فلا تدع أيها المعلم هاجسك الوحيد هو تحصيل المال بأية طريقة بل اجعل من رسالتك هذه هدفاً لبناء مجتمع علمي معرفي ثقافي، فأنتم عنوان مستقبل الأمة وازدهارها.
رزان القرواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق